تخطط إحدى شركات الأدوية لإنتاج دواء «ذكي» يُمكنه أن يُنذر الطبيب بأن المريض لم يتناول دواءه. وتنتظر الشركة موافقة «إدارة الدواء والغذاء» الأميركية للبدء بإنتاج هذه الحبوب الذكية. وأفادت صحيفة «واشنطن إغزامنر» بأن الشركة التي تنتج دواء «أبيليفاي»، لعلاج حالات مثل الفصام والاضطراب ثنائي القطب والاكتئاب الشديد، تنتظر موافقة السلطات الأميركية في نيسان (أبريل) المقبل، لإدخال شريحة في حبوب الدواء لتنبيه الأطباء إذا لم يتناول المريض دواءه في الوقت المحدد. وفي حال الموافقة على طلب الشركة، سيصبح دواء «أبيليفاي» أول دواء رقمي ذكي في الأسواق، ومن الممكن أن يحسّن بشكل كبير التقيّد بتعليمات الأطباء، خصوصاً من جانب بعض المرضى الذين يجدون صعوبة في ذلك. ويعتبر الأطباء «أبيليفاي» من أكثر الأدوية مبيعاً في الولاياتالمتحدة لأكثر من عقد من الزمن. ويعتزم صانعو الدواء إبرام شراكة مع شركة لصناعة أجهزة الاستشعار الصحية، وأخذ الموافقة عليها من «إدارة الغذاء والدواء» الأميركية، لتُدرج ضمن ما سيُسمى الأدوية الرقمية، كنوع جديد من أنواع الأدوية. وفي عام 2013، استُخدمت أجهزة استشعار توضع على جلد المريض، في قياس ضربات القلب ودرجة الحرارة والنشاط وأنماط النوم. لكن، وللمرة الأولى، سيصبح باستطاعة الأطباء متابعة مرضاهم وقياس مدى التزامهم بأخذ الدواء من خلال دمج أجهزة الاستشعار مع حبة دواء «أبيليفاي»، وغيرها من الأدوية في المستقبل. وفي دراسة نُشرت العام الماضي، في مجلة «الجمعية الطبية الأميركية»، اختبر باحثون مدى فاعلية الأدوية الذكية في تحسين صحة المرضى، فوجدوا ان تأثيرها محدودٌ جداً، لكنهم أكدوا في الوقت نفسه انهم في حاجة لإجراء مزيد من الأبحاث لمعرفة ما إذا كانت الأدوية الرقمية تساعد من يعانون من أمراض مزمنة على المدى الطويل. واعتبر باحثون من جامعة كولومبيا في عام 2005، أن 74 في المئة من المرضى المصابين بالذهان يتوقفون عن تناول علاجهم قبل 18 شهراً من المدة المحددة لذلك، لكن من المحتمل أن يلتزم هؤلاء بعلاجهم بواسطة الأدوية الذكية، نظراً إلى الإشراف المباشر والمستمر من جانب أطبائهم، ما سيؤثر بشكل إيجابي في علاجهم. والأدوية الذكية ستكون مفيدة للأطباء وللمحاكم أيضاً، خصوصاً لمن يعانون من الاختلال العقلي وذلك لضمان مراقبة سلوكهم والتزامهم. إذ هناك خمسة برامج تقرها المحاكم في الولاياتالمتحدة تساعد القاضي في الحكم على المخالفين الذين يعانون من أمراض عقلية شديدة، وتالياً، يستطيع القاضي من خلال الأدوية الذكية معرفة مدى التزام هؤلاء بشكل أسهل وأدق.