أعلنت «منظمة هيومن رايتس ووتش» اليوم (الإثنين) أنها التقت الساعدي القذافي نجل معمر القذافي، في سجن الهضبة بطرابلس، إذ قالت إنه محروم من حقوقه. وذكرت المنظمة أن الساعدي أكد أنه لم يسمح لمحاميه بحضور جلسات استجوابه، وقام ممثلو النيابة بترهيبه وتهديده مع غيره من الشهود. وحضر الساعدي اللقاء من دون حراس في 15 أيلول (سبتمبر) الماضي، في سجن الهضبة في ما يبدو أول لقاء له بمنظمة حقوقية منذ ترحيله من النيجر، وهو متهم بقتل مدرب سابق لنادي الاتحاد لكرة القدم في طرابلس العام 2005، ولا تزال محاكمته جارية. وقال الساعدي لممثلي «هيومن رايتس» إنه لم يطلب مثول محام خلال التحقيق الذي سبق المحاكمة، على رغم أنه تمكن من تعيين محام في بدايتها. وأوردت المنظمة أنه «أبلغها بأنه وضع في الحبس الانفرادي بسجن الهضبة منذ تسليمه في زنزانة بلا نافذة، ولكن لديه مروحة، ولا يمكنه الاتصال بالمعتقلين الآخرين». والتقى باحثو المنظمة معتقلين آخرين، بينهم رئيس الاستخبارات العسكرية عبدالله السنوسي ورئيسا الوزراء السابقان أبو زيد دردة والبغدادي المحمودي، وحكمت محكمة في طرابلس على الثلاثة بالإعدام في تموز (يوليو) الماضي، لإدانتهم بقمع ثورة 2011. والسنوسي واحد من اثنين تشتبه النيابة الاسكتلندية بأن لهما صلة في تفجير طائرة «بان ام» فوق مدينة لوكربي العام 1988، والذي أدى إلى قتل 270 شخصاً. وقال المسؤولون الثلاثة إنهم منعوا من التواصل مع محاميهم وسلطات المحكمة منعتهم من الحديث خلال المحاكمة، وإن جماعات مسلحة قامت بتهديد محاميهم، وتحدث أحدهم عن تعرضه لسوء المعاملة خلال جلسات الاستجواب. وفي بداية آب (أغسطس) الماضي، انتشر على الإنترنت شريط فيديو يظهر تعرض الساعدي للضرب في السجن، وحكمت محكمة في طرابلس في تموز (يوليو) الماضي على النجل الآخر لمعمر القذافي سيف الإسلام غيابياً، وعلى مسؤولين في النظام السابق بالإعدام بالرصاص، بينما حكمت على مسؤولين آخرين بالسجن. وتطالب «المحكمة الجنائية الدولية» بتسليمها سيف الإسلام الذي تحتجزه جماعات مسلحة معارضة للسلطات الحاكمة في طرابلس. وقتل ثلاثة من أبناء القذافي السبعة خلال الثورة، واعتقل القذافي وقتل في تشرين الأول (أكتوبر) 2011. وتعيش ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي على وقع فوضى أمنية ونزاع على السلطة تسببا بانقسام البلاد قبل عام بين سلطتين، حكومة وبرلمان معترف بهما دولياً في الشرق، وحكومة وبرلمان يديران العاصمة بمساندة مجموعات مسلحة تحت مسمى «فجر ليبيا».