تلعب التطبيقات الالكترونية الخاصة بالهواتف الذكية دوراً متقدماً في الحياة اليومية لمستخدميها، فتواكبهم في مختلف التفاصيل في ما يسهّل حياتهم. وأصبحت التطبيقات الإلكترونية الخاصة بالحفاظ على اللياقة البدنية وقياس مستوى الأداء الرياضي تحظى باهتمام كبير من جانب مستخدمي الهواتف الذكية، إذ تساعدهم في الوصول الى هدفهم في فقدان المزيد من الوزن في وقت أقل. وتعتمد هذه التطبيقات على إعطاء المستخدم بيانات دقيقة في شأن حالته البدنية أثناء ممارسة الرياضة، ما يساعده في تحسين نمط حياته. ويقول جونتر توريش من مجلة «تشيب» الألمانية المتخصصة في مجال الحاسوب إن «هناك كثيراً من الأجهزة التي تُستخدم في قياس درجة اللياقة البدنية مثل جهاز جوبون من شركة نايك، وجهاز فيتبيت من شركة فليكس، ولكن الهواتف الذكية توفر ميزة إضافية وهي أنها تعطي بيانات ملاحية، نظراً لاتصالها بأنظمة الملاحة الخاصة بالأقمار الصناعية (جي بي اس)، فضلاً عن اتصالها بشبكات الهواتف المحمولة». ويوضح توريش أن «هاتين الخاصيتين تسمحان بعرض الأنشطة الرياضية على خرائط تفاعلية، بحيث يستطيع المستخدم رسم مسارات للتدريب والتواصل مع زملائه». وهناك أيضاً كثير من التطبيقات التي تساعد المستخدم على قياس أداء وظائفه البدنية مثل «ماي فيتنس بال». ورغم أن هذه التطبيقات عادة ما تكون مجانية أو رخيصة للغاية مقارنة بأسعار الأجهزة المتخصصة في قياس الأداء الرياضي، التي تصل أسعارها أحياناً إلى حوالي مئة يورو، إلا أن توريش يفضل هذه الأجهزة ويقول إنها « أصغر حجماً وأخف وزناً، إضافة إلى أن بطاريتها تستمر في العمل لمدة أسبوعين من دون الحاجة لإعادة شحن، بعكس الهواتف الذكية التي لا يمكن أن تعمل بدون إعادة شحن أكثر من يومين»، بحسب وكالة الانباء الألمانية. ويعتبر تسجيل ملايين الأميركيين عاداتهم وأنشطتهم الرياضية عبر تطبيقات الكترونية، مؤشراً واضحاً لخبراء اللياقة البدنية في بناء رؤى جديدة لعادات السكان. وتُظهر البيانات التي تمّ جمعها بواسطة تطبيقي «ماي فيتنس بال» و«ماب ماي فيتنس» ان سكان ولايات كاليفورنيا وكولورادو وواشنطن هم الأكثر نشاطاً بين سكان الولايات الأميركية من ناحية مدة وتكرار ونوع التمرينات التي سجلوها. ومن تطبيق «ماي فيتنس بال» الذي يحلل المعلومات المسجلة ل65 مليون مستخدم، قالت ريبيكا سيليمن لوكالة «رويترز» إن «الولايات الجنوبية كانت أكثر نشاطاً». وشارك التطبيق بياناته مع بيانات تطبيق «ماب ماي فيتنس» الذي يستخدمه 25 مليون شخص بهدف ترتيب الولايات وفقاً للعادات الغذائية والنوم وعادات ممارسة الأنشطة. وأوضحت سيليمن أن «البيانات التي تم إدخالها في الفترة من كانون الثاني (يناير) إلى كانون الأول (ديسمبر) في العام 2014 تعود لأشخاص في الفئة العمرية من 25 إلى 44 عاماً، وكان نحو 60 في المئة منهم نساء و40 في المئة رجال». وقالت سيليمان «تعرفنا أيضاً على أماكن الركض وركوب الدراجات والسير، إذ تُعتبر هذه الأنشطة الرياضية الأكثر ممارسة». وحلّت ولاية تكساس الاميركية بالمركز الأول من فئة الركض، وفقاً للبيانات، حيث شكل هذا النشاط 47 في المئة من الأنشطة البدنية، وجاءت ايداهو بالمركز الأول من فئة ركوب الدراجات، سواء داخل الأماكن المغلقة أم بالأماكن المفتوحة، والتي شكلت مجتمعة 19 في المئة من الأنشطة المسجلة، وكان السير على الأقدام هو النشاط الأكثر شيوعاً في الولايات كافة. ويرى مستشار علم النفس الرياضي لكلية الطب الرياضي الأميركية جريغوري شيرتوك إن «استخدام التطبيقات يمكن أن يعزز الالتزام بأداء التمرينات»، موضحاً «المتابعة الشخصية تميل إلى عدم الدقة سواء بالمبالغة أو التقليل من الجهد الشخصي، ولذلك فإن بيانات التطبيقات أكثر دقة لأنها تعكس تصوراتنا الشخصية وتعطينا الحقيقة والحيادية والبيانات الدقيقة». وبحسب دراسة لاتحاد صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الألماني (بيتكوم)، فإن حوالي 13 في المئة من الألمان استخدموا أجهزة إلكترونية لقياس معدلات سيرهم أو عدد السعرات الحرارية التي يحرقونها خلال العام الماضي. وذكر تقرير لمجلة «كمبيوتر بيلد» وهي أكبر مجلة تهتم بالتكنولوجيا في ألمانيا، أن بعض المحفزات التكنولوجية يمكن أن تساعد الشخص في تحسين صحته، لكن هناك بعض الخطوات يمكن أن تؤدي إلى نتائج عكسية. وبحسب المجلة، فإنها أجرت اختبارات لعدد من التطبيقات المستخدمة في الهواتف الذكية والأجهزة الرقمية التي يتم ارتداؤها، واكتشفت أن هذه التطبيقات تضع معدلات تدريب عالية للغاية بالنسبة للشخص البالغ وتتجاهل الفروق الفردية والمشكلات الصحية للمستخدمين، ما قد يلحق ضرراً كبيراً بهم.