إن مستقبل المملكة العربية السعودية يقع على كاهل الشباب، وعلى قيمنا ومبادئنا بالدرجة الأولى. لا شك بأن مستقبل المملكة كما هو الحال بالنسبة لجميع دول العالم مرهون بدور الجيل الصاعد من الشباب والذي بسواعده تستطيع المملكة العربية السعودية التقدم والازدهار إلى الأمام بكل عزيمة وثقة. لكن هذا الدور الشبابي لن يجري نفعا إلا إذا كان مربوطا بالقيم والمبادئ التي رافقت مسيرة هذا البلد العربي السعودي منذ نشأته، لكن كل ذلك لا يعني بأن الأجيال السابقة لم يكن لها دور هام في بناء ومسيرة هذا الوطن الكبير المعطاء، اذ بدون خدمات الاجيال الماضية ورجالات الدولة الاوفياء السابقين ممن خدموا تراث هذا الوطن الغالي فلن يتوفر للجيل الصاعد القاعدة الصلبة والمتينة للاستمرار في بناء البلد وتطويره، كما ان الشريحة الشبابية ليست محصورة على صغار السن وإنما ايضا على كل رجل وامرأة يتوفر فيهم العقل النير والتفكير السليم والتخطيط المبدع والحديث بكل معانيهم. فلا فائدة ترجى أذن من الشباب الذي لا يزال يفكر ويعيش في عصر الجاهلية، وللانصاف هنالك العديد من شبابنا لا يزالون يتمسكون بأفكار واجتهادات رجعية إلى أبعد الحدود، فلا فائدة من هذا النوع من الشباب وللأسف الجديد. ومن هنا يبرز دور التعليم الحديث في تطوير فكر الشباب المبني على العقلانية والاخلاق والتفكير المبدع والتمسك بجوهر الأمور وليس بقشورها. أما فيما يتعلق بالقيم والمبادئ التي تستمر مسيرة التقدم في المملكة على أساسها، فهي راسخة من حيث المبدأ ولكن متحركة إلى ما هو افضل وانسب للتعاطي مع التغيرات التي تطرأ على الساحة المحلية والاقليمية والدولية على حد سواء من حين إلى آخر برفض ما هو سيء ومناهض لقيمنا الأصيلة وقبول ما هو مؤكد لهذه القيم من منظور متطور وحديث. إن مستقبل المملكة العربية السعودية يقع على كاهل العقول النيرة بغض النظر عن سنها وعلى المبادئ الرشيدة التي تميز المجتمع العربي المسلم عن باقي الحضارات بما هو أفضل واحسن وهذه الصفات هي سنة الحياة في المملكة وميزته للتطور والتقدم. عبدالحميد الدرهلي مدير عام وزارة التخطيط/ متقاعد فاكس 6658393