حذّرت جمعية الإغاثة الطبية في قطاع غزة من تفاقم خطير في الأوضاع الصحية للمرضى المصابين بأمراض مزمنة، في ظل النقص الحاد في الأدوية الأساسية، واستمرار القيود المفروضة على سفر المرضى إلى الخارج لتلقي العلاج، ما يهدد حياتهم بمضاعفات قد تكون دائمة. وقال مدير الإغاثة الطبية في غزة، محمد أبو عفش، إن مئات المرضى يواجهون مخاطر صحية جسيمة نتيجة انقطاع العلاج، مشيراً إلى وفاة نحو 1200 مريض فلسطيني بسبب عدم توفر الأدوية اللازمة ومنعهم من استكمال علاجهم خارج القطاع، دون تحديد إطار زمني دقيق لتلك الحالات، ما يعكس حجم الأزمة الإنسانية المتفاقمة. وأوضح أبو عفش أن القطاع الصحي يشهد شللاً شبه كامل في إجراء العديد من العمليات الجراحية التخصصية، لا سيما جراحات العظام، نتيجة النقص الحاد في المستلزمات الطبية والأدوات الجراحية، محذراً من أن استمرار هذا الوضع سيؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة ودائمة، وقد يعرّض حياة المرضى والجرحى لخطر حقيقي. وكانت وزارة الصحة في غزة قد حذرت، في بيان صدر أول أمس، من تدهور غير مسبوق في مخزون الأدوية داخل مستشفيات القطاع، مؤكدة أن نسب العجز بلغت 52% في الأدوية الأساسية، و71% في المستهلكات الطبية، وهو ما ينعكس بشكل مباشر على قدرة الطواقم الطبية على تقديم الرعاية اللازمة للمرضى. ويأتي هذا التدهور في وقت يواصل فيه القطاع الصحي في غزة العمل تحت ضغوط متواصلة، رغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في العاشر من أكتوبر الماضي. وتشير السلطات الصحية ومنظمات إنسانية إلى أن القيود المستمرة على إدخال الإمدادات الطبية، إلى جانب صعوبة تحويل المرضى للعلاج خارج القطاع، فاقمت من حدة الأزمة، خصوصاً في ظل الأضرار الكبيرة التي لحقت بالبنية التحتية الصحية جراء العمليات العسكرية السابقة. وتحذر الجهات الطبية من أن استمرار هذه الظروف دون تدخل عاجل قد يقود إلى انهيار أوسع في المنظومة الصحية، ويزيد من أعداد الضحايا، لا سيما بين المرضى المصابين بأمراض مزمنة والحالات الحرجة التي تعتمد على العلاج المنتظم والرعاية التخصصية.