دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس حيز التنفيذ رسميًا، وسط أجواء فرح وارتياح عمّت شوارع قطاع غزة بعد سنوات من الحصار والمعاناة. وأفادت مصادر ميدانية بأن المرحلة الأولى من الاتفاق، التي تتضمن وقف العمليات العسكرية وتبادل الأسرى، بدأت بالفعل بالتنسيق مع الوسطاء الدوليين، في خطوة وُصفت بأنها الأكثر جدية منذ اندلاع الحرب الأخيرة. وأكدت المصادر أن حركة حماس شرعت في نقل المحتجزين الإسرائيليين إلى نقاط آمنة تمهيدًا لتسليمهم، في حين يجري التنسيق مع الصليب الأحمر الدولي للإشراف على عملية التسليم والتسلم، تحت متابعة دقيقة من الوسطاء المصريين والقطريين والأمريكيين. وتشمل الخطة الإفراج عن نحو ألفي أسير فلسطيني، من بينهم مئات من ذوي الأحكام العالية والمؤبدات، مقابل إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين الأحياء خلال 72 ساعة من توقيع الاتفاق. وفي إسرائيل، أعلن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ مرهون بموافقة الحكومة على الاتفاق، والمتوقعة مساء اليوم بعد اجتماع المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت). ورغم اعتراض وزير المالية بتسلئيل سموتريتش على الاتفاق، فإن التوقعات تشير إلى امتلاك نتنياهو الأغلبية الكافية لتمريره دون عقبات. ميدانيًا، يستعد الجيش الإسرائيلي للبدء بانسحاب تدريجي من المناطق الممتدة من خان يونس جنوبًا حتى بيت لاهيا شمالًا خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة، فيما شدد المتحدث باسم الجيش على الجاهزية الكاملة لأي طارئ رغم الاستعداد لتنفيذ الاتفاق. وتزامن الإعلان عن وقف النار مع مظاهر احتفال كبيرة في أحياء غزة المدمرة، حيث خرج السكان إلى الشوارع رافعين الأعلام الفلسطينية ومعبّرين عن أملهم في أن يكون هذا الاتفاق بداية مرحلة جديدة من الهدوء وإعادة الإعمار، بعد عامين من الحصار والدمار والمعاناة الإنسانية القاسية. وجاء الاتفاق ثمرة مفاوضات مكثفة غير مباشرة استضافتها مدينة شرم الشيخ المصرية خلال الأيام الماضية، بمشاركة أطراف دولية وإقليمية بينها مصر وقطر وتركيا والولايات المتحدة، في إطار خطة السلام التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب أواخر سبتمبر الماضي، والتي تهدف إلى إنهاء الحرب وتهيئة الأجواء لعملية سياسية شاملة في القطاع.