منذ نشأتها المباركة.. أولت المملكة العربية السعودية اهتمامًا كبيرًا بالرياضة، وجعلت من تطويرها وتشجيعها أولوية في ظل القيادة الحكيمة، حيث بدأ هذا الاهتمام منذ عهد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، الذي أسس لمرحلة جديدة في بناء الدولة، وكانت الرياضة جزءًا لا يتجزأ من هذا التأسيس. البدايات انطلقت البدايات من رياضات أصيلة؛ كالفروسية وسباقات الخيل والهجن، ثم اتسعت لتشمل رياضات حديثة؛ ككرة القدم وكرة السلة وكرة اليد وغيرها.
تأسيس الأندية السعودية – ساهمت المبادرات الأهلية- آنذاك- في تأسيس عدد من الأندية في مكةالمكرمة، والمنطقة الوسطى، والمنطقة الشرقية بدعم من شركات وطنية مثل أرامكو؛ ما شكل النواة الأولى للقطاع الرياضي المنظم في المملكة. – أُسند الإشراف على القطاع الرياضي في عام 1953 إلى وزارة الداخلية، من خلال الإدارة العامة للرياضة البدنية والكشافة، التي تولّت مسؤولية تنظيم المسابقات الرياضية بين الأندية، بما فيها دوري كأس الملك الذهبي ودوري الوطنيين على كأس ولي العهد الفضي. – خرج إلى النور منذ بداية عهد الملك عبد العزيز حتى وفاته أكثر من 100 نادٍ بجميع أنحاء المملكة. -لم يبق منها حتى الآن سوى 11 نادياً وهي: مكةالمكرمة: نادي الوحدة.. جدة: نادي الاتحاد والنادي الأهلي والربيع (اندماج الهلال البحري في فرق أخرى وأصبح اسم الفريق هكذا).. الرياض: نادي الشباب ونادي الرياض، الدمام: نادي الاتفاق وناي النهضة.. الخبر: نادي القادسية (اندماج فريق الهلال بالخبر مع فرق أخرى أصبح اسمه الأخير هكذا).. سيهات: نادي الخليج (تغير اسمه من السعودي إلى النسر ثم أصبح بهذا الاسم).. الأحساء: نادي هجر، المدينةالمنورة: نادي أحد. – مكنت الدولة النشاط الرياضي من الانتعاش تمامًا بعد الحرب العظمى الثانية في نمو غير مسبوق وبأكثر دقة وتنظيمًا؛ فأصبح ولاة الأمر يحضرون المباريات الرياضية، وعلى رأسهم الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الذي سلم أول كأس سعودية لكرة القدم على أول بطولة سعودية. – حضر ولي العهد آنذاك الأمير سعود بن عبد العزيز العديد من المباريات، وكذلك الأمير فيصل بن عبد العزيز نائب جلالة الملك في الحجاز وأمراء المناطق. – حضر كل منهم في منطقة وشجع قيام الرياضة الحديثة حتى أوجدت إدارة خاصة للرياضة في وزارة الداخلية ودخلت الرياضة إلى المدارس وعمتها لتصنيع ناشئة جدداً يمارسون الرياضة وتوسع نطاقها وشموليتها بعد إدخال ألعاب مختلفة في وقت انتشرت فيه الألعاب المختلفة كالسلة والطائرة والتنس والجولف وخصوصًا في شرق المملكة. أول كأس ملكية في تاريخ كرة القدم السعودية أضاف الملك عبد العزيز -طيب الله ثراه- اعترافًا آخر بالرياضة حينما شرف -يرحمه الله- مباراة لكرة القدم في مدينة الظهران بين فريقي اتحاد الظهران، وفريق منتخب الصوماليين، وذلك بتاريخ 3 ربيع أول 1366ه/25 يناير 1947م، حيث أقيمت المباراة في مدينة الظهران. – كانت هذه المباراة ضمن برنامج زيارة تفقدية من الملك عبدالعزيز لشركة أرامكو بالظهران. -تعد هذه المباراة بين فريقي اتحاد الظهران وفريق منتخب الصوماليين المباراة الوحيدة، التي حضرها الملك عبدالعزيز في كرة القدم السعودية، وهي أول كأس ملكية في تاريخ كرة القدم السعودية. الملك الرياضي لقد كان الملك عبدالعزيز- يرحمه الله-يولي الرياضة جل اهتمامه ضمن اهتماماته المتعددة؛ سواء منها الرياضة الحديثة من الألعاب المعروفة اليوم أو الألعاب العربية الأصيلة، التي كان يشجعها بشدة؛ باعتبار أن الرياضة في نظره هي ممارسة إنسانية صحية ونشاط فكري تبني العقول، وتعزز من القيم الأخلاقية وتعمق روح الألفة والتواصل وتكريس الحوار الثقافي؛ حتى إن الكاتب الشهيرعباس محمود العقاد كتب في عام 1365ه عبر صحيفة (الكتلة) في عددها الصادر في يناير 1946م مقالاً عن الملك عبد العزيز بعنوان (الملك الرياضي) يجسد فيه بعض اهتمامات المؤسس نحو الرياضة. تفاصيل المباراة الملكية – وصل الملك عبدالعزيز إلى ملعب المباراة الساعة 4:35 م، وبعد أن تقدم لاعبو الفريقين لمصافحته بدأت المباراة الساعة 4:50م. – انتهت المباراة بفوز فريق منتخب الصوماليين بهدفين مقابل هدف لاتحاد الظهران. استمرت المباراة 60 دقيقة فقط. تقدم منتخب الصوماليين بهدفين عند الدقيقتين (2، 28) ثم قلص فريق اتحاد الظهران النتيجة عندما سجل هدفًا وحيدًا عند الدقيقة 58 بوساطة اللاعب حامد عبيدلي. – في نهاية المباراة كرم الملك عبدالعزيز الفريق الفائز بالكأس، فيما كُرم اللاعب حامد عبيدلي بكأس أفضل لاعب خلال المباراة. – حامد عبيدلي أول لاعب سعودي يحصل على كأس من يد الملك عبدالعزيز وهو الوحيد.