بعد مرور خمس سنوات على الانفجار الهائل الذي هز العاصمة اللبنانية وأسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص وإلحاق أضرار واسعة، أعلنت محكمة مدينة صوفيا في بلغاريا أمس (الثلاثاء) توقيف مالك سفينة كانت مرتبطة مباشرة بالحادث. وأوضحت المتحدثة باسم المحكمة، أن الموقوف، إيغورغريتشوشكين، وهو مواطن روسي يحمل الجنسية القبرصية، تمّ القبض عليه بعد وصوله إلى بلغاريا قادمًا من بافوس في قبرص، تنفيذًا لنشرة حمراء صادرة عن الإنتربول. وأضافت أن المحكمة أصدرت قرارًا بوضعه رهن الاحتجاز لمدة أقصاها 40 يومًا منذ 7 سبتمبر الحالي، وتم تأكيد القرار في الاستئناف. وينص القانون البلغاري على منح السلطات التي تطلب تسليم المطلوبين مهلة 40 يومًا لتقديم الوثائق اللازمة لتبرير نقلهم. وتعود أهمية غريتشوشكين إلى كونه مالك سفينة"روسوس" التي كانت تحمل شحنة نترات الأمونيوم المخزنة في ميناء بيروت، والتي انفجرت في 4 أغسطس 2020، مسببة الكارثة الإنسانية والمادية الكبرى التي هزّت لبنان والعالم. وفيما يتعلق بمسار التحقيقات، أكد وزير العدل اللبناني عادل نصار الشهر الماضي أن التحقيقات "وصلت إلى مراحل متقدمة"، مشيرًا إلى أن توقيت صدور القرارات القضائية مرتبط باكتمال الملف أمام قاضي التحقيق. وكان التحقيق في الانفجار قد توقف منذ ديسمبر 2021، بعد تقديم أكثر من 45 دعوى ضد قاضي التحقيق طارق بيطار من قبل سياسيين ومسؤولين متهمين في القضية، مستغلين مادة قانونية تعطي الحق بتجميد عمل القاضي في حال التشكيك بأدائه. وعلى الرغم من التحديات، حاول بيطار استئناف التحقيق في يناير 2023، حيث تم إخلاء سبيل خمسة موقوفين وادعاء على ثمانية آخرين، من بينهم النائب العام التمييزي غسان عويدات، الذي أحيل للتقاعد وتم تعيين جمال الحجار خلفًا له في فبراير 2024، ما أدى إلى توقف التحقيق مؤقتًا. ومع ذلك، استأنف بيطار عمله في 16 يناير 2025، وقدم الادعاءات بحق ثلاثة موظفين وسبعة ضباط من الجيش اللبناني والأمن العام والجمارك، محافظةً على دوره كقاضي التحقيق في القضية رغم تقاعده.