لو كان لديك قليلٌ من الحظ والتقيت بأحد أبناء جيل الطيبين، وسألته سؤالاً عابراً.. من هو منتخبك المفضل !! في أغلب الظن أنه سيقول: البرازيل. والسبب.. أنه نشأ وترعرع على المتعة البرازيلية، التي صنعها تاريخ برازيل بيليه، الذي بالطبع لم يعاصره هذا الطيب ، ولكنه سمع ببطولاته ، ومن ثم عاش مع زيكو وسقراط وجونيور وأوسكار وإيدر، وغيرهم. ثم امتد به الوقت ليخوض معركة الدهشة مع جيل التسعينات، الذي بدأ من دونجا وبيبتو وروماريو، وانتهى لِما يُسمى مجازاً لدى الجيل الجديد (رونالدو الظاهرة). كان اللاعب البرازيلي قواماً كاملاً لأي فريق كرة قدم، بل إن الكثير منهم كان أساساً لبناء خطط المدربين، ولنا في رونالدو وروماريو وريفالدو ورونالدينيو خير دليل وبرهان. ولكن النكسة البرازيلية أتت مع تطور خطط كرة القدم، التي تنقلب حال كرة القدم فيها من فن إلى علم، وهنا أتت الفجوة بين المهارة البرازيلية وكرة القدم الحديثة. في السابق، كانت المهارة في كرة القدم تعتبر مصدراً للطاقة الاستمتاعية التي يبحث عنها الجمهور، لكن مشكلة المهارة الرئيسية أنها تقوم على الفوضى، وهذا ما لا تتحمله كرة القدم الحديثة؛ حيث أصبحت كرة القدم نظامًا وأوامر وتنفيذًا واحصاءات ونتائج. وأهل أوروبا يُعرفون بهذا النهج في سائر أمور حياتهم، وأدخلوه مؤخراً لعالم كرة القدم، وتفوقوا فيه؛ بينما البرازيليون لا زالوا يبحثون عن بابٍ لدخول هذا العالم، وإن أردت عزيزي القارئ أمثلة أو أدله فلك التالي: – أصبح اللاعب البرازيلي عنصرًا مكملًا للمجموعة بعد أن كان أساسًا لها. – قلة المواهب البرازيلية الخارقة للعادة. – أصبحت البرازيل تصدر مدافعين وحراس مرمى لأندية أوروبا، وهم الذين اشتهروا سابقاً بضعف هاتين الخانتين. – لم يعد هناك طلب على المدرب البرازيلي؛ بل إن هناك دول ليس لها ذلك التاريخ الكبير في كرة القدم، أصبحت تصدر لنا مدربين؛ كالبوسنة والهرسك، وسويسرا، وجنوب افريقيا، وأستراليا، وغيرهم من الجنسيات. ومن خلال كل هذا نجد البرازيل كروياً أصبحت متأخرة عن بقية الدول ، والسبب عدم التأقلم مع التطور الكروي .