* مع إشراقة كل صباح تزداد عضويته، ومع إطلالة كل يوم يكسب وافدًا، وينضمّ إليه فرد جديد حتى بات لذاك (الحزب المرعب) أسطول من المؤيدين، وجيش عرمرم من المنضوين تحت لوائه، ليصبح ما بين طرفة عين وانتباهتها من أكثر الكيانات في العدد حسبة، وفي الحجم انتشارًا، إلا أن الحقيقة المُرّة تقول إنه أعظمها في الخطر ضررًا ووبالًا، وفي (السرطنة) فتكًا واستفحالًا ..!! * كثيرون يتمتعون بعضويته، ويظهر بريق شعاراته في عيونهم، وينطبع البيان أو المنفستو (Manifest) الخاص به على جباههم كلما لاحت بذرة أو سطع نجم فكرة، أو التف الناس حول مشروع يرون فيه إشراق المستقبل الأخضر وروح الغد الأنضر ! * ثمة سؤال قد يدور باذهانكم الآن: يا ترى ماهي خطورة (حزب أعداء النجاح) ؟؟ .. والإجابة ببساطة شديدة أن طلقاته تأتيك من كل الاتجهات، ومن حيث لا تحتسب، فمن تظنه (درعًا واقيًا) تكتشف فجأة أنه أصبح (عدوًا مدججًا)، ومن تعطيه ظهرك ليحميه تجده أول من بادر بتسديد طعنة نجلاء في خاصرتك، لتتزعزع ثقتك في الجميع وتشعر بأنك وسط غابة ليس فيها قانون ولا أعراف ولا أخلاق ولا ضمان، وكي تضمن الحفاظ على نفسك فليس عليك سوى رفع شعار (اليقظة والحذر) مع ضرورة أن تسقط من أجندتك كل مفردات الثقة ومشتقات الأمان ..!! * لماذا هم كذلك ؟؟ .. سؤال إجابته عندهم وحدهم، وحتمًا فإن للأمر ارتباطًا بالتركيبة العصبية والبيئة المحيطة بهم، وبعض المسببات التي لا يشخصها سوى العالمين ببواطن النفس البشرية وطبيعتها السيكولوجية ..!! * ما أجمل أن نتصالح مع نجاحات الآخرين ونسعد لها حتى ولو لم تجمعنا بهم صلة، وكم كان الشاعر المصري الراحل كامل الشناوي كبيرًا نبيلًا وهو يقول:" يفرحني النجاح فرحًا لا حدود له .. أفرح بنجاحي في قصيدة او مقال .. أفرح للناجحين في كل مكان، وأذكر أني انتشيت طربًا عندما سمعت نبأ انطلاق (يوري قاقرين) للفضاء وعودته سالمًا إلي الأرض.. فرحت لنجاح قاقرين كما لو كان صديقًا شخصيًا لي .".!! * ثمة سؤال يفرض نفسه ويحتاج لبليغ إجابة وفصيح رد: هل ما يفعله حزب أعداء النجاح كما يقول أستاذنا الراحل مفيد فوزي عبارة عن تبديد لطاقة هدامة ترفض التميز، وتريد للجميع العيش تحت خط الفشل أم أنه الحسد ..؟؟ * إن كان تمدد حزب أعداء النجاح دافعه حسد الآخرين، فهذا هو الداء الوحيد الذي لا يسأل المرء عن أسبابه ويتمنى فقط لأصحابه الشفاء، فالحسد تنطلق سهامه بلا مبرر وتنتاشك رصاصاته في لا شيء، وصدقت أحلام مستغانمي يوم قالت في روايتها (عابر سرير): " الناس تحسدك دائماً على شيء لا يستحق الحسد، لأن متاعهم هو سقط متاعك.. حتى على الغربة يحسدونك، كأنما التشرد مكسب وعليك أن تدفع ضريبته نقداً وحقداً ". نفس أخير * لا تنظرنَّ لأعداء النجاح.. فهم ظلٌّ لخطواتك في الفلاح.