وسط تصاعد التوتر العسكري والإنساني في قطاع غزة، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس (الاثنين)، عن خطط الجيش الإسرائيلي لبدء عملية تطويق واحتلال المدينة خلال أسبوعين، بالتزامن مع استدعاء 60 ألفاً من قوات الاحتياط. وقال مسؤولون فلسطينيون وشهود إن إسرائيل دفعت بدبابات إلى داخل مدينة غزة وفجرت مركبات ملغومة في أحد أحياء المدينة، فيما لقي ما لا يقل عن 30 شخصا حتفهم في غارات. يأتي هذا الإعلان بينما يعيش السكان أزمة كارثية بفعل المجاعة المستمرة والقصف المتواصل، ويرفض الفلسطينيون أي محاولة لتغيير الوضع الديموغرافي أو السيطرة على القطاع تحت إشراف خارجي، فيما تتصاعد التحذيرات الدولية من تفاقم الكارثة الإنسانية. وكشفت وثيقة داخلية للجيش الإسرائيلي عن فشل عملية "عربات غدعون" في القطاع، مؤكدة ارتكاب الجيش"كل خطأ ممكن" وغياب رؤية زمنية واضحة، مما أدى إلى استنزاف القوات والمعدات دون تحقيق حسم ميداني أو سياسي. وفي تطور منفصل، رفضت حركة حماس ما تردد عن خطة أميركية لإدارة قطاع غزة وتحويله إلى منطقة اقتصادية وسياحية تحت إشراف الولاياتالمتحدة، مع إعادة توطين السكان مؤقتاً. وقال باسم نعيم، عضو المكتب السياسي لحركة حماس:"غزة ليست للبيع، وليست مدينة على الخريطة أو جغرافيا منسية، بل هي جزء من الوطن الفلسطيني الكبير"، مؤكداً رفض الحركة والشعب لأي خطط تهدف إلى تهجير سكان القطاع أو إخضاعه لإدارة خارجية. وبحسب صحيفة "واشنطن بوست"، تنص الخطة على إنشاء صندوق باسم"إعادة إعمار غزة، صندوق الإنعاش الاقتصادي والتحوّل" (GREAT Trust)، بينما لم تتلق حماس أي إشعار رسمي حول الخطة، واكتفت بمعرفة تفاصيلها من وسائل الإعلام. في سياق متصل، أعربت منظمة شنغهاي للتعاون عن قلقها العميق إزاء تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة، مؤكدة في بيان نشرته وكالة "شينخوا" أن الدول الأعضاء تدين "بشدة الأعمال التي تؤدي إلى سقوط ضحايا مدنيين وكوارث إنسانية" وتدعو إلى وقف شامل لإطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية دون عراقيل. كما دانت المنظمة العدوان الإسرائيلي والأميركي في يونيو على إيران، مؤكدة انتهاكه للقانون الدولي ومبادئ ميثاق الأممالمتحدة، في مؤشرعلى تزايد القلق الدولي والإقليمي من التصعيد المستمر في الشرق الأوسط.