تدخل الحرب في قطاع غزة منعطفاً جديداً مع إعلان الجيش الإسرائيلي، أمس (الأحد)، إقرار خطته للمرحلة التالية من العمليات العسكرية، متعهداً بمواصلة" تعميق الضربات" ضد حركة حماس في مدينة غزة، في وقت تتصاعد فيه التحذيرات من عمليات تهجير واسعة وموجة احتجاجات داخل إسرائيل للمطالبة بوقف الحرب وإطلاق سراح الأسرى. وأكد رئيس الأركان الإسرائيلي، إيال زامير، أن الخطة تركز على السيطرة على مدينة غزة في إطار عملية"عربات جدعون"، التي أطلقت منتصف مايو الماضي. وقال زامير: "سنواصل الهجوم حتى القضاء على حماس، والمختطفون أمام أعيننا"، مشيراً إلى أن الحركة تكبدت خسائر فادحة ولم تعد تملك القدرات السابقة. وأضاف أن المعركة "جزء من رؤية طويلة الأمد متعددة الجبهات، في مواجهة كل مكونات المحور وعلى رأسه إيران". ووفق إذاعة الجيش الإسرائيلي، تشمل الخطة استكمال تطويق مدينة غزة وبدء توغل بري واسع إلى قلبها خلال أسابيع قليلة، بمشاركة أربع فرق عسكرية وألوية احتياط، وسط توقعات بإجلاء مئات آلاف السكان من المدينة إلى مناطق إنسانية جديدة جنوب القطاع. في المقابل، اعتبرت حركة حماس الخطط الإسرائيلية" مقدمة لعمليات تهجير قسري"، متهمة الحكومة الإسرائيلية باستخدام" شعارات إنسانية مضللة" مثل إدخال الخيام إلى جنوبغزة لتبرير اقتلاع السكان من أرضهم. وقالت الحركة في بيان:" ما يجري يعكس نوايا نتنياهو لإقامة ما يسمى إسرائيل الكبرى على حساب شعبنا". وفي سياق موازٍ، تتواصل الضغوط الداخلية على الحكومة الإسرائيلية؛ إذ شهدت تل أبيب وعدة مدن كبرى، الأحد، احتجاجات واسعة وإضراباً عاماً استجابة لدعوة عائلات الأسرى. وأغلق المتظاهرون طرقاً رئيسية، ولوّحوا بأعلام صفراء، ترمز للتضامن مع الأسرى المحتجزين لدى حماس، مطالبين بوقف الحرب وإبرام صفقة عاجلة للإفراج عنهم. ورداً على ذلك، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: إن الدعوات لإنهاء الحرب" تعزز موقف حماس وتؤخر تحرير الرهائن"، مشدداً على أن "الاستسلام الآن يعني تكرار مآسي السابع من أكتوبر". وتشير تقديرات إسرائيلية إلى وجود نحو خمسين أسيراً في غزة، يُعتقد أن عشرين منهم فقط ما زالوا على قيد الحياة. وتخشى عائلاتهم من أن الهجوم المرتقب على مدينة غزة قد يعرض حياتهم للخطر، وسط تعثر مفاوضات الوساطة التي تقودها مصر وقطر والولايات المتحدة. وفي خضم هذه التطورات، تواصلت عمليات إدخال المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح، في وقت يواجه فيه القطاع أزمة إنسانية متفاقمة؛ نتيجة القصف المستمر والنزوح الجماعي، ما يضع المجتمع الدولي أمام تحديات متزايدة للحد من الكارثة الإنسانية المترتبة على التصعيد العسكري.