في إطار الجولة الثالثة من المحادثات التي تستهدف دعم الاستقرار السياسي والاقتصادي في لبنان، أكد المبعوث الأميركي الخاص توم برّاك أن لقائه مع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري كان"ممتازاً" وحمل أجواء إيجابية تعكس تقدم العمل المشترك بين الجانبين. جاء هذا الاجتماع أمس (الثلاثاء) في بيروت، بعد يوم واحد من تسلم بري مذكرة شاملة من رئاسة الجمهورية اللبنانية، تتضمن تفاصيل تطبيق التزامات لبنان عقب اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم الإعلان عنه في نوفمبر 2024. واستمر اللقاء الذي حضره برّاك وبري حوالي ساعة ونصف، حيث تركز النقاش على الملفات الحساسة المتعلقة بتثبيت الاستقرار في لبنان وتعزيز سلطة الدولة. وأبدى براك تفاؤله إزاء ما وصفه ب"الخطوات الإيجابية" التي تسير بها المفاوضات، مؤكداً أن الإدارة الأمريكية لم تتخلّ عن دعم لبنان في هذه المرحلة الحرجة. ورداً على سؤال حول مسألة تقديم الضمانات، أوضح برّاك أن "المشكلة ليست في الضمانات، بل في أن التقدم مستمر"، داعياً الجميع إلى التحلي بالأمل، ومؤكداً أن "كل شيء يتجه نحو الأفضل، وأن المنطقة تسير نحو الاستقرار". وفي شأن يتعلق بورقة التفاهم التي تناولها النقاش، تضاربت الروايات بين وجود ورقة منفصلة قدمها بري، أو ورقة موحدة بين الأطراف اللبنانية، لكن النقاشات تتسم بالتفصيل والاختلاف في الرؤية بين ما يُطرح مع رئيس مجلس النواب، ورئيس الجمهورية ورئيس الحكومة. وقد التقى برّاك في الأيام الماضية أيضاً رئيس الحكومة نواف سلام ورئيس الجمهورية جوزيف عون، حيث تسلم الأخير، باسم الدولة اللبنانية، مشروع المذكرة الشاملة التي تبرز تعهدات لبنان في إطار اتفاق وقف الأعمال العدائية. ونصّت المذكرة على أهمية"بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها بقواها الذاتية دون سواها"، وحصر السلاح في يد القوات المسلحة اللبنانية وحدها. كما أكدت الوثيقة"مرجعية قرار الحرب والسلم لدى المؤسسات الدستورية اللبنانية، مع الحفاظ على السيادة اللبنانية على الحدود الدولية، ودعم عمليات إعادة الإعمار والنهوض الاقتصادي، بمشاركة أشقاء لبنان وأصدقائه في العالم، بما يضمن أمن وكرامة جميع اللبنانيين". وعلى صعيد متصل، أعاد برّاك التأكيد خلال لقاءاته أن "نزع سلاح حزب الله مسألة داخلية للغاية"، معبّراً عن أمله في التوصل إلى نتائج إيجابية، لكنه أوضح أن"عدم تسليم هذا السلاح سيكون مخيباً للآمال"، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن الولاياتالمتحدة لن تتخذ إجراءات عقابية ضد لبنان في حال استمر الوضع على ما هو عليه. وأشار برّاك في مؤتمر صحافي عقده مع رئيس الحكومة إلى أن "القادة اللبنانيين أبدوا تعاونا ملحوظاً"، مشيداً بالإصلاحات التي تجري حالياً، واصفاً إياها بأنها "معقولة بشكل لافت ومهمة". لكنه لم يخف خيبة أمله من أن اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل "لم ينجح كما هو متوقع". وفي ختام تصريحه، أكد برّاك ضرورة "التركيز على إعادة الاستقرار إلى لبنان، وتعزيز الأمل في المنطقة"، مضيفاً أن بلاده ستواصل دعمها للبنان على هذا المسار، وسط أجواء إيجابية وحراك دبلوماسي مكثف.