تتنوع منتجات الفاكهة في المملكة العربية السعودية، وفقاً لظروف الطقس حيث إن هناك العديد من الفواكه الشتوية في مختلف مناطق المملكة، ومن أهمها الرمان والعنب وغيرها من الفواكه، وكشف تقرير لوزارة البيئة والمياه والزراعة، أن المملكة تنتج أكثر من 30.1 ألف طن من فاكهة الرمان سنويّاً، محققة اكتفاءً ذاتيّاً بنسبة تتجاوز 34 %، مؤكداً أن موسم إنتاج الرمان يبدأ من يوليو حتى ديسمبر، ويُعد الرمان من المحاصيل الواعدة التي تتركز زراعته في مناطق الباحة والقصيم وعسير والجوف ومكة المكرمة، بجانب إنتاجه في باقي المناطق بكميات متفاوتة. وأكد التقرير الصادر ضمن حملة "جاء وقتها"، التي أطلقتها الوزارة لنشر المعرفة بالمنتجات الزراعية، وزيادة التوعية بالخيارات المتنوعة للفواكه الموسمية، ورفع كفاءة منظومة التسويق المحلية لدعم المزارعين المحليين وزيادة نسبة عوائدهم المالية، أن المساحة المزروعة من أشجار الرمان قد تجاوزت 1587 هكتاراً، مشيراً إلى أن المملكة تتميز بإنتاج عدد من الأصناف. (البلاد) التقت عدداً من المختصين، والذين أكدوا أهمية مهرجانات الفواكه والحمضيات الشتوية في تعزيز السياحة المحلية. وفي هذا السياق أكد محمد شعير الشراري عضو مجلس الجمعيات رئيس مجلس الجمعية التعاونية الزراعية بالقريات أن الله حبى المملكة العربية السعودية باتساع أراضيها واختلاف البيئات والأراضي الزراعية، وتنوع المنتوجات. مبيّناً أن من أهم هذه المنتوجات الشتوية من الفواكه مثل الحمضيات بأنواعها من برتقال بأنواعه والليمون والجريب فروت. والتي تزرع في أغلب مناطق المملكة، ومنها الجوف والمدينة المنورة والقصيم ونجران، لافتاً النظر إلى أن الكثير من المناطق والمحافظات تهتم بإقامة المهرجانات بمشاركة الكثير من الجهات وخاصة إمارات المناطق ووزارة البيئة والمياه والزراعة ومجلس الجمعيات التعاونية بالمملكة. وتابع "وآخر هذه المهرجانات هو مهرجان الحمضيات بمنطقة حايل، والذي افتتحه سمو أمير منطقة حائل، واستمر لمدة 10 أيام". مؤكداً أن وزارة البيئة والمياه والزراعة تعد من أكبر الداعمين للزراعة والمزارعين من خلال دعمها المستمر بتوزيع الشتلات والمعدات والاستشارات وإقامة الندوات وتقديم الخبرات اللازمة ودعمها للجمعيات الزراعية. من جهته يبيّن نايف الصفق أمين لجنة التنمية السياحية بمحافظة شقراء سابقاً أن السياحة الزراعية في المملكة تشهد حالة نشطة غير مسبوقة، حيث تجد الإقبال الكبير الذي يشهده هذا القطاع بالحرص على حضور المعارض والمهرجانات من قبل الزوار والسياح الذين أصبحوا ينتظرون مواسم الإنتاج، مؤكداً أن النمو في هذا المجال أوجد العديد من الفرص بالتوسع في الصناعات الاقتصادية بانتشار العديد من المصانع للتعبئة والتغليف والصناعات التحويلية للفواكه الموسمية، كما شجع نشاط هذا المجال على دخول التجار والمستثمرين في مجال الفواكه الموسمية؛ مما ساهم بذلك في دعم اقتصاد المنطقة أو المحافظة. موضحاً أن النقلة السريعة في عالم الإعلام وخاصة الرقمي وظهور منصات التواصل الاجتماعي جعل هنالك تسويقاً لهذه المنتجات؛ مما شجع المزارعين على التوسع في زراعتها ودخول مزارعين جدد إلى الاستثمار في مجال زراعة الفاكهة الموسمية. واستطرد أن تشجيع حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين للمزارعين والتسهيل لهم ودعمهم كان له الأثر الأكبر في تزايد نشاط إنتاج وزراعة الفواكه الموسمية، كذلك إقامة المعارض والمهرجانات للبيع وتسويق محاصيل الفواكه الموسمية التي أوجدت فرص عمل للشباب السعودي، ولفتت نظر سياح المملكة، حيث باتت هذه المواسم وجهة لهم. من جانبه أكد خبير الإرشاد السياحي عيسى عشي أن الفواكه الموسمية في المملكة العربية السعودية تشكل عنصراً مهماً جداً في تعزيز صناعة السياحة بالمملكة، مشيراً إلى أن كثيراً من السياح يشتهون زيارة المناطق الزراعية والريفية وبساتين الفواكه الموسمية بالمملكة أثناء موسم معين مثل موسم الرمان والفراولة والمانجا بأنواعها والتمور وغيرها، لافتاً النظر إلى أن هذه المناطق باتت أيقونة سياحية لجميع السياح والمصطافين سواء من داخل المملكة أو خارجها، في كل فصول السنة، وخاصة مع الاهتمام الكبير الذي توليه القيادة السعودية لتعزيز السياحة في المملكة وهي أحد المحاور المهمة لرؤية 2030 الطموحة، حيث أصبحت المملكة قبلة للسياح جميعهم من مختلف الدول. وأضاف: "يقصد السياح عدة مناطق بالمملكة لمشاهدة الفواكه الموسمية، والتقاط الصور التذكارية بين الفواكه، ومنها الأحساء بنخيلها وجازان بالمانجو والبن والعلا بالحمضيات وبيشة والمدينة المنورة بالتمور". كما تشير ندى البليهي مرشدة سياحية إلى أهمية هذه المحاصيل والفواكه الموسمية في استقطاب السياح وتعزيز صناعة السياحة، وتقول إن هذه الفواكه والمحاصيل، لها أهمية بالغة في تعريف الزوار والسياح بالمنتجات التي يتم زراعتها في المملكة العربية السعودية وكذلك تعريف بالمنطقة أو المحافظة التي تهتم بزراعة المنتج، وهي تعتبر ثروة من ثروات هذه الأرض الطيبة، مثل الفراولة فاكهة الشتاء التي نجحت في زراعتها بعض مناطق المملكة، لافتة إلى اهتمام وزارة البيئة والمياه والزراعة بإقامة مهرجانات موسمية تنال على رضا الزوار والسائحين، كمهرجان الحمضيات في محافظة الحريق وغيرها من المهرجانات الشتوية. في السياق نفسه أوضح رئيس مجلس الجمعية التعاونية للرمان بمنطقة الباحة إبراهيم سعيد بخروش، أن الدولة تولي اهتماماً كبيراً للقطاع الزراعي في المملكة حيث تقوم وزارة الزراعة بتقديم الدعم للمزارعين سواءً من حيث التسويق بإقامة المهرجانات الزراعية في مختلف المناطق مثل مهرجان الرمان الوطني بالباحة الذي يقام سنوياً بالباحة من الفعاليات في مناطق أخرى وكذلك الاهتمام بالتسويق الإلكتروني. وتقوم وزارة الزراعة بعمل ورش عمل فنية لتعليم المزارعين وتقديم الإرشاد الزراعي كما توفر بعض المواد المستخدم في المواسم الزراعية المختلفة، كما تنفذ مشروعات كبرى لتوفير المياه مثل مشروع المدرجات الزراعية وتطبيق تقنيات حصاد مياه الأمطار.