تقول إحدى الدراسات التي قام بإجرائها مجلس الذكاء الإصطناعي البريطاني أن أكبر عائق أمام نجاح وتطوير تطبيقات الذكاء الإصطناعي هو عدم الفهم الدقيق للمخاطر والفرص التي تتيحها علوم اللوغوريتمات وإتقان مهارات تطبيقها منذ السنوات الأولي للتعليم. وتقول نتائج الدراسة أيضا أن هناك فرصة لزيادة الناتج المحلي البريطاني بمقدار 10% خلال السنوات العشر القادمة حيث يمكن تحقيق ذلك من خلال إعداد عقول الأطفال والشباب لمعرفة واكتساب مهارات الذكاء الإصطناعي وتطبيقاته. لقد أثرت التكنولوجيا حياة البشرية جمعاء في كل مناشط الحياة وسهلت علينا الوصول إلى كم متعاظم من المعلومات وتبادلها آنيا وفوريا وبسطت طرق وأساليب التعليم .. وكانت فعالة في تواصل البشر مع بعضهم البعض وجعلت من العمل والدراسة منابر للإنجاز والتسلية وساهمت في تقليص النفقات ومعدل دوران المعرفة والإبداع والإبتكار والإختراعات وأصبحت أياما وساعات وليست سنوات .. وأولا وأخيرا لقد بسطت التكنولوجيا كفوف وأذرع الراحة لممارسات البشر لحياتهم اليومية. تقع مسؤلية إعداد الطلبة ومدهم بمهارات التكنولوجيا على الوالدين والمدرسة والسياسات التعليمية عامة وذلك عن طريق مساعدتهم لإكتشاف ومتابعة برامج تعليم الذكاء الإصطناعي التي تغص بها مواقع الفضاء الإلكترونى والتي تمكن الوالدين ايضا من مشاركة ابنائهم في تعلم هذه المهارات. الى جانب ضرورة دعم المدرسة والجامعات في إتاحة فرصة المرونة التعليمية للاطفال والطلبة في اختيار برامج تعليمية تتوافق مع قدراتهم واهتماماتهم وافضليات أدمغتهم للتعامل مع فروع التكنولوجيا الواسعة .. مثل تعلم الآلة والطباعة ثلاثية الأبعاد وبرمجة المخ الروبوتي رقميا كي يصبح قادرا علي التفكير المتطور شبيها بالفطرة السوية للبشر. هذا ويجب علي المجتمع والقائمين على التعليم أن يحدثوا طفرة تغيير وتحول في الفكر والنظم التعليمية وإستراجياتهما .. وذلك عن طريق الإنغماس العميق في مناهج تكنولوجية تعليمية منذ الطفولة .. وهنا لا أقصد استعمال اللوحيات والدراسة عن بعد الخ .. فهذه الأمور أصبحت من المسلمات .. ولكن أقصد تعليم وتعويد الطلبة على البحث والتقصي وتحفيزهم على الإبداع والابتكار والتفكير النقدي والنظرة التحليلية الفاحصة. كل ذلك يجب أن يكون من خلال أساليب ومناهج تعليمية تطبيقية بعيدة عن السرد التاريخي للنظريات والأحداث وتطور العلوم .. بحيث يكون الناتج النهائي لمخرجات التعليم هي أجيال من المبدعين والمخترعين المهرة الذين يصنعون أمخاخا وادمغة تحاكي القدرات البشرية خدمة للانسانية كي نضع الحلول لمشاكل شح المياه العذبة والقضاء علي تلوث البيئة وإنتاج الطاقة النظيفة وتطوير النظم الصحية كي تكون قادرة على التعامل مع تحديات انتشار الاوبئة والامراض .. وعلى راس هذه القائمة الانتاج الوفير واسعاد البشرية جمعاء.