ليس للطموح حدود،، ولنا في قصة الغزال الجزائري رياض محرز اكبر دليل،، هذا اللاعب الذي سمعت بأنه سبق وان عرض على اندية سعودية من قبل خشيت من التعاقد معه، بحثا عن الخواجات،، الى ان حطت رحاله في ناد انجليزي مغمور جدا،، لم يكن معروفا لدى الغالبية. ولكن لأن طموحات محرز كبيرة فقد تعاون مع زملائه في الموسم المنصرم وساهم بقوة في تحقيق فريقه للمعجزة ونيل اللقب، وبالتالي حصوله هو على لقب افضل لاعب في البريميرليق،، لتقفز قيمته السوقية من 400 الف باوند فقط الى 40 مليون باوند (ما يقارب نصف مليار ريال) ماشاء الله تبارك الله. قصة محرز تقودني الى سؤال عميق جدا،، ما الذي يمنع لاعبينا من الاحتراف في الخارج،، فبروز محرز كسر قاعدة ان بنية اللاعب العربي لا تجعله يستطيع اللعب في اوروبا لفارق القوة البدنية، لان محرز لا يختلف عن لاعبينا في البنية،، اما المهارة فلدينا لاعبين مهرة جدا لو وجدوا اهتماما وتسويقا جيدين لوصلوا للعالمية. فمثلا لاعب في مهارة واحترافية حسين عبدالغني لو احترف مبكرا في اوروبا لربما ابدع،، ولكنه ذهب للدوري السويسري متأخرا،، ومثله لو فعل محمد نور او محمد الشلهوب او تيسير،، وقبلهم ياسر القحطاني او مالك معاذ،، ومن الجدد ياسر الشهراني او نواف العابد او عبدالفتاح عسيري او سلمان الفرج او مصطفى بصاص او سلمان المؤشر، ومن المدافعين كان اسامة هوساوي مرشحا للنجاح لو ذهب لاندرلخت في سن مبكرة،، وحاليا ارشح معتز هوساوي ليلعب اساسيا في اي فريق انجليزي. فلنفترض ان تجربة محرز حالة متفردة ومن الصعب الوصول اليها،، فعلى كل لاعب سعودي وخصوصا المهاجم ان ينظر الى ما قدمه طوال مشواره،، ويقارن نفسه بما قدمه لاعب سوري قادم من الدوري الكويتي بثمن بخس جدا،، ولكن لان عقليته مختلفة وتفكيره مختلف استطاع عمر السومة ان يحقق لقب الهداف لموسمين متتاليين ويتفوق على كل اللاعبين السعوديين والاجانب من مختلف الجنسيات، وجلب لفريقه ثلاث بطولات اهمها الدوري الغائب،، مما جعل الاهلاويين يضاعفون عقده اضعافا مضاعفة سواء من حيث القيمة المادية او فترة التعاقد. قد نتفق جميعا في ان ما قد يعيق نجاح اللاعب السعودي في الخارج هي نمطه الحياتي وعاداته المعروفة في السهر والنوم والغذاء وطرق التدريب،، غير ان هناك عامل اهم يمنع احترافهم وهو العامل المادي،، كون الاندية الاوروبية لن تمنح اللاعب السعودي (بناء على تقييم فني بحت) المبلغ الذي يتقاضاه في ناديه،، والذي للاسف يتجاوز قدراته الفنية بكثير،، كونه تم نظرا للمزايدات التي كانت تدور سابقا ابان التنافس الهلالي الاتحادي،، قبل ان تنتقل العدوى مؤخرا الى النصر،، ليتسبب هذا الاستعراض المالي في تضخم اسعار اللاعبين وتكبد الاندية للديون حتى الان بدون نتائج او مردود مادي يغطي النفقات،، وعندما حاولت الاندية تدارك الوضع وتخفيض الاسعار لم تستطع الى ذلك سبيلا. فالمبالغة في عقود لاعبينا واخرهم يحيى الشهري وبعده نايف هزازي،، واللذين لم يقدما للنصر ما يوازي ربع المبالغ المدفوعة،، هي التي تجعل اللاعب السعودي يرفض العرض الزهيد الذي يقدم له في اي تجربة خارجية نظرا لان ناديه سيمنحه اكثر،، علاوة على وجوده بين اهله واصدقائه،، في حين تضطر الحاجة واحيانا الفقر اللاعبين الافارقة والعرب للقبول باللعب في اوروبا حتى لو بالمجان. لا زلت اتذكر القرار الذي صدر بعد مشاركتنا المبهرة في كأس العالم 1994 ويفيد بمنع احتراف اللاعبين السعوديين خارجيا،، رغم ان تلك الفترة كانت افضل توقيت لتهافت الاندية العالمية لخطف سعيد العويران وفؤاد انور وسامي الجابر وخالد مسعد ومحمد الدعيع،، الا ان ذلك القرار (الجهبذ) كان هدفه (على ما يبدو) حفظ الجواهر السعودية الثمينة من الكسر!!!! ولعل هذا القرار (العبقري) فيما بعد كان هو السبب الرئيسي في ان كرتنا ومنتخبنا يسيران بعكس العالم كله،، ففي كل مونديال بعد 94 يتدهور المستوى ويتراجع اكثر بدلا من التقدم للافضل،، وبدلا من ان نسابق الزمن ونتطور لنلحق اليابان وكوريا وتركيا،، اصبحنا ولله الحمد نخسر من الاردن وسوريا ونتعادل مع فلسطين!! عموما الوقت فاتنا كثيرا،، وتأخرنا بما فيه الكفاية،، غير ان الحلول موجودة لتدارك ما فات،، واعتقد ان الحل الافضل ما سبق ان طرحه تيسير الجاسم في لقاء تلفزيوني،، ويتمثل في تخصيص بعثات كروية لاوروبا على غرار البعثات الدراسية،، شريطة ان يذهب اللاعبون للمعسكرات في سن مبكرة ويتم دعمهم ماديا والدفع للاندية العالمية لاشراكهم في الفئات السنية كما كانت تفعل اليابان منذ ايام لاعبهم البرازيلي راموس،، الى ان اصبحنا نتابع اللاعبين اليابانيين والكوريين في اقوى الفرق العالمية،، بينما لا يزال لاعبونا يكتفون بالمنافسة والتحدي فيما بينهم عبر تويتر وسناب شات!!! @abdullayami