طالب المفكر الدكتور عبدالاله العرفج المحاضر بجامعة الملك فيصل بالاحساء بتجريم الممارسات الطائفية وفق قانون واضح ، وتجفيف منابع الطائفية من قنوات وكتب وفتاوى ، وكذلك نقد التراث الذي يغذي الطائفية وينتج مناخها ، مطالبا بحوار وطني: حقيقي, عالي, شفاف, تنفيذي يضمن التعايش السلمي لكي ينتشر الأمن على الجميع ، وتقام جسور اجتماعية على جميع الأصعدة ، يشترك فيها البيت والمدرسة ومؤسسات المجتمع ، لتأكيد التعاون الإيجابي نحو البناء والتنمية والتطوير ، موضحا بأن هناك خطورة في تأخير المعالجة الطائفية فهناك شرارة جاهزة للاشتعال كالعراق مثالاً ، ومبينا بأن القوى المتربصة بوطننا تعزف على وتر الطائفية ( مثال سني: داعش ، و مثال شيعي: إيران ) . جاء ذلك خلال أمسية رمضانية بعنوان "شرارة الطائفية" نظمها نادي المنطقة الشرقية الادبي بالدمام مساء أمس بمقر جريدة اليوم ، بحضور رئيس النادي الأستاذ خليل الفزيع الذي قدم في بداية الأمسية خالص التعازي للأشقاء في دولة الكويت لضحايا الحادث الارهابي الاليم الذي وقع يوم الجمعة الماضي، معتذرا للحضور عن عدم مشاركة ضيف الأمسية الثاني الشيخ عادل بوخمسين لمشاركته التعزية لأهل الكويت. وقال الدكتور العرفج خلال الأمسية بأن الطائفية مشكلة ونحن في مرحلة الشرارة والحل ان نتفادى هذه الشرارة ونعمل على اطفائها كعلماء ومفكرين ومثقفين ومواطنين. وأشار إلى أن الطائفية ليست مجرد الانتماء لطائفة أو مذهب أو فرقة أو تيار ، وليست مجرد اعتقاد صواب الطائفة أو المذهب أو الفكرة ، ولا مجرد الدعوة لحقوق الطائفة وفق ميزان العدل ، بل هي رفض وجود الآخر كأحد مكونات الوطن. وهي منع الآخر حقوقه الوطنية المشروعة ، وهي كذلك تقديم مصلحة الطائفة على مصلحة الوطن. وتحدث الدكتور العرفج عن اخطار الطائفية، حيث وصفها بالخطر المحدق بالأمة الإسلامية، لافتا الى ان هناك غطاء ديني يغلفها ويرفعها الى درجة القداسة والعصمة، وتؤدي الى شحن النفوس تجاه مكونات الوطن، وتعمل الطائفية على تفسير الواقع على احداث التاريخ، وانتقائية للأحداث والمواقف على أساسها، واشعال الحروب وإنهاك الأوطان وتفريق الصف وتأخير عجلة تقدم الأوطان. وقال بان على الجميع ان يعي ان الاختلافات طبيعة المجتمعات والاوطان حيث قال الله تعالى "ولو يشاء ربك لجعل الناس امة واحدة، ولايزالون مختلفين، إلا من رحم ربك، ولذلك خلقهم"، مستشهدا بالمجتمع الإسلامي الأول في المدينةالمنورة والذي كان مجتمع متعدد الأديان "مسلمين ويهود"، في الوقت الذي جاءت الوثيقة الوطنية في المدينةالمنورة أساس التعامل الأمثل مع الاختلاف الديني والمذهبي الامر الذي رسخ مفهوم الوحدة، مشيرا الى اننا بحاجة ان تتصدر هذه الوثيقة المشهد الثقافي والإعلامي. وفي نهاية الامسية شكر رئيس النادي خليل الفزيع الدكتور عبدالالة العرفج وقدم له درع النادي ، وقدم كذلك الشكر للحضور على المشاركة والتفاعل ولدار اليوم على الاستضافة.