أزهى واحة

عمر علوي بن شهاب

مُتوثِباتٌ بي شهورُ زماني
أخذاً إلى رمضانَ مِن رمضانِ
ظَفَرا وفوزاً بالمراقي صاعداً
من نازعاتِ النفسِ والشيطانِ
سعيا من الأعلى إلى أعلى ذُرى
بمدارجِ الإيمان ِ والإحسانِ
وتضيءُ روحي من دُجناتِ الهوى
بسناء نورِ الفتحِ في القرآن
رمضانُ أحلى واحةٍ أشتاقُها
من عمقِ أعماقي ومِن وجداني
رمضانُ ألحانٌ لبوح طفولتي
فطيورُها تشدو على أغصاني
أمضي بذاكرتي وأرفلُ عابرا
لربى مدى متعددِ الألوان
لله أغدو صائما مستروحا
بشعاعِ أنسٍ غامر لجناني
من ذا توطن في خيام جوانحي
فيزيدُ في أمني وفي اطمئناني
للعفو أمسي قائماً متبتلا
فعسى أنالُ العفوَ منه عساني
وأرى الأنامَ بروضةٍ قُدسية
من جنةِ يمضون نحوَ جِنان
أفقُ يُخلخل داخلي أصداؤه
ما بينَ صوتِ مُسحِّرٍ وأذان
ما أروعَ اللحظاتِ يزكو ضَوعُها
أنى تمدُّ موائدُ الرحمن
طوبى لمن للهِ أخلصَ فِعلَه
صلةً لبرِّ الأهل والاخوان
وأدام بهجتهم وحسنَ ودادِه
فقراءَ أرحامٍ كذا جيران
رمضان يا ألقَ القبول بناظري
رمضانُ يا وهجاً أضاء كياني
لكِنّ أكدارا بسطحِ بصيرتي
من فعلِ ما آتي من العصيانِ
أسلمتُ نفسي للحظوظِ تهاونا
أطلقتُ في لهوِ الشبابِ عِناني
أبكي ذنوبي كثرةً وفداحة
أنسيتُ منها ما أبى ينساني
ألوي بوجهي كيف أخطو رافعاً
ذيلاً ينوءُ بمُثقلِ الأدرانِ
رمضانُ يا حبلَ الوصولِ إلى السما
لنوالِ صفح الله والغفرانِ
وبه لعمري الشرُّ يغلقُ بابَه
وتُغلُ فيه أذرعُ الشيطان
للخيرِ لم يلبثْ منادٍ للهدى
واخيبتي لو كنتُ بالمتواني
إيثارنا الدنيا البلاءُ وحبُها
مُستحِكمٌ في العنصرِ الإنساني
رباهُ أكرمني بصفحِكَ منةً
عن ما اقترفتُ وما جنتهُ لساني
واجعل لقائي يومَ بُشرى باسما
لا يومَ خزيٍ عابساً وهوان
يا ربِّ واشف القلبَ مني واجلهِ
مما اعتراهُ وما بهِ مِن رانِ
ولكلِّ ما يُرضيك وفقني وهَبَ
لي مِنك فوقَ العدِّ والحُسبان
صلواتُ ربي والسلامُ مضَاعَفُ
تغشى الحبيبَ المصطفىَ العدناني
والصحبَ والآلَ الكرامَ وتابعاً
ما أشرقتْ وتعاقبَ القمرانِ
المدينة المنورة