بيئي الشرقية يدشن معرض ( تعرف بيئتك ) بالخُبر    تعليق الدارسة وتأجيل الاختبارات في جامعة جدة    أمير الرياض: المملكة تدعو لدعم «الإسلامي للتنمية» تلبية لتطلعات الشعوب    لتحديد الأولويات وصقل الرؤى.. انطلاق ملتقى مستقبل السياحة الصحية    عباس يدعو إلى حل يجمع غزة والضفة والقدس في دولة فلسطينية    وزيرا الإعلام والعمل الأرميني يبحثان التعاون المشترك    ولي العهد يستعرض تطوير العلاقات مع أمير الكويت ورئيس وزراء العراق    فيصل بن فرحان: الوضع في غزة كارثي    بدء العمل بالدليل التنظيمي الجديد للتعليم.. الأربعاء    عبدالله خالد الحاتم.. أول من أصدر مجلة كويتية ساخرة    «جلطة» تنقل الصلال إلى المستشفى وحالته مستقرة    «رابطة العالم الإسلامي» تُعرِب عن قلقها جرّاء تصاعد التوترات العسكرية في شمال دارفور    انحراف طائرة عن المدرج الرئيسي في مطار الملك خالد    اللجنة الوزارية العربية تبحث تنفيذ حل الدولتين    " ميلانو" تعتزم حظر البيتزا بعد منتصف الليل    فيصل بن بندر يؤدي الصلاة على عبدالرحمن بن معمر ويستقبل مجلس جمعية كبار السن    الفيحاء يتوّج بدوري الدرجة الأولى للشباب    الأهلي بطلاً لكأس بطولة الغطس للأندية    النصر والنهضة والعدالة أبطال الجولة الماسية للمبارزة    تتضمن ضم " باريوس" مقابل "فيجا".. صفقة تبادلية منتظرة بين الأهلي وأتلتيكو مدريد    منتدى الرياض يناقش الاستدامة.. السعودية تتفوق في الأمن المائي رغم الندرة    يعرض حالياً على قناة ديسكفري العالمية.. فيلم وثائقي عن الشعب المرجانية في البحر الأحمر    الأرصاد تنصح بتأجيل السفر برّا لغير الضرورة    استمرار هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة    آل طيب وآل ولي يحتفلون بزفاف أحمد    اللواء الزهراني يحتفل بزفاف نجله صلاح الدين    منصور يحتفل بزواجه في الدمام    دولة ملهمة    نائب أمير مكة يطلع على تمويلات التنمية الاجتماعية    ديوانية الراجحي الثقافيه تستعرض التراث العريق للمملكة    النقد وعصبية المسؤول    مهنة مستباحة    فئران ذكية مثل البشر    إستشاري يدعو للتفاعل مع حملة «التطعيم التنفسي»    اكتمال جاهزية كانتي.. وبنزيما انتظار    شوبير: صلاح يقترب من الدوري السعودي    د. اليامي: إهتمام القيادة بتنمية مهارات الشباب يخفض معدل البطالة    محمية الإمام عبدالعزيز تشارك في معرض أسبوع البيئة    جامعة «نورة» تفتتح منافسات الدورة الرياضية لطالبات الجامعات الخليجية    أمير المدينة المنورة يدشن مهرجان الثقافات والشعوب في دورته ال 12    منجزات البلدية خلال الربع الأول بحاضرة الدمام    ميتروفيتش ومالكوم يشاركان في التدريبات    المصاعد تقصر العمر والسلالم بديلا أفضل    صحن طائر بسماء نيويورك    جائزة الأميرة صيتة تُعلن أسماء الفائزين بجائزة المواطنة المسؤولة    أول صورة للحطام الفضائي في العالم    سعود بن بندر يستقبل أعضاء الجمعية التعاونية الاستهلاكية    أمير الرياض يؤدي الصلاة على عبدالرحمن بن معمر    ذكاء اصطناعي يتنبأ بخصائص النبات    تطبيق علمي لعبارة أنا وأنت واحد    نائب أمير منطقة مكة المكرمة يستقبل الرئيس التنفيذي لبنك التنمية الاجتماعية    أمير تبوك يواسي أبناء أحمد الغبان في وفاة والدهم    كبار العلماء: لا يجوز الذهاب إلى الحج دون تصريح    وزير الدفاع يرعى تخريج الدفعة (82) حربية    هيئة كبار العلماء تؤكد على الالتزام باستخراج تصريح الحج    المسلسل    الأمر بالمعروف في الباحة تفعِّل حملة "اعتناء" في الشوارع والميادين العامة    «كبار العلماء» تؤكد ضرورة الإلتزام باستخراج تصاريح الحج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



البلاد تنشر تفاصيل موسعة عن تطور أحداث موريتانيا وقصة الانقلابات العسكرية .. الحرس الرئاسي يعتقل الرئيس والحكومة ..وترقب عالمي حذر
نشر في البلاد يوم 07 - 08 - 2008

نواكشوط البلاد جدة مركز المعلومات
أكدت مصادر أمنية موريتانية حصول انقلاب عسكرى فى موريتانيا بعدما احتجز عسكريون الرئيس المنتخب سيدى ولد شيخ عبد الله ورئيس الوزراء يحيى ولد احمد الواقف كما أوقفوا بث الاذاعة والتلفزيون الموريتانيين .
وان الجنرالين محمد ولد عبد العزيز وولد القز اللذين تم إقالتهما صباح يوم امس الاربعاء بموجب مرسوم للانقلابيين يجرون حاليا انقلابا عسكريا وقد سيطروا على مبانى الإذاعة والتلفزيون واعتقلوا الوزير الأول يحى ولد أحمد الواقف " .وكان الرئيس الموريتانى قد أقال بمرسوم رئاسى ثلاثة من قادة الجيش صباح الاربعاء ، بتهمة دعم النواب الذين انسحبوا من حزبه .ورد الجيش على قرار الاقالة بالانتشار فى الأماكن الحساسة فى نواكشوط ، حيث انتشرت وحدات من الحرس الرئاسى امام الإذاعة والتلفزيون وأمام الوزارات .
وذكرت الإذاعة الموريتانية الرسمية أن الرئيس أقال قائد أركان الجيش محمد ولد الغزوانى وعقيدين يعرف أنهما أوصلوا الرئيس إلى سدة الحكم بدعمه فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة ، أحدهما قائد حرس الرئاسة العقيد محمد ولد عبد العزيز .وأوضحت الإذاعة أن الرئيس عين مكان القادة المقالين ضباطا قال المراقبون إنهم مقربون منه .
وكان نواب فى البرلمان الموريتانى قد وجهوا ضربة موجعة لرئيس الحكومة يحيى ولد الواقف بعد إعلانهم الانسحاب من حزب العهد الوطنى للديمقراطية والتنمية " عادل " الذى يرأسه حاليا .
ومن جانب أخر أصدر الضباط المتمردون في موريتانيا البيان رقم واحد " أعلنوا فيه تشكيل " مجلس دولة " ، برئاسة الجنرال محمد ولد عبد العزيز، وأكدوا " إلغاء " قرارات الرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله، الذي وصفوه بأنه " الرئيس السابق ." وجاء ذلك بعد ساعات قليلة من سيطرة قوات مسلحة على القصر الرئاسي، وتطويق مجموعة من المرافق العامة، واعتقال الرئيس ولد الشيخ عبد الله، ورئيس الحكومة يحيى ولد أحمد الواقف، وفق ما أكده الناطق باسم الرئاسة الموريتانية .
واوردت الانباء إلى أن التحرك كان " أبيض " ، إذ لم يتخلله اشتباكات أو إطلاق نار، في خطوة تأتي بعد ساعات من قرار الرئيس الموريتاني إقالة قائد الحرس الرئاسي، وقائد أركان الجيش .
وذكرت الانباء ايضاً إن مهندس الإنقلاب العسكري هو الجنرال محمد ولد عبد العزيز، قائد الحرس الرئاسي، ومعه الجنرال محمد ولد الغزوني، قائد الجيش، ويساعدهما قائد الحرس الوطني، وقائد الدرك .
ولفت المراسل أيضاً إلى أن الحرس الرئاسي الموريتاني انتشر بكثافة في شوارع نواكشوط، وطوّق مراكز الحكومة والإذاعة والتلفزيون .
وفي ذات الوقت، أكدت الانباء بأن الحركة بالشوارع عادية، مشددا بأن العناصر ينتشرون بوضوح في نواكشوط، دون إستخدام السلاح .
وكان 48 من نواب حزب العهد الوطني، الذي يشكل الغالبية النيابية في البرلمان، قد تقدموا باستقالتهم من عضوية الحزب الثلاثاء، وهددوا بالانضمام إلى المعارضة للإطاحة بالرئيس .
وتأتي هذه التطورات بعد أسابيع من أزمة سياسية في البلاد، بدأت مع معارضة نواب من حزب العهد الوطني لتشكيل حكومة بقيادة الواقف، التي قدمت استقالتها بتأثير ذلك في الثاني من يوليو الماضي، ليعود ولد الشيخ عبدالله بتكليف رئيسها تشكيل حكومة جديدة وقبل ذلك لوّح الرئيس محمد ولد الشيخ عبدالله بإمكانية حل البرلمان إذا أقدم النواب على حجب الثقة عن الحكومة، متعهداً بالحفاظ على " المسار الديمقراطي والتشاور " وسيلة للحكم .
ورأى البعض في موقف الرئيس الموريتاني انعكاسا للصراع بين عدد من السياسيين وضباط الجيش بحجة تعيين شخصيات مقرّبة من نظام الرئيس السابق، معاوية ولد الطايع، الذي أطاح به الجيش بانقلاب غير دموي في أغسطس 2005 ، الأمر الذي يقابله انتقادات حول تقاعس العسكريين عن تسليم السلطة للمدنيين .
وتوجه الشيخ عبدالله للموريتانيين في الثالث من يوليو برسالة متلفزة، أكد خلالها " تمسكه الشديد بالنهج الديمقراطي " ، و " حرصه على صيانة هذا النهج من أي انحراف، مهما كان الثمن ."
وتطرق الرئيس الموريتاني إلى ما يتردد عن العلاقات التي تربطه بقادة الجيش قائلاً : " أؤكد أن أولئك الضباط مؤتمنون على وظائفهم، وهم بذلك يستحقون ثقتي ويحظون بها كاملة غير منقوصة ."
وكان الموريتانيون قد انتخبوا ولد الشيخ عبدالله رئيساً في مارس الماضي، وذلك في انتخابات جرت وفقاً لتعهدات المجلس العسكري للعدالة والديمقراطية ورئيسه، العقيد علي ولد محمد فال، الذي كان قد انقلب على الرئيس السابق ولد الطايع، الذي وصل بدوره إلى الحكم عام 1984 بتحرك عسكري .
ومنذ الاستقلال عن فرنسا عام 1960 ، شهدت موريتانيا 10 انقلابات بين ناجحة وفاشلة .
التاريخ الحديث لموريتانيا
1902 بدأ دخول الفرنسيين لموريتانيا كقوة استعمارية مع بداية القرن العشرين وقدواجهوا مقاومة شديدة من القبائل الموريتانية كافة وخاضوا معهم الكثير من المعارك منها رأس الفيل التي قتل فيها أمير تكانت ومنها معركة تجكجة التي قتل فيها قائد الحملة الفرنسية كزافيي كبولاني ،ومنها معركة ام التونسي والنييملان،ومن أشهر قادة المقاومة الشيخ ماء العينين ،بكار ولد سويد احمد، محمد المختار ولد الحامد ،الحاج عمر الفوتي، أحمد ولد الديد
: 1920 أصبحت موريتانيا مستعمرة فرنسية .
: 1946 تحولت موريتانيا إلى إقليم ما وراء البحار .
: 1956 تحصل البلد على الحكم الذاتي الداخلي وأصبحت " نواقشوط عاصمة للبلاد في السنة الموالية .
: 1958 إعلان الجمهورية الإسلامية الموريتانية .
28 نوفمبر : 1960 إعلان الإستقلال عن فرنسا
: 1961 انضمت موريتانيا إلى منظمة الأمم المتحدة .
: 1973 الانضمام إلى جامعة الدول العربية .
: 1976 تحصلت موريتانيا على جزء من الصحراء الغربية بعد اتفاقيات مدريد .ونظمت جبهة البوليساريو، حرب
عصابات لضرب المدنيين والمصالح الاقتصادية الموريتانية .
: 1984 - 1978 عرفت البلاد فترة من عدم الاستقرار السياسي حيث تتالت الانقلابات .
: 1979 انسحبت موريتانيا من الصحراء الغربية .
: 1984 استولى العقيد معاوية ولد سيدي أحمد الطايع وهو رئيس أركان الجيش على السلطة وتم انتخابه رئيسا
لموريتانيا سنة 1992 ثم إعادة انتخابه سنة .1997
: 1989 توتر العلاقات مع السنغال وطرد كل من البلدين لجالية البلد الآخر .
: 1991 وضع دستور جديد نص على نظام التعددية الحزبية ودخلت أحزاب المعارضة المجلس الوطني سنة .2001
: 2005 استولى العقيد اعلي ولد محمد فال مدير الامن الوطني على السلطة بأنقلاب مفاجئ حيث كان هو من أحبط المحاولات لانقلابية السابقة على الرئيس السابق العقيد معاوية ولد سيدي أحمد الطايع
: 2007 اجريت أول انتخابات رئاسية ديمقراطية تنافسيه في موريتانيا لاول مره بتاريخها وتم انتخاب سيدي ولد الشيخ عبد الله رئيسا للجمهورية ، ويكون أول رئيس مدني لموريتانيا منذ أكثر من ثلاثين سنة .
مواقف التيارات السياسية بشأن انقلاب موريتانيا
تفاوتت ردود فعل أغلب القوى السياسية الموريتانية إزاء انقلاب قائد الحرس الرئاسي الجنرال محمد ولد العزيز على الرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله اليوم واعتقاله .
فقد صرح البرلماني ورئيس كتلة الحزب الحاكم سابقا في مجلس الشيوخ يحيى ولد عبد القهار بأن فريقه من حيث المبدأ يرفض الانقلابات العسكرية، " ولكن الرئيس بتصرفاته التصعيدية صباح اليوم هو الذي هيأ الظروف لذلك، وشجع الجيش على التدخل " ، وحمل بشدة على هذه التصرفات قائلا إنها جاءت بطريقة غير مدروسة وغير منطقية .
تيار الإصلاح
من ناحيته قال الإمام ولد الشيخ - المتحدث باسم تيار الإصلاح الذي غادر الحزب الحاكم مؤخرا - فقد اعتبر أن البلد وصل طريقا مسدودا " نتيجة لسياسات متذبذة وغير معقلنة عن طريق رئيس لا يملك من السلطة إلا اسمها " ، وأعلن مساندة مجموعته لهذا التحرك، واعتبره في مصلحة الديمقراطية والاستقرار في البلاد .
قوى التقدم
أما رئيس حزب اتحاد قوى التقدم محمد ولد مولود فقد اعتبر " الانقلاب كارثة على الشعب الموريتاني الذي انتظر عهد الحرية والديمقراطية طويلا " ، وأعلن تضامنه المطلق مع رئيس الجمهورية في هذا الظرف .
وأكد أن الشعب الموريتاني لن يترك مصلحته ومستقبله في أيدي عناصر لا حجة لها إلا منطق القوة، كما قال .
كتلة الميثاق
لبات ولد أيتاه، الناطق باسم كتلة الميثاق التي تضم نحو عشرين حزبا سياسيا فقد أعلن رفضه التدخل العسكري ضد الشرعية، وطالب الجيش بالانسحاب، والمجتمع الدولي بالتدخل لإنقاذ الدستور والشرعية في موريتانيا .
التكتل
أما أكبر أحزاب المعارضة تكتل القوى الديمقراطية - الذي يرأسه أحمد والد داداه - فقد رفض مسؤولوه الحديث للجزيرة نت عن موقفهم في الوقت الحاضر، وقالوا إن الأمر لا يزال سابقا لأوانه .
الموقف نفسه أيضا عند التجمع الوطني للإصلاح والتنمية " تواصل " ذي التوجه الإسلامي، حيث قال رئيسه محمد جميل ولد منصور للجزيرة نت إن حزبه يعقد في الوقت الحاضر اجتماعات لاتخاذ الموقف المناسب .
موريتانيا في سطور
موريتانيا دولة عربية تقع في غرب أفريقيا على شاطئ المحيط الأطلسي، يحدها من الشمال الصحراء الغربية، والسنغال من الجنوب؛ يحدها من الشرق كل من الجزائر ومالي .
اللغة الرسمية العربية
اللغات الوطنية العربية والولفية والبولارية والسوننكية
عاصمة انواكشوط الرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله / تم اقالته بموجب الانقلاب العسكري الوزير الأول يحيى ولد أحمد الواقف / تم اقالته بموجب الانقلاب العسكري
مساحة 1,030,700 كم2
عدد السكان
- كثافة السكان
2,667,859
الاستقلال عن فرنسا 28 نوفمبر 1960
النظام السياسي للدولة
النظام السياسي الموريتاني هو نظام جمهوري رئاسي و تقام كل خمس سنين إنتخابات رئاسية لإختيار رئيس للبلاد عبر صناديق الإقتراع و لا يحق للرئيس أن يرأس موريتانيا لأكثر من دورتين متعاقبتين . يتشكل البرلمان أيضا عبر أنتخابات حرة و يسمح نظامه بالتعددية الحزبية و يقوم بدور رقابي على الحكومة و له الحق في مسائلتها كما أن هناك مجلسا للشيوخ له الحق أيضا في مسائلة الحكومة و مراقبة أدائها . و قد أصبحت جلسات البرلمان تبث علنا
على التلفزة الموريتانية الرسمية للمزيد من الشفافية و إشراك المواطن في مراقبة النواب الذين أنتخبهم و هل يأدون دورهم كما يجب كما أنه أيضا نافذة للحكومة للدفاع عن سياساتهم .
الأحزاب السياسية الموريتانية
أ - أحزاب المعارضة التقليدية :
- 1 حزب " اتحاد القوى الديمقراطية عهد جديد "
خلال العقد الأخير من حكم الرئيس المخلوع معاوية ولد الطايع شهدت الساحة السياسية العديد من المراجعات الفكرية والثقافية التي أفرزت الكثير من القوى السياسية، وإن تفاوتت الأشكال والأحجام، واختلفت العناوين من فترة لأخرى .
وكان السمة الغالبة على التشكيلات السياسية الحزبية في البلاد هي الشخصنة الحزبية والتفرد بالقرار والانقسام في الجبهات بحكم النفوذ القبلي في البلاد؟، وضعف النخبة السياسية من جهة أخرى .
وفي بداية تسعينيات القرن الماضي ظهرت أكثر القوى السياسية في البلاد تنظيمًا وقدرة على التعبئة متمثل في التيار اليساري الموريتاني والقومي الزنجي والذي لعب دور ًا بارز ًا في تشكيل جبهة " أفديك " التي حملت لواء المعارضة للنظام العسكري بقيادة الرئيس ولد الطايع، وطالبت من خلال المنشورات السرية بانفتاح سياسي بعد أكثر من 10 سنوات من حكم الجيش .
ومع ظهور الأحزاب في بداية التسعينيات تم تشكيل حزب " اتحاد القوى الديمقراطية " الذي تحول فيما بعد إلى " اتحاد القوى الديمقراطية عهد جديد " إثر عودة الزعيم المعارض حينها أحمد ولد داداه من هجرته الطوعية في الغرب، معلنًا ترشحه للاستحقاقات الرئاسية الأولى، مستفيدا من بُعْده عن الساحة السياسية المتصارعة وانتفاء انتمائه الإيديولوجي وحضور مالي لا باس به أهَّله لخوض المعركة الانتخابية التي وصفت حينها بأنها محسومة سلفًا لمرشح العسكر ولد الطايع الخالع بزة العقيد قبل عدة أشهر من الاستحقاقات .
ومع إعلان فوز ولد الطايع بنسبة تجاوزت %60 من الأصوات أعلنت المعارضة رفضها الاعتراف بنتائج الانتخابات، ومقاطعة الانتخابات البرلمانية حينها، مما أدى إلى تفجير أزمة سياسية داخل الحزب بعد اتهام عدة أطراف رئيس الحزب ولد داداه بتضييع الكثير من الفرص السياسية نتيجة حرمانه من الوصول إلى مقعد الرئاسة . وتصدع جدار
الحزب بعد وصول الخلاف بين زعيم حركة " الحر القادمين " " الأرقاء السابقين " مسعود ولد بلخير وزعيم الحزب ولد داداه؛ لينسحب الأول ورفاقه مشكلين تكتلاً جديدًا أطلقوا عليه " العمل من أجل التغيير " ، وأرادوه حكرًا على حركة " الحر القادمين " وحركة أفلام " تحرير الزنوج الأفارقة " ، وهما الحركتان المناضلتان من أجل مساواة العبيد والزنوج بالبيض في البلاد . وطغى الهم الفئوي على الهموم الوطنية وسط خطاب تصعيدي، أدى في النهاية إلى حل الحزب من قبل مجلس الوزراء بعد دخوله قادته إلى البرلمان سنة .2001 وازداد شرخ المعارضة السياسية بعد دعوة أقطاب التيار اليساري في حزب " اتحاد القوى الديمقراطية عهد جديد " إلى مؤتمر طارئ وعزلهم بالأغلبية رئيس الحزب ولد داداه وانتخاب محمد ولد مولود رئيسًا جديدًا للحزب .
هذه النتائج لم يتوقعها ولد داداه الذي نصّب نفسه رئيسًا للمعارضة السياسية، وأعلن موالون له رفضهم القاطع لرئيس غيره، حتى ولو كان الأمر عن طريق التصويت .وكانت هذه هي الضربة القاصمة التي هزت المعارضة المدنية، وأدت إلى انشطار الحزب إلى قسمين، الأول بزعامة ولد داداه، والثاني بزعامة ولد مولود .
وفتّ هذا الانقسام من عضد المعارضة، لتأتي الانتخابات الرئاسية الثانية سنة 1997 وتقضي بشكل نهائي على آمال وطموحات المعارضة في أي تغيير، فاتحة المجال أمام نزوح جماعي من زعماء المعارضة إلى الحزب الجمهوري الحاكم بعد أن خابت آمالهم في الوصول إلى السلطة عن طريق صناديق الاقتراع .
وانفرد ولد الطايع بالساحة السياسية معتمدًا على الجيش وشيوخ القبائل، بينما انشغلت الأحزاب الضعيفة بالصراعات على المناصب، وعجز بعضها عن توفير حتى إيجار مقره فأغلقه، وواصل البعض الآخر يحدوه الأمل في إحداث أي تغيير .ورغم ذلك لا تزال هذه القوى حاضرة في ذاكرة الموريتانيين، سواء بوصفها القوى الوحيدة التي رفضت الاندماج في الحزب الجمهوري الحاكم سابقًا أو لكونها استطاعت التكيف مع مجريات اللعبة السياسية، فأوجدت لنفسها تحالفات سياسية جديدة وأسماء جديدة ومواقع جديدة في العملية السياسية قبل وبعد الإطاحة بولد الطايع بقليل .
- 2 التحالف الشعبي التقدمي برئاسة النائب البرلماني السابق مسعود ولد بلخير حزب ناصري النشأة تشكل من تحالف بين نشطاء حركة " الحر القادمين " من حزب العمل المحظور .
ويعتبر المراقبون أن هذا الحزب هو تحالف هش بين نخبة ناصرية تفتقر إلى قاعدة شعبية وجماهيرية داخل البلاد .
وتظهر على السطح من وقت لآخر التوترات بين رئيسه ولد بلخير ورئيس مجلسه الوطني محمد الحافظ ولد إسماعيل .
- 3 تكتل القوى الديمقراطية بزعامة أحمد ولد داداه
هو حزب أسسته مجموعة من الكوادر الشابة المنحدرة في الأساس من حزب " اتحاد القوى الديمقراطية عهد جديد " الذي حلّه مجلس الوزراء في سبتمبر .2000 وقاده رئيسه حينها النائب البرلماني محمد محمود ولد لمات إلى الفوز في بعض الدوائر الانتخابية في المدن الرئيسية ذات الكثافة السكانية الكبيرة قبل أن يتنازل عن الرئاسة لولد داداه .
مُني الحزب بعد ذلك بخسارة كبيرة في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، ونال ٪6 فقط من أصوات الناخبين، متراجعًا إلى المركز الثالث في انتخابات نوفمبر .2003 ويسعى زعيم الحزب الآن إلى إعادة الاعتبار إليه بعد سنوات من الجمود السياسي والانشقاقات الداخلية متبعًا سياسية الباب المفتوح حتى أمام زعماء الحزب الجمهوري الحاكم سابقًا بمن فيهم شخصيات اشتهرت بالفساد المالي والقمع؛ وذلك استعدادًا للانتخابات القادمة، وهو ما جلب على الحزب الكثير من الانتقادات السياسية المحلية، وتعالت الأصوات في الصحافة الموريتانية متهمة رئيس الحزب بالاستعانة بأي شيء مقابل الوصول إلى السلطة .
- 4 اتحاد قوى التقدم برئاسة محمد ولد مولود :
هو أحد الأحزاب الصغيرة، ويتخذ من الفكر اليساري مرجعًا له، ومن نضال حركة " الكادحين " تراثًا يستند إليه .
ويعتبر من أكثر الأحزاب السياسية المعارضة انفتاحًا على السلطة السابقة، ومن أكثرها ضبطًا، وأقدرها على توصيل خطابه إلى النخبة السياسية، غير أنه رغم ذلك من أقل الأحزاب حضور ًا في المجتمع بحكم الاختلاف الفكري والغموض في المواقف السياسية، وخصوصًا في سنوات الأزمة الأخيرة بين النظام وخصومه السياسيين .وأعلن محمد ولد مولود لأول مرة عزمه خوض الانتخابات الرئاسية المقلبة .وكان الحزب من أهم القوى الداعمة للمرشح
محمد خونه ولد هيداله في الانتخابات الرئاسية عام 2003 والذي جاء في المرتبة الثانية بعد حصده ٪18 من أصوات الناخبين .
ب - الأحزاب الحاكمة سابقًا
الحزب الجمهوري للديمقراطية والتجديد :
وهو الحزب الحاكم سابقًا والذي تولى رئاسته العقيد معاوية ولد الطايع منذ تأسيسه سنة 1991 حتى الإطاحة به عام .2005
وهو من أكبر الأحزاب السياسية وأكثرها حضور ًا في المشهد على مدى السنوات الماضية، حيث ظل ملاذًا لكل الموظفين في الدولة، بما في ذلك قادة الأجهزة الأمنية والقضاة، وينتمي إليه كذلك التجار وشيوخ القبائل والمنشقين عن الأحزاب الأخرى .
غير أن الحزب شهد هزة قوية بعد فقدانه الحكم، وأعلن العديد من قادته تخليهم عنه، بينما حاول آخرون التمسك به مكتفين بتغيير اسمه من الحزب الجمهوري الديمقراطي الاجتماعي إلى الحزب الجمهوري للديمقراطية والتجديد .
ج - قوى التغيير الجديدة
مع بداية القرن الجديد شهدت الساحة السياسية الموريتانية بروز العديد من القوى السياسية اتفقت جميعًا في معارضتها القوية للنظام السابق، وعملها على إزاحته، وذلك رغم تفاوتها في الحضور الشعبي وتباينها في الخطاب السياسي .ومن أهم العوامل التي ساعدت على بروز تلك القوى انتشار الصحوة الإسلامية في المجتمع
بفعل التأثير الإعلامي والسياسي، وانتشار المساجد، وقوة الخطاب الدعوي الجديد وجاذبيته، خصوصًا لدى قطاعات كبيرة من الشباب والعمال والنساء .
- 1 التيار الإسلامي الموريتاني
وهو تيار نشأ خلال العقود الثلاثة الماضية، ومرّ بالعديد من المراحل السياسية والتفاعلات الداخلية . وظهر كتيار سياسي يسعى للمشاركة في العملية السياسية بشكل أكبر، ويسيطر على نقابات كالأساتذة والطلاب .
ومع اندلاع انتفاضة الأقصى " 28 سبتمبر " 2000 برز الإسلاميون كأهم القوى السياسية المناهضة لنظام الرئيس ولد الطايع، واتجاهه للتطبيع مع إسرائيل .واستخدم الإسلاميون كل أدواتهم لمواجهة النظام المخلوع، وانتقلت المعركة إلى ساحات المساجد والجامعات قبل نقلها إلى الشارع، بدءًا من مهرجان النفير وانتهاء بالمواجهات
اليومية في الساحات العمومية وأمام السجون .
ويغلب على التيار الإسلامي في موريتانيا " التيار الإسلامي الوسطي " القريب من فكر الإخوان المسلمين .
وظهر الثقل الجماهيري لهذا التيار بقوة خلال المؤتمرات والفعاليات الشعبية التي نظمها أثناء العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان، حيث شارك فيها الآلاف من أنصاره، مما ساهم في تصاعد الحديث عن إمكانية اكتساحه للانتخابات التشريعية والبلدية المقبلة .
وليس للتيار حزبًا سياسيדָا، ورغم ذلك لا تمنعهم السلطات من ممارسة العمل السياسي، ولهم مقرات في كل أنحاء البلاد .
ومنذ ظهور التعددية الحزبية في موريتانيا مع بداية التسعينيات يواجه الإسلاميون رفض الحكومات المتوالية، وآخرها حكومة المجلس العسكري الحاكم حاليדָا، مطلبهم بإنشاء حزب سياسي .
2- حزب الاتحاد والتغيير الموريتاني " حاتم " وهو امتداد لتنظيم فرسان التغيير العسكري المعارض والذي وُلِد من داخل المؤسسة العسكرية بفعل تزايد التجاذبات السياسية والتنقاضات القائمة داخلها . يتزعمه الرائد السابق صالح ولد حننا الذي استطاع قيادة
3 محاولات انقلاب على الرئيس المخلوع ولد الطايع برفقة مجموعة من الضباط والمدنيين . ويحاول الحزب حاليדָا لملمة صفوفه بعد سنوات المواجهة الداخلية وسط ضغوط كبيرة من القوى السياسية في البلاد بما في ذلك النظام العسكري الحاكم . ويعيش الحزب مرحلة مخاض صعبة، فهو في طور التحول من تنظيم عسكري إلى حزب السياسي، خاصة بعد شروط المجلس العسكري التي بموجبها تم إقصاء أعضاء التنظيم المحسوبين على التيار الإسلامي كشرط لترخيص الحزب الجديد " حاتم ".
3- حزبا الصواب وتمام
وهما حزبان من أهم التشكيلات السياسية الجديدة وأكثرها حضور ًا في الساحة السياسية .
ينتمي الأول إلى دائرة الأحزاب القومية، ويعتبره البعض امتدادًا لتيار البعث الموريتاني، وإن تخلى عن الكثير من أدبياته بفعل الانحسار الشعبي من جهة، وانهيار المنظومة البعثية من جهة أخرى .
أما الثاني فهو مزيج من المستقلين والزنوج، وقد برز أصحابه خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة، حيث كان رئيسه الدكتور الشيخ ولد حرمة من أهم الشخصيات الداعمة للمرشح لهذه الانتخابات المقدم محمد خونه ولد هيداله .
كما تولى ولد حرمة رئاسة حزب الملتقى الديمقراطي المحسوب على الإسلاميين والذي رفضت السلطات الجديدة منحه الشرعية بعد اتهامه من قبل رئيس المجلس العسكري بالسعي للانفراد بلواء الإسلام .
د - المستقلون وهم مجموعة من وجهاء وقادة القبائل الذين فضلوا الانسحاب من الحزب الجمهوري الحاكم سابقًا وبعض الأحزاب المعارضة بهدف تشكيل قوة ضغط مقربة من العسكر .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.