تنتظر الجماهير السعودية بفارغ الصبر النهائي الآسيوي الكبير الذي يبحث من خلاله سفير الوطن الأهلي عن لقب دوري أبطال آسيا لنسخة 2012م وذلك عندما يحل ضيفا على أولسان الكوري في الساعة الواحدة والنصف ظهرا بالتوقيت المحلي على استاد جانجيونج ستي الذي تم افتتاحه عام 1979م ويتسع لقرابة 35 ألف مشجع ويسعى الملكي الأهلاوي للحصول على اللقب القاري الأول له بعد أن تعثر حظه مرتين سابقتين الأولى بلغ فيها النهائي وخسر أمام دايو الكوري والأخرى لم تتح له المشاركة في الأدوار النهائية بتايلند بدواعي الظروف الأمنية في وقت كانت الترشيحات تصب لصالحه لحصد اللقب الأول واليوم بالإضافة للبحث عن انجاز أهلاوي خاص فهو ايضا يريد إعادة الكرة السعودية للواجهة الآسيوية من جديد وذلك في مهمة صعبة جدا في ظل الرغبة الكبيرة للمستضيف لاستغلال عاملي الأرض والجمهور لحصد لقبه القاري الأول أيضا وبهذا فإن كل فريق يبحث عن باكورة ألقابه القارية وبالتالي سيكون التنافس على أشده في الملعب وستكون القمة في غاية التعقيد والتي تتطلب حضورا ذهنيا وفنيا وبدنيا عاليا من اللاعبين على المستطيل الأخضر إلى جانب تكتيك متوازن من مدربي الفريقين واللذين قدما من بداية البطولة وحتى لقاء التأهل بصمة فنية واضحة لفريقيهما ونجحا في تسيير الأمور واثبات كفاءتهما التدريبية العالية مستغلين وجود عوامل النجاح المساعدة من إدارات واعية ونجوم مميزين. مشوار الفريقين في البطولة في ظل الظروف الصعبة التي كان عليها الاهلي مع انطلاق البطولة قدم نفسه بشكل جميل وأكد حضوره القاري القوي وبلغ النهائي الحلم والمنافسة على اللقب الأول وتمثلت الظروف في المنافسة على عدة جبهات محلية وقارية حيث كان منافسا شرسا على لقب الدوري وحقق كأس الأبطال وقد جاءت بدايته في دوري أبطال آسيا أقل من المتوقع نوعا ما فالأهلي حل ثانيا في المجموعة الثالثة في الدور الاول برصيد 10 نقاط من ثلاثة انتصارات وتعادل وخسارتين وتخلف بفارق ثلاث نقاط عن سيباهان اصفهان الايراني متصدر المجموعة برصيد 13 نقطة بعد أن لعب اللقاء الأخير بالفريق الرديف بعد ضمان التأهل وتقدم على النصر الاماراتي ولخويا القطري (6 نقاط لكل منهما) ليتوجه الاهلي في الدور الثاني الى ابوظبي للقاء منافسه الجزيرة الاماراتي متصدر مجموعته في الدور الاول فعاد ببطاقة التأهل الى ربع النهائي بعد تغلبه عليه بركلات الترجيح 4-2 لتعادلهما 3-3 في الوقت الاصلي والاضافي. والتقى مع سيباهان في ربع النهائي ذهابا وايابا حيث تعادلا سلبيا في ايران بالموقعة الأولى واستطاع الفوز في جدة برباعية مقابل هدف ويتأهل على حساب سيباهان الى نصف النهائي لملاقاة الاتحاد في دور نصف النهائي ويضمن للكرة السعودية وصول فريق سعودي في النهائي وبالفعل في الديربي السعودي بالنكهة القارية فرض الأهلي نفسه في لقاءي الذهاب والاياب حيث حصل على الأفضلية في المستوى ونجح في الاياب أن يعوض خسارة الذهاب بهدف إلى فوز بهدفين دون رد شهدت توقيع معتز الموسى وفيكتور سيموس ليعلن وصوله المستحق للنهائي وإبعاد غريمه التقليدي عن البطولة المحببة له وقد سجل الأهلي 19 هدفا وولج مرماه 12 هدفا أما الفريق الكوري أولسان فيعتبر هو الفريق الوحيد في هذه لنسخة الذي لم يخسر أي لقاء فقد تصدر في دوري المجموعات متصدرا عن مجموعته السادسة برصيد 14 نقطة من 4 انتصارات وتعادلين لينتقل في دور الستة عشر لملاقاة الفريق الياباني كاشيو ريسيول ويكسبه بثلاثية لهدفين وسط مواجهة صعبة للغاية بعدها ذهب لمواجهة الهلال في ربع النهائي حيث كسبه في كوريا بهدف قبل أن يكمل على ممثلنا برباعية في درة الملاعب استحق من خلالها الانتقال لنصف النهائي لملاقاة بونيديكور الأوزبكي وفي هذا الدور نجح أيضا في كسب الذهاب بثلاثية لهدف قبل أن يفوز في كوريا بهدفين دون رد وبالتالي فإن مشواره كأن مليء بالانتصارات المتتالية وسجل 24 هدفا وولج مرماه 10 أهداف. خطوط الفريقين المتابع لمشوار الفريقين في دوري أبطال آسيا يجد أن هناك تقاربا كبيرا في كافة خطوط الفريقين مما يجعل اللقاء أكثر ندية وتنافس وإثارة ففي الحراسة نجد أن الأهلي يملك حارسا متجدد العطاء والأداء وهو المعيوف المتخصص في هذه المسابقة بينما اولسان لديه خبرة عريضة ممثلة في الحارس الثاني للمنتخب الكوري كيم يونغ بينما خط الدفاع يملك الخبرة والأصرار والحماس في كلا الجانبين ففي الأهلي نجد المر وبالومينو وعقيل بلغيث والموسى الذي ربما يلعب في الظهير الأيسر بديلا عن الحربي الموقوف ونتمنى من الرباعي النجاح في الدفاع عن مرمى الأهلي وفي الجانب الآخر اولسان يعتبر قائد الفريق ومدافعه الصلب كواك تاي يقود هذا الخط بثبات ويعطيه قوة كبيرة أما خط الوسط فهو أكثر الخطوط فعالية في الفريقين بتواجد باخشوين ومعتز وتيسير وموراليس وبصاص وعتين في الجانب الأهلاوي والذي يعطي جاروليم خيارات عديدة وفي المقابل أولسان لديه وسط فعال بقيادة كيون هو الأشقر الذي يجيد اللعب على الأطراف بشكل مميز ويشكل وحيدا جبهة هجومية متعبه للمنافسين بالاضافة للمحور الفعال الدولي كيم سونغ بونغ والذي يقوم بأدوار دفاعية وهجومية مميزة أما الهجوم ففي الأهلي تعتبر القوة الأكبر حيث يتواجد الحوسني وفيكتور المتفاهمان كثيرا والعارفان لطريق المرمى كما أن الفريق الكوري لديه برازيلي هداف وهو رافينا إلى جوار المهاجم صاحب الطول الفارع كيم شين والذي يحمل الرقم 9 وطوله 196سم ساعدته في احراز عدد من الأهداف من الكرات الهوائية. أسلوب اللعب جاروليم التشيكي والكوري كيم هوغون يتبعان أسلوبا تكتيكيا مختلفا ففي الجانب الأهلاوي جاروليم يتوقع أن يلعب بطريقة 4-4-2 المعتادة له مع الفريق منذ استلامة وبمشاركة نفس الأسماء التي شاركت في لقاء الاتحاد مع احتمالية مشاركة كامل الموسى في الظهير الأيسر في حال جاهزيته بديلا عن الحربي الموقوف مع توقع بمشاركة باخشوين من البداية بديلا عن موراليس ومحاولة الاعتماد على انطلاقات تيسير والبصاص اللذين سيمنحان أدوار هجومية بالاضافة للادوار الدفاعية ومساندة الثنائي فيكتور والحوسني والذي سيكون عليهما رقابة قوية للحد من خطورتهم مع بقاء باخشوين ومعتز أمام المدافعين وعدم ترك ثغرات للاعبي الوسط الكوريين. أما الفريق الكوري فيلعب بطريقة 4-3-3 وذلك بتواجد الثنائي البرازيلي رافينا والجناح الخطير لي كون على الأطراف ومحاولة الغزو ولعب الكرات الهوائية للمهاجم الطويل بينما لاعبو الوسط يقومون بربط خطوط الفريق ومساندة الدفاع والهجوم بشكل جماعي من خلال التقارب ومحاولة لعب الكرات الطويلة المباغتة لضرب الدفاعات من العمق والاطراف. الأوراق الرابحة للراقي أكثر ما يميز الفريق الأهلاوي في هذه الفترة وجود عناصر مميزة على المستطيل الأخضر بالاضافة لوجود أوراق رابحة على دكة البدلاء سيحاول أن يستعين بهم جاوليم حسب مجريات اللقاء وهم عيسى المحياني وبدر الخميس في المقدمة والجيزاوي ويحيى حكمي ومحسن العيسى في الوسط وبالدفاع محمد أمان وجفين البيشي وحيدر العامر كما أن الفريق الكوري يملك أسماء جيدة في كافة الخطوط على مقاعد البدلاء وخير دليل هي خسارته بصعوبة بالغة في الدوري الكوري من أحد المنافسين برغم أنه لعب بفريق الرديف بشكل كامل وبالطبع كل مدرب سيسعى أن يستفيد من اللاعبين الأساسيين والاحتياط في تسيير اللقاء لمصلحته والظفر باللقب الذي نمني النفس كسعوديين أن يعود به الأهلي إلى عروس البحر الأحمر جدة. فرص الفوز متوازنة من خلال ما قدمه الفريقان في دوري أبطال آسيا من البداية وحتى قبل لقاء اليوم نجد أن التكافؤ موجود في لقاء الحسم القاري فكل فريق يملك الأسلحة الفنية التي تؤهله لتجاوز هذه المرحلة الأصعب في مشوارهم فالأهلي يريد أن يسعد جماهيره الكبيرة ويرد لها بعض الدين بعد أن ساهمت بشكل كبير في عودة الفريق للواجهة وفي المقابل اولسان يريد اولسان أن يستفيد من عاملي الأرض والجمهور لحصد اللقب الأول ولكن تظل الروح والحماس داخل المستطيل الأخضر هي من سيفصل في تحقيق الأفضلية ونتمنى أن ينجح الأهلي في استعادة امجاد الكرة السعودية ووقف احزانها التي تتكرر من مناسبة لأخرى بعد التراجع المخيف للكرة السعودية ولعل الأهلي قدم المهر كاملا لحصد اللقب الأول له قاريا من حيث العمل الاحترافي المتكامل للفريق وبذل كل السبل التي تتيح له تحقيق اللقب ويبقى الفوز والخسارة موجودا في قاموس كرة القدم فكل التوفيق للأهلي بأن يقدم مباراة تليق بتاريخه المشرف وبسمعة الكرة السعودية ويعود لأرض الوطن بانجاز جديد يضاف لانجازات الكرة السعودية.
