الضوء، الضوضاء، الدخان، المعسل، الشيشة، السموم الموجودة في الهواء، الأغذية المصنعة والمخربة جينياً، المياه المغيرة، المجالات الكهربائية والمغناطيسية الواسعة التي تحيط بنا، يصاحب هذا الخراب خراب النفس البشرية، قلة الحركة، السمنة، كثرة الطعام، اضطراب النوم، زيادة ساعات العمل الذهني، زيادة ساعات الجلوس والسهر على التلفاز وغيرها. كل هذا العبء يعيق صحة الإنسان إعاقة كبيرة.والصيام وسيلة مهمة من الوسائل لتخليص الجسد من السموم وقد استعمل الصوم على الماء أو الصوم على العصائر ولفترات مختلفة لمساعدة الجسد على تنظيف نفسه وصيانة أعضاءه وتسريع شفاء أمراضه. ولكن ما نقوم به من صيام هو مخالف للفائدة المرجوة من الصيام في عصرنا الحالي. فكثرة الأكل تزيد السموم والتلوث داخل الجسد. وكثرة السهر تهبط مقاومة الجسد وقدرته على تصليح نفسه. والتعرض للضوء أثناء الليل بسبب السهر يضعف المناعة ويقرب الإنسان من الإصابة بالسرطان. وتعرض الصائمين أثناء شهر رمضان إلى سهرات التلفاز والدشات والمسجلات والتليفونات يعرض أجسادهم أكثر إلى التلوث الكهرومغناطيسي، وقلة الحركة أثناء الصيام تؤدي إلى هبوط فعاليات الجسد لطرد السموم. وازدحام السيارات ليلاً للتسوق يكثر من التلوث بعوادم السيارات أو الجلوس في مجالس التدخين والشيشة حيث يكثر سهر الشباب في المقاهي ترفع نسبة السموم في الجو وتضيق الصدر وتحبس النفس. لذلك فإن شهر رمضان كما أراه شهراً يكثر فيه التلوث بكل أنواعه ويكثر فيه التعرض للتلوث.والظلمة مهمة جداً لصحة الإنسان ففي الظلمة يفرز هورمون الميلاتونين المهم للجسد وتقل هورمونات الكورتزون والكوتاكولامين. فالظلمة مهمة للإنسان أهم وأعظم فائدة من الأضوية المصنعة الكهربائية. قال تعالى: (والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى).أنا أعتبر بأن الظلمة واحدة من أطباء الرحمن، كما هو الحال بالنسبة إلى النوم، كلما زادت أنواع المواد الغذائية زاد تعرضك للتلوث الغذائي والسموم. أفضل أن يكون الغذاء مقصوراً على نوع أو نوعين فقط.والإكثار من شرب الماء والعصائر في شهر رمضان يساعد على التخلص من السموم.وأتمنى أن يكون معظم غذاء الصائم على الماء والعصائر وما قل من الطعام. إذا عملت هذا فسوف تحس بالفائدة. ويكون لك متسع من العافية للعبادة والاتصال الروحي بالسماء.والصوم غير الصحيح قاتل للصحة. الصوم كالنار أما أن يدفيك أو يحرقك، إنه كالسيف ذو حدين. إما لك وإما عليك. إن الصوم الحقيقي هو الصوم الذي تقلل فيه غذاءك نوعاً وكماً. وهذا يساعدك على الشفاء، والقضاء على الخلايا غير الطبيعية، ورفع الكولسترول المترسب بالشرايين، ورفع السموم من الأمعاء والقولون، إزالة المعادن الثقيلة ويقلل اليورك أسيد.وإن قلة الغذاء سوف تشعرك بالجوع في الأيام الأولى. ولكن بعدها فإن شعورك بالجوع يقل. هل تعلم بأن ثلث الغذاء الذي نتناوله يستخدمه الجسد لتوليد الطاقة لهضم ما نأكل من غذاء قاتل يومياً. * وقفة: أيتها البيئة الخالدة في قلبي : ننصحك بالصيام أخي الكريم على قليل من الغذاء، وتحرك دائماً، ونم جيداً في الليل لا في النهار واشرب السوائل الكثيرة وابتعد عن التلفاز والموبايل والأضوية فهذا يؤدي إلى تخلص جسدك من سموم التلوث البيئي *مستشار الرئاسة العامة للارصاد وحماية البيئة استاذ الكيمياء المشارك بجامعة ام القرى بمكة المكرمة