ليس امرَّ على الكاتب من ان يصدح ويصرخ عشرين عاما ثم يجد ان ما يحذر منه اصبح كارثة تدل على قصور واضح ، لعل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله وفقه الله خير من لامس ذلك وشدد على معالجته وشكل لجنة عليا للتحقيق من باب المحاسبة والمعالجة في وقت واحد ، اكثر من (50 ) مقالاً طيلة عشرين عاما ناشدنا فيها امانة جدة بأن تكون ذلك الحاضر المؤثر وليس الحاضر المتفرج ، سيما وأن الدولة وفرت لها كل الإمكانيات ، ومهما كان حجم اختلافاتنا مع امناء جدة وقسوتنا عليهم أحياناً وفي بعض من الأطروحات ، فما ذلك الا لأننا في جدة صدمنا بعقدين من الزمن كانت جدة فيها خالية من أي مشروع جاد يزيل عنها مخاوف الأمطار والسيول وتسرب المياه ، وحقيقة لقد استبشرنا خيرا بمعالي الأمين السابق المهندس عبدالله المعلمي الذي شعرنا معه ان ( لجدة ) فعلا رئة تتنفس منها ، وفتح للناس البحر بصورة أجمل ولم ينس معاليه المخاوف من بحيرة المسك فنشط ونفذ السد الاحترازي كحل عاجل ومهم ، ولمسنا اهميته في الأيام الماضية ، ويستحق عليه جائزة تقديرية تتواءم مع هذه الفكرة التي تعتبر منقذا بفضل الله من مخاطر كادت تحيق بجدة ، وللأسف مضى قرابة ثمان سنوات ولا زال ذلك السد الإحترازي يؤدي دوره دون ان يكون هنالك أي خطوات إحترازية عملية من بعده ، وكنا نتمنى مع معالي المهندس عادل أن تتسع مساحة التنفس لتفك من حالها المضنوك بما فاق حمى الضنك ، خاصة وان حالها اليوم ازداد سوءا، ونحن ندرك ان العمل في أمانة بحجم أمانة جدة ، يعد بكل المقاييس مهمات ومسئوليات جسام ، تتطلب جهوداً كبيرة وأعمالاً جليلة لابد أن يصاحبها مزيج من السلبيات ، وكذلك لابد أن لا تغطي مساحة رضى الكل حتى لو كان الأمين يحمل عصا سحرية ، لكن هنالك ما يعطينا مساحة من الأمل خصوصا وأن اعتمادات بنود الميزانية قد ارتفعت وكذلك رفع الإيرادات إلى أرقام كبيرة جدا ، وكم كنا نأمل أن لاينعكس ذلك سلبا على المواطن والوافد ، بل ربما يكون لها الإثر الكبير على الأمد الطويل في تحسين وضع الخدمات ، وأن ننتظر كارثة تحل ب (55) حياً من احياء جدة في ساعتين ، وهنا ومع تأكيد حرصي من خلال هذه الزاوية دوما على أن تلامس هموم القاريء ، وطموح المتلقي، وآمال الواعد ، على أن تصب في الغالب في العديد من المجالات التي تهم الجميع في معظم مناحي الحياة ، وتترجم جسور الروابط بين الصحيفة وقرائها ، من خلال الثقة التي تتلمس مرئيات كافة الأطراف ، وأن تكون منبرا للتحاور الجاد ، والتي تسمح للجميع بالتناظر والتساوي ، دون الانغماس في الإثارة لمجرد الإثارة ، والبحث عما هو طرح يبنى على التقصي والوصول إلى النتائج الإيجابية،التي تتمحص أخيراً عن العديد من الإيجابيات التي تصب في الصالح العام الذي ننشده ومن هذا المنطلق وكما أشرت في مقالة سابقة اعود إلى بعض رؤوس الأقلام التي طرحتها هنا إبان تعيين معالي المهندس عادل فقيه أمينا لمحافظة جدة وكذلك بعد تعيينه بعام ونصف من خلال ( 6) مقالات عبر هذه الزاوية المتواضعة ، إذ أن حال جدة لم يعد يسر ، والناس اصبحت تخشى من الوعود الحالمة التي تمر السنون تباعا ولا نلمس لها جدوى ولا يعرف المتابع أسباب الخلل وأين تكمن ، وإن كنا فيما مضى تعودنا على شماعة الموارد المالية ، والتي اليوم لم تعد شماعة فالموارد تحققت للأمانة خلال السنوات الأخيرة بصورة مرضية سواء من نسبة إيرادات الأمانة نفسها او من بنود الميزانية العامة ، هذا وللحديث بقية. جدة ص ب 8894 فاكس 6917993