إن ما يحدث من انتقام الخادمات من أطفال مستخدميهم "عديمي الرحمة" لهو شيء فظيع قصص واقعية تخرج من أقسام الطوارئ في كثير من المستشفيات تؤكد قسوة الانتقام الذي يؤدي أحياناً بأرواح الأبرياء الصغار وفيها من الوقائع ما تشيب له الرؤوس..منذ عدة أيام من نشر مقالتي هذه أتت أسرة تحمل طفلتها ذات السنوات الأربع إلى إحدى المستشفيات شكًّا في أنفلونزا الخنازير التي أصابت ابنتهم حيث ان ارتفاع درجة حرارتها لم يُجدِ معه علاج لخفضها! وبفضل من الله ثم طبيب الأطفال الذي طلب عمل أشعة على بطن الطفلة والتي ظهر فيها وجود "اثنين من حجارة بطاريات الريموت كونترول بداخل رحم الطفلة..ولك أن تتخيل قارئي كيف وصلت إلى رحم هذه الطفلة"! والتي تسبب وجودها بتحلل بعض موادها السامة وأذية الطفلة أذية بالغة مما ترتب عليه قرار الأطباء باستئصال الرحم "رحم عمره أربع سنوات". من المسؤول عن استجلاب هذه النوعية من العمالة؟ هل هو سوء اختيار مكاتب الاستقدام لبشر أسوياء يؤتمن على أسرنا بإدخالهم منازلنا لتولي وظيفة تستحق لمن تشغلها أن تكون الرحمة متوفرة فيها ويتم ذلك بتوكيل من هو أهل لاختيار الأفضل. إن الاستهتار بالاختيار قد يعود بل بكل تأكيد بنتائج سيئة يدفع ثمنها صغارنا! بالطبع لا يقع الخطأ فقط على تصرف الشغالات الشائن بل في المقام الأول يقع على الأبوين بل على أفراد الأسرة الذين يُسيؤون التعامل مع الشغالات اللاتي ينتقمن بطرقهن الخاصة بطرق خبيثة وما أكثرها..فعندما تأتي الخادمة المنزلية تكون قد تركت ديارها وأتت إلى المجهول وحظها يكون كورقة اليانصيب بأن يكون حظها طيبا بمن ستعمل معهم من أناس متحضرين يعلمون أن الخادمة ما هي إلا إنسان له حقوق كما عليه واجبات وأدناها التعامل برفق ورحمة ومن هنا سيكون الاطمئنان هو العامل الأساسي في تفاني الخادمة بعملها والولاء للأسرة التي تقوم بخدمتها والعكس لو كانت الأسرة تعتبر أن الخادمة جارية قد اشتروها ويعتقدون أنها أتت من بيوت يوجد بها ما يوجد في منازلنا من أدوات تقنية حديثة ولا يتم غض الطرف عن نتائج جهل الخادمة أحيانا عند استعمال الأجهزة المنزلية الحديثة وخرابها فيتم عقابهم ببالغ القسوة، مُغْفلين عن ردود الفعل الشديدة عند أذية طفلة أو طفل لا يمكنه الدفاع عن نفسه! فما أكثر ضعاف النفوس من الخادمات وعدم يقظة الضمير! وما خفي كان أعظم. أيها الآباء، أيتها الأمهات أيها الأبناء، الرأفة بهؤلاء الخدم إن لم يكن برحمة في قلوبكم ليكن خوفاً على فلذات أكبادكم وأخواتكم، أحسنوا التعامل مع من أنتم بحاجة إليهم، الذين ينظفون بيوتكم ويقومون على خدمتكم..فانتقامهم قاسٍ وكلنا نخدم وطننا ونتوقع التقدير من رؤسائنا في أي عمل نقوم به في دوائرنا ومدارسنا ومؤسساتنا. وليكن عقاب من يقوم من الخدم بأذية طفل هو "القتل تعزيراً" وتبليغ سفاراتهم بما أقدموا عليه وليس بتسفيرهم أو ردهم لمكاتب الاستقدام التي تستغلهم بإرسالهم لبيوت أخرى للعمل فيها مع مكاسب مادية مُقابل خسائر بشرية جديدة.. وعقاب الأسرة الجانية عدم السماح لهم باستقدام أي شغالة لتخدمهم. همسة في أذن كل أسرة: من لا يرحم لا يُرحم.