إحولال في التخصص

سئل الفنان خفيف الظل عادل إمام عن العلاقة بين الزراعة و الفن فأجاب بخفة دمه المعهودة (مفيش الظاهر انه معايا إحولال في التخصص) وكما هو معروف الفنان عادل إمام يحمل مؤهلا في الهندسة الزراعية فتركه و امتهن الفن حتى أصبح زعيما في الكوميديا، وإذا أردنا أن نتوسع بالبحث عن حجم الإحولال في التخصص ، كما نعته الفنان عادل إمام لوجدنا أن هناك الكثير من المهن تمارس بهذا النوع من الإحولال فالطبيب يمتهن الفن والمهندس الميكانيكي يمتهن الصادر والوارد بإحدى الإدارات وخريج الكليات الصناعية يعمل موظفا للعلاقات العامة حتى في المهنة الواحدة ينطبق هذا المبدأ الخاطئ على سبيل المثال لا الحصر في مجال التربية والتعليم قد لا يجد المعلم المتخصص في التاريخ مثلا مايكمل به نصاب الحصص فيأخذ حصصاً تكميلية في مادة الرياضيات ومعلمة متخصصة في مادة الفيزياء تكمل نصابها في مادة التدبير المنزلي وهي لا تفقه في أمور المطبخ سوى عمل طبق السلطة وسلق البيض وللأسف لا توجد في العالم بأسره مراكز إحصائية توضح مدى هذا الإحولال التخصصي!
ولو استقصينا آراء الموظفين في جميع الإدارات لوجدنا أن أكثر من 40% منهم غير متخصصين في المهن التي يمتهنونها وغير راضين عنها وهذا الأمر ينعكس على الإدارات ويظهر جلياً مدى القصور في الأداء الوظيفي وقلة الإنتاجية وندرة الإبداع في العمل الذي يمارسه الموظف وكل هذا مجتمعاً يؤثر بصورة مباشرة وغير مباشرة على المستفيدين من المراجعين ومن الطلاب ومستوى تحصيلهم الدراسي كما انه يبرر لقلة الإنتاجية والقصور في الأداء الوظيفي وكم أتمنى على وزارة الخدمة المدنية لدينا استحداث مكتب للتنسيق الوظيفي ولمدة محددة ليبدي فيه الموظف رغبته في الانتقال للعمل في مجال تخصصه المناسب لمؤهله والمناقلة بين الموظفين في مهنهم التخصصية المناسبة بكل يسر وسهولة وإذ نشيد بمبادرة الوزارات في بلادنا جهودها في العمل على تدريب الموظفين بالدورات المكثفة و الابتعاث الداخلي والخارجي للموظفين على رأس العمل لندعو إلى تكثيف هذه الدورات و العمل على تطوير برامجها التدريبية والتوسع في ذلك بما فيه المصلحة العامة.
وقفة : من الأمثال الشعبية (أعط العيش لخبازه حتى لو أكل نصفه)
Jeddawy.Shalabi@hotmail.com