- لخص مدير فرع هيئة حقوق الإنسان بجدة قضية سيدة عنّف طليقها طفلتها »11عاما» وهددها بانتزاع حضانتها وجعلها تتنقل بين الشقق المفروشة هربا منه وبحثا عن مأوى، بقوله «إن لديها أزمة نفسية مع والدتها»، معللا عدم مقابلتها وطفلتها لمناقشة مشكلتها بأنه لا يقابل النساء، وأنه لم يشاهد صور طفلتها المعنفة كونه لا يحب مشاهدة الصور العنيفة. وقال مدير فرع هيئة حقوق الإنسان بجدة، الدكتور عمر حافظ: «أخبرناها بأن عليها مراجعة الدوائر المختصة وفي حال عدم حصولها على حقوقها سنساعدها على ذلك، ولن نؤدي عمل الناس نيابة عنهم، ولديها أزمة نفسية مع والدتها وهذا رأيي الذي يحتمل الصواب والخطأ، وإذا لم يعجبها فعليها أن تضرب به عرض الحائط. والقضية ليست قضية طليقها وإنما مع أفراد أسرتها. ولم أشاهد صور طفلتها المعنفة، كوني لا أحب مشاهدة الصور العنيفة». وبعد أن أكد أن هناك محامية مختصة بملفها، عاد وطلب رقم جوالها لتواصل القسم النسائي معها، مشيرا إلى أنه لا يحبذ الالتقاء بالنساء حتى لا يضع نفسه موضع الشبهة. علما بأنه لم يتواصل معها أي شخص من حقوق الإنسان حتى تاريخه. السيدة (م،ع) صاحبة القضية روت تفاصيل الواقعة، قالت وفقا لصحيفة »مكة»: «قبل 3 أشهر تقريبا تبلغت من إدارة مدرسة ابنتي ووحدة الحماية الاجتماعية التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية بجدة، بتعرضها للضرب من قبل والدها وإصابتها بكدمات وسحبات شديدة في أنحاء متفرقة من جسدها، وتوجهت إلى هناك ومنها إلى دار الحماية الاجتماعية، وتم إيواؤنا أنا وابنتي في الدار بسجلات رسمية تثبت الإصابات التي تعرضت لها ابنتي، وبعد أيام تم إحضار طليقي وأخذ تعهد عليه بتوفير سكن لنا، وتم ذلك، إلا أنه وبعد أيام وجيزة رفض دفع الإيجار المستحق على الشقة، وعاود التعرض لي وابتزازي بصور قديمة لي بحوزته، وبإبلاغي الوحدة اكتفت بإبلاغ الشرطة بتحضيره بناء على تعهده السابق». وأضافت: «بعد ذلك رمتني الأقدار بالسكنى حينا عند صديقة، وحينا لدى الذئاب البشرية يريدون استغلالي، إلى أن وفقت بالحصول على عمل آواني أنا وطفلتي في الشقق المفروشة التي استنزفتني بإيجاراتها المبالغ فيها مع سوء خدماتها، ومن شقق مفروشة إلى أخرى، وفوجئت باتصال من طليقي يطلب فيه رؤية أطفالي في العشر الأواخر من رمضان الماضي، ومن أسلوبه في الحديث توجست خيفة منه ونواياه، فتواصلت مع الأخت نسرين طه من وحدة الحماية الأسرية، التي سارعت بتكليف شخص من الوحدة بحضور لقاء الأب مع أبنائه في مول تجاري، وبالفعل كان ما أخشاه بأن عنفني بالحديث وقام بتفتيش حقيبتي الشخصية، فسارع مندوب الوحدة بإبلاغ الشرطة إلا أن طليقي غادر الموقع قبل حضورها». وكانت وحدة الحماية أرجأت حمايتها وطفليها من والدهم المعنف رسميا بحسب محاضر الوحدة الرسمية إلى حين حضورها إلى مقر الوحدة، وكتابتها شكوى رسمية بذلك، علما بأن ذات الوحدة أجلت استقبالها في العشر الأواخر من رمضان، بحجة الإجازات ومطالبتها بالحضور بعد تمتعهم بإجازة عيد الفطر المبارك. وعندها، توجهت السيدة إلى فرع هيئة حقوق الإنسان بجدة باحثة عن حل يمنح أطفالها مسحة من بهجة العيد، إلا أن الإدارة وفي لقاء سريع حللت مشكلة التعنيف في أزمة نفسية لدى الوالدة مع أمها، في حين أغفلت المعنف وطالبتها بحل مشاكلها بنفسها. وقالت السيدة إن مطالبها الآن بعد أن يئست من توفير السكن لها، تتمثل في مساعدتها في الحصول على حضانة طفليها، وحمايتها من تهديدات طليقها وملاحقته لها. بدورها، أكدت رئيسة قسم التوعية والتثقيف، رئيسة العلاقات العامة في وحدة الحماية الاجتماعية الباحثة الاجتماعية نسرين طه وصول السيدة (م،ع) إلى دار الحماية وتم أخذ التعهدات على زوجها بتوفير المسكن لطفليه ووالدتهما وتوفير كافة مستلزمات الحياة لهم، والتشديد على عدم التعرض لهم، إلا أن الزوج لم يف بالتزاماته، وعليه تم إبلاغ الشرطة بضرورة إحضاره بناء على التعهد وهو ما لم يحدث حتى الآن. وعن توفير المسكن لها، قالت إن وحدة الحماية ليست جمعية خيرية، وإنه جار الآن التنسيق مع الجهات الخيرية لتوفيره لها ولطفليها، لكن الأمر يستغرق وقتا، مشيرة إلى أن هناك العديد من الحالات أسوأ من حالتها. وعن مساعدتها في الحصول على حضانة طفليها، أشارت إلى أن ذلك من اختصاص المحكمة، وعليها مراجعتها بنفسها.