( وطَن )

قَلْبِي عَلَيْكَ تَسَابِيْحٌ ... أياوطني
حَتَى أُغَيّبُ فِي رَمْسي وفي كَفَني
ياأيُّها القُدْسُ والقُدّوسُ طَهْرَهَا
بِقِبْلَةِ المَلأِ ... الراجيْين للمِنَنِ
قَدَاسَةُ اللهِ ... أعْلَتْهَا عَلانِيَةً
بِمِلةٍ عِطْرُهَا فِي السّهْلِ والحَزَنِ
وَدّعْتُكَ اللهَ ... مِنْ لَأواء مُمْحِلَةٍيحيى بن سرحان اليزيدي
عَلَى المَدَى ومَدَارِ الدَهْرِ والزَمَنِ
ياقِبْلَةَ الرُوحِ رُوحي هَهُنَا وقَفَتْ
وقَبّلتَ رُكْنَكَ التَوحِيْدَ في عَلَنِ
وأعْلَنَتْ في سَمَا الافْلاكِ بَيْرَقَها
بانّ سيفكَ فوقَ الشِّركِ والوثَنِ
ومازجَتْكَ على الحَالينِ ثَورتُها
مَنْ وَدَّ عُوفي والمرتَدُّ في عَفَن
وأنْشَأتْ لجَلالِ الحالِ ... أبَّهَةً
تَليقُ بالبيرق العالي وبالوطنِ
يامُتْرِعَ الرُوحِ طَيْفَا حَنَّ ثَامِلُهُ
إلَى الرُبَى وذَواتِ الرَمْلِ والقُنَنِ
أدَرْتُ كَأسَكَ نَخْبَا ً لَيْسَ يُدْرِكُهُ
إلا الذي بِعَظِيمِ الأمنِ فِي دَدَنِ
وسِرْتُ أذْرَعُ في البيداءِ قافِلَتي
وأنْتَ رُشْديَ في مُحْلَولِكِ الدَجَنِ
أمْنٌ ورَبِكَ مَا أحْسُو ... وعَافِيَةٌ
ومِلّةٌ ... تُرْشِدُ الحَيينِ مِ الفِتَنِ
فأنتَ ياشَرَكَ الالحَانِ ... سَلطَنتي
و(مَعْبَدٌ) فِيْكَ يُشْجِيني على شَجني
ومَوسَقَتْكَ تَرَانِيْمُ الخلودِ ... ولم
تَفْتَأ تُسَاجِعُكَ الورْقَاءُ في فَنَنِ
وتَاهَ لَحِني شُجُونَا فِيْكَ خَالدَةً
بِمَنْطِقِ الخُلْدِ ... ياصَنّاجَةَ الأذُنِ
فَتُهْتُ أتْبَعُهُ ... شَدْوا ً وقَافِيَةً
وتَاهَ كُلِي لَحْنَا ... دُونَ مَا لَحَنِ
وَجُبْتُ في الفَلَكِ الدّوارِ أنْشِدُهُ
فَدَتُكَ رُوحِيَ ... لا أُجْزِيْكَ بالثَمَنِ
هذي اليْكَ سَماواتي ومملَكَتي
وهيولائي ... إنّ ما ذُبْتَ وآبَدَني
فَأنتَ وتري وشَفْعي ياملائكتي
ورحمَةُ اللهِ ... والرَيْحَانُ من سنني
وآهٍ عليكَ؟ فَهَلْ ما زلتَ تَسْألُني؟
أأنت روحيَ؟ ... إي والله ياوطني
يامَنتهى الفَخْرِ ... ما فَخْرٌ يُنافِرُهُ
ولا شُمُوخٌ ولا سَيْفُ بن ذي يَزَنِ
أقَمْتَ حجّكَ نُسْكَا ً... لَمْ يُدَنِسُه
شِرْكٌ يَضُكُ ولا تَسْيْيسُ مُمْتَهِنِ
وانت في الحَدِّ تُرْويْهمُ علانيةً
مَوتَا ً زُؤآما ً بلا نَدْبٍ ولا حزانِ
مَنْ مَدَّ للسِلْمِ كَفّا ً بَاتَ مُؤتَمِنا ً
وطَارِقُ الحَرْبِ نُرْدِيْهِ بلا كَفَنِ
ياهَالة النُورِ ... والدُنْيا تُطالِعُها
كأنّكَ الشَمْسُ تغْزُو الأدْهَمَ اللْكِنِ
كَأنّ عَالمَنَا ... يَصْطَكُ في لُجَجِ
وأنّكَ الجَارُ للنّاجِيْنَ ...كالسُفُنِ
وأنّكَ السَاعِدُ ... التَأييدُ يَنْصُرُهُ
وكَارِبَاكِ الى المَكْرُوهِ والمِحَنِ
نَصَرْتَ كاظِمَةً كَظْمَاً ... لِغَائِظِها
ثُمْ انحَنيتَ الى البحرينِ واليمن
*شعر...*
*يحيى بن سرحان اليزيدي*