الصين تعلّق الرسوم الجمركية على البضائع الأمريكية    الاتحاد الأوروبي يؤكد أن الحرب على قطاع غزة تزداد خطورة يومًا بعد آخر    المنتخب السعودي الأول لكرة السلة يودّع بطولة كأس آسيا    تعزيز الأمن الغذائي وسلاسل الإمداد للمملكة.. "سالك".. 13 استثماراً إستراتيجياً في قارات العالم    الشعب السعودي.. تلاحم لا يهزم    السعودية ترحب بالإجماع الدولي على حل الدولتين.. أستراليا تعلن نيتها الاعتراف بدولة فلسطين    وزير لبناني حليف لحزب الله: أولويتنا حصر السلاح بيد الدولة    عشرات القتلى بينهم صحافيون.. مجازر إسرائيلية جديدة في غزة    موجز    بحث مع ملك الأردن تطورات الأوضاع في فلسطين.. ولي العهد يجدد إدانة المملكة لممارسات الاحتلال الوحشية    بعد خسارة الدرع الخيرية.. سلوت يعترف بحاجة ليفربول للتحسن    برشلونة يسحق كومو ويحرز كأس غامبر    ضبط 17 مخالفًا بحوزتهم 416 كلجم من القات    السنة التأهيلية.. فرصة قبول متاحة    افتتاح معرض الرياض للكتاب أكتوبر المقبل    «ترحال» يجمع المواهب السعودية والعالمية    «الزرفة» السعودي يتصدر شباك التذاكر    مباهاة    المفتي يستعرض أعمال «الصاعقة» في إدارة الأزمات    حقنة خلايا مناعية تعالج «الأمراض المستعصية»    جني الثمار    الحكومة اليمنية تمنع التعاملات والعقود التجارية والمالية بالعملة الأجنبية    مؤشرات الأسهم الأمريكية تغلق على تراجع    "فهد بن جلوي"يترأس وفد المملكة في عمومية البارالمبي الآسيوي    القيادة تهنئ رئيس تشاد بذكرى بلاده    بطولة الماسترز للسنوكر.. أرقام استثنائية وإشادات عالمية بالتنظيم    7.2 مليارات ريال قيمة اكتتابات السعودية خلال 90 يوما    تمويل جديد لدعم موسم صرام التمور    "هلال جازان الأحمر" الأول بمؤشرات المستفيد    ثقب أسود هائل يدهش العلماء    مخلوق نادر يظهر مجددا    تحديات وإصلاحات GPT-5    232 مليار ريال قيمة صفقات الاندماج والاستحواذ    نائب أمير الرياض يستقبل سفير إندونيسيا    تخصيص خطبة الجمعة عن بر الوالدين    «محمية عبدالعزيز بن محمد».. استعادة المراعي وتعزيز التنوع    أخطاء تحول الشاي إلى سم    لجنة التحكيم بمسابقة الملك عبدالعزيز تستمع لتلاوات 18 متسابقًا    كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025| الهولندي ManuBachoore يحرز لقب EA SportFC 25    340 طالبا وطالبة مستفيدون من برنامج الحقيبة المدرسية بالمزاحمية    إنقاذ مقيمة عشرينية باستئصال ورم نادر من فكها بالخرج    فريق طبي سعودي يجري أول زراعة لغرسة قوقعة صناعية ذكية    ملتقى أقرأ الإثرائي يستعرض أدوات الذكاء الاصطناعي وفن المناظرة    أخصائي نفسي: نكد الزوجة يدفع الزوج لزيادة ساعات العمل 15%    بدء استقبال الترشيحات لجائزة مكة للتميز في دورتها السابعة عشرة    أحداث تاريخية في جيزان.. معركة قاع الثور    أمير تبوك يستقبل المواطن ناصر البلوي الذي تنازل عن قاتل ابنه لوجه الله تعالى    سعود بن بندر يستقبل مدير فرع رئاسة الإفتاء في الشرقية    النيابة العامة: رقابة وتفتيش على السجون ودور التوقيف    إطلاق مبادرة نقل المتوفين من وإلى بريدة مجاناً    طلبة «موهبة» يشاركون في أولمبياد المواصفات الدولي    البدير يشارك في حفل مسابقة ماليزيا للقرآن الكريم    «منارة العلا» ترصد عجائب الفضاء    منى العجمي.. ثاني امرأة في منصب المتحدث باسم التعليم    مجمع الملك عبدالله الطبي ينجح في استئصال ورم نادر عالي الخطورة أسفل قلب مريض بجدة    نائب أمير جازان يزور نادي منسوبي وزارة الداخلية في المنطقة    بمشاركة نخبة الرياضيين وحضور أمير عسير ومساعد وزير الرياضة:"حكايا الشباب"يختتم فعالياته في أبها    أمير جازان ونائبه يلتقيان مشايخ وأعيان الدرب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأديب عبدالكريم الجهيمان إلى رحمة الله
نشر في عاجل يوم 03 - 12 - 2011

انتقل ليلة البارحة الأديب الكبير عبدالكريم الجهيمان - رحمه الله - عن عمر ناهز 102 عام، من العطاء الثقافي والأدبي والفكري، إذ دون بقلمه للأجيال قامة أدبية ستظل في ذاكرة الأجيال.. وقيمة ثقافية استوعبت شمولية الدور الثقافي بمختلف جوانبه الأدبية ليظل الجهيمان علما بما أبدعه كاتبا ومؤلفا وناقدا وجامعا ومدونا للتراث العربي شعره ونثره..
وقد شهدت حالة الجهيمان الصحية مرحلة معاناة مع المرض، حيث قضى الثلاثة الأيام الأخيرة بالعناية المركزة بمستشفى الحبيب الطبي بفرع الريان بمدينة الرياض.. وسيصلى على فقيد الأدب والثقافة والمشهد الثقافي الوطني الجهيمان، بعد صلاة عصر اليوم بمسجد الراجحي بالربوة، وسيتقبل أبناؤه العزاء في منزل الفقيد بحي الروابي ، شارع عبدالعزيز المنقور الفلة رقم 21 .
اللهم ارحمه واكرم نزله ووسع في مدخله واغسله بلماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقا الثوب الابيض من الدنس اللهم جافي الارض عن جنبيه اللهم ثبته عند السوال وارحمنا اذ صرنا الي ما صاراليه وارحم موتانا وموتى المسلمين غفر الله لك ياديبنا الكبير الشيخ عبد الكريم
الله يرحمك وياطيب مجلسك وملقاك
واحسن الله عزاك يافهد
الله يرحمه ويرحم اموات المسلمين وعظم الله اجر ذوي الفقيد واسكنه الله فسيح جناته
الله يغفر له ويرحمه ووالدتي وجميع موتى المسلمين...
الله يرحمه كم إستمتعت بأساطيره الشعبية في طفولتي...
اسال الله ان يرحمه ويغفرله ويعفو عنه ويسكنه جنات النعيم ويبدله بدار خير من داره ياااااااارب الثنائي ربي يسعد اوقاتكم ويحفظكم ياارب
مع الاسف لايتم تكريم هولاء الا بعد موتهم لم اعرفة او اسمع عنه الا بعد موته الله يرحمه
رحمة الله وعلية وغفر له وأسكنه فسيح جنانة .
رحمه الله رحمة واسعه واسكنه فسيح جناته
واسال الله ان يلهم ذويه الصبر والسلوان
إنا لله وانا اليه راجعون
رحمك الله يا فقيد الثقافه السعوديه
رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته..
نرجو من الذي يعرف ارقام ابناؤه يضعها للعزاء
رحمه الله واسكنه دار خير من داره واهل خير من اهله. اتمنى من الاعلام توثيق سيرة فقيد الادب في برنامج حتى تتعرف عليه الاجيال حق المعرفه.
الله يرحمه ويرحم اموات المسلمين وعظم الله اجر ذوي الفقيد واسكنه الله فسيح جناته
أطل الأديب السعودي عبدالكريم الجهيمان (1914 - 2011) الذي وافاه الموت أول من أمس من شرفة عالية نحو قرن من الزمان، عايش فيه وكابد وأبصر أحداثاً وتحولات عاصفة. تفتح وعيه قبل أن يمتد ويستوي وطنه على جغرافية موحدة. كان الرائي في الظلام، زاده المعرفة والتطلع إلى قيم ومبادئ اجتماعية وإنسانية.
تقلبت حياته في مراحل وحقب من الغليان الفكري والسياسي، لكنه ظل صلباً في مواجهة الأفكار التي لا يؤمن بها، أو يشعر بأنها مجرد فقاعات تحلق في الفضاء قليلاً من الوقت، قبل أن تذهب إلى العدم، لذلك لم يتلون بأي شعار سياسي، ولم تستدرجه غواية الأيديولوجيا، يساراً أو يميناً.
أساطيره وحكمه شكلت وجدان أجيال من المثقفين والكتاب وسواهم، ووثقت نمطاً من الوعي الاجتماعي وطريقة معيش وأحلام وآمال أناس في لحظة زمنية محددة. ووفرت مادة خام للدراسة والبحث في تلك المرحلة من عمر المجتمع السعودي. يعتبر أحد رموز التنوير والإصلاح الاجتماعي، حمل قلمه وكتابه وأخذ في مقارعة الجهل والأمية. فطالب منذ البدايات الأولى في كتاباته بتعليم المرأة، وقت لا يوجد من المتعلمين الرجال سوى القليل، كما دافع عن حرية التعبير.
كانت القاهرة أول مدينة رأتها عيناه خارج حدود السعودية، فأحدثت تلك الزيارة تحولات جذرية في تفكيره الاجتماعي، إذ أدهشه الفارق الكبير بين «مجتمع محدود كان يعيش فيه، ومجتمع يعج بالصراع والتنافس». لكن ما لبث أن توسعت رحلاته في الخمسينات الميلادية، لتشمل مدناً أوروبية، بدأها بباريس، التي ألف فيها كتاباً، «ذكريات باريس»، فكانت صدمته الحضارية كبيرة، إذ يذكر بصدمة التنويريين العرب في زيارة، مشابهة فالكاتب كغيره من الكتاب العرب الذين سبقوه إلى هذه «المغامرة الغربية» ما أن وصل إلى فرنسا وباريس حتى اكتشف بنفسه سلسلة من شواهد الفروق والاختلافات التي لا بد وأن تولد وتعمق الوعي بتلك «الهوة الحضارية» بيننا وبين الغرب، وهذا الوعي هو ذاته منبثق الكتابة العربية الإصلاحية - التحديثية».
«ولدت بين أبوين من قريتين متجاورتين من بلاد الوشم هما غسلة والوقف» هكذا سرد بعضاً من سيرة حياته، «فوالدي وأعمامي في غسلة، وأخوالي ووالدتي في الوقف. وعندما كبرت سألت والدتي عن سنة مولدي فأخبرتني بأنني ولدت قبل سنة الرحمة بخمس سنوات. وسنة الرحمة في عام 37 بعد ال300 للهجرة، وهي سنة اجتاحت فيها الكوليرا بلاد نجد وغيرها، فتركت البلاد بلاقع. وكان الرجل يمشي في الشارع فيقع على الأرض فلا يرفع إلا جثة هامدة
تطلق والداه مبكراً، فنشأ بحنان ناقص، تزوجت أمه ورحلت ولم يكن يراها سوى في أوقات متباعدة، يفرح إذا جاءت لزيارته، وحين تهم بالعودة إلى القرية التي تقطن فيها مع زوجها، وبعد أن ييأس من مرافقتها، يسبقها إلى مرتفع في نهاية القرية، «وملأت حجري من الحجارة، فإذا مشت في طريقها إلى قرية زوجها جعلت أرميها بالحجارة وهي مدبرة لا تراني ولو أنها نظرت إلي بعينيها الحنونتين ووجهها الباسم المليء بعواطف الحب والشفقة نحوي. لو أنها فعلت ذلك لتبخرت أحقادي نحوها. ولكنها تسعى في طريقها غير ملتفتة إلى الوراء، مع كل حجر أرميه ينطلق معه دفقة مما أحس به نحوها وما أشعر به من آلام». حرصت أمه على تعليمه القراءة والكتابة، وكان يجدها مع بعض النسوة، «يستدفئن بالشمس في أيام الشتاء وبعضهن تخيط ثوباً جدياً والأخرى ترقع ثوباً قديماً ومنهن من تنسج حصيراً من خوص النخل ومنهن من تغزل صوفاً». وكانت تدعوه في كل مرة يأتي فيها إليهن مجتمعين، ليقرأ عليهن سورة «يوسف»، تحديداً.
تابع تعليمه بين قريته غسلة ومدينة الرياض ومكة المكرمة، إذ تخرج في المعهد العلمي السعودي، الذي تأسس قبل توحيد المملكة. وخلالها شهد معارك بين جنود الإمام عبدالعزيز وجنود شريف مكة الحسين بن علي بقيادة ابنه عبدالله انتصرت فيها قوات الإمام وكانت التمهيد لافتتاح الحجاز. بعد ذلك عمل لسنوات طويلة مدرساً ثم مديراً لإحدى المدارس، ودرس أبناء عدد من أفراد الأسرة المالكة كولي العهد آنذاك الأمير سعود بن عبدالعزيز وسواه من الأمراء. وحدث أن ألقى قصيدة بين يدي الملك عبدالعزيز ولاقت إعجابه.
تحول جذري
التحول الجذري في حياته سيحدث في العام 1953 حين انخرط في الكتابة الصحافية، حين أسس مع إحدى الشخصيات، عبدالله الملحوق، أول صحيفة في المنطقة الشرقية وكان اسمها «أخبار الظهران». تجربة الصحافة شكلت انعطافة مهمة في مسار اهتماماته، وأعطت مساحة واسعة للقيم والمبادئ الإصلاحية التي كان ينادي بها. فبعد حياة طويلة قضاها في التعليم، ومحاربة الجهل والظلام، وجد نفسه يخوض معركة أخرى ضد الظواهر السلبية في المجتمع ومؤسساته الناشئة آنذاك. ترأس إدارة التحرير في تلك الصحيفة مدة ثلاث سنوات، قبل أن تتوقف عن الصدور ويتم إيقافه هو في غرفة منفردة طولها مثل عرضها أربعة أمتار تقريباً في أربعة، وفيها شباك واحد أغلق وأحكم إغلاقه. وكنت في بعض الأحيان أقرع الباب فلا يسمعني أحد فأصبر قليلاً ثم أعاود قرعه. فإذا فتح لي قال لي الجندي ماذا تريد؟ فأخبره فيرافقني إلى الحمام حتى أنهي مهمتي فيعود إلى الحجرة ويقفل الباب. وبقيت في هذه الحجرة 21 يوماً كنت أقسم الأوقات فيها إلى أقسام».
الاصلاح والتعليم
كان ذلك بسبب نشره مقالاً لشخص مجهول، يدعو فيه إلى تعليم المرأة. وخلال رئاسته لتحرير «أخبار الظهران»، التي أصدرت أول أعدادها من بيروت، ولاحقاً في أكثر من صحيفة، كتب الكثير من المقالات، ودعا فيها إلى أمور كثيرة، مثل إنشاء وزارة تعنى بالشؤون الاجتماعية، وتأسيس جمعيات وطنية لمساعدة الفلاح، والمحافظة على ثروات البلاد، وإلزامية التعليم والاهتمام بشؤون البادية والقرية، كما دعا إلى الاعتدال في النقد، وكان «يستقي مواضيعه من معاناة الناس وهموم أبناء الوطن، ويطالب بالإصلاح ويدعو إلى النقد القائم على مصلحة الوطن والمواطن».
في كتبه: دخان ولهب، أين الطريق، أحاديث وأحداث، ذكريات باريس، ودورة مع الشمس، كان أسلوبه بسيطاً ومباشراً، يعالج مواضيعه بسهولة تصل إلى القارئ من دون تعقيد. لم تقتصر مواضيعه على الداخل، بل راح يتفاعل مع ما كان يحصل على الصعيد العربي، في ما يخص القضية الفلسطينية اشتهر بزاويته «المعتدل والمائل»، التي كان يكتب فيها عما يراه معتدلاً أو مائلاً من أحوال المجتمع والأمة العربية. ومن الأوضاع المائلة في الزمن الحاضر يقول: «كثيراً من الشعارات التي تتحدث بها بعض الدول فارغة من المعنى. فأنت إذا تابعت أعمالها لم تجد أثراً لهذه الشعارات التي يطنطنون بها ويملأون بها الدنيا صخباً وضجيجاً. وأول هذه الشعارات التي كنا مسحورين بها شعار الوحدة والحرية والاشتراكية. ونحن نقبل الاشتراكية على أنها اشتراكية الإسلام. ولكننا نرى أن هذا الشعار لم يوحد دولتين متجاورتين، مع أن ناشر هذا المنهج شخصاً واحداً معترفاً به من كلتا الفئتين».
ماركس و«رأس المال»
ومرة أخرى وجد الراحل عبدالكريم الجهيمان نفسه يدخل السجن، لكن لفترة أطول هذه المرة. أدرج اسمه ضمن شبكة من الأسماء كانت توزع منشورات «وتنادي ببعض الشعارات التي أطلقتها بعض الثورات في العالم العربي»، ووجد نفسه يواجه مصيراً مجهولاً، إذ لا علاقة له بهذه الشبكة ولم يكن وحيداً، إذ كان رفيقه الناقد المعروف عابد خزندار، الذي يقول عن هذه التجربة مع الجهيمان: «كانت الأيام التي قضيتها معه على ضيق السجن وقيوده وضنكه من أسعد أيام حياتي، وقرأت عليه كتاب الأغاني للأصفهاني غير مرة، وأنا أدين بثقافتي العربية للجهيمان الذي كان يشرح لي بصبر ما استغلق علي من شعر العرب، ويكشف لي عن طرفه ومناحي الجمال فيه، وكنا لا ننام من الليل إلا أقله وكان يقص علينا حكايات نجد وأساطيرها». وحين التفتيش في ممتلكاته، عثرت لجنة التحقيق على كتاب «رأس المال» لكارل ماركس، وواجهوه بأن الكتاب يدعو إلى الشيوعية، وكان يعرف ذلك، وأوضح لهم أنه اشترى الكتاب «لأنني سمعت أنه أحد كتب خمسة أحدثت تغييراً في شؤون العالم وأنظمة الحكم، فأحببت أن أقتنيه، وأن أعرف ما فيه من باب العلم بالشيء ولا الجهل به»، فاستطاع أن يقنعهم، وبعد أن ثبتت براءته من المنشورات وما تدعو إليه أطلق سراحه.
المرحلة المهمة في حياته هي مشروعه في جمع وتوثيق الأساطير والحكم الشعبية في قلب الجزيرة العربية، إذ أصدر خمسة مجلدات من الأساطير وعشرة مجلدات من الحكم والأمثال الشعبية، واستغرق في جمعها نحو 25 عاماً، «أكثر ما دفعني إلى هذا الصنيع أن حياتنا بدأت تتغير، وأن مجتمعنا بدأ في تطور جديد، وأن هذه الأجيال بدأت تجهل عن ماضينا الشيء الكثير. فرأيت أن من الخير لبلادي أن أسجل هذا التراث الذي إن أهمل في الوقت الحاضر فسيذهب في طوايا النسيان». كان الدافع الرئيسي إلى جمع وتوثيق هذه الأساطير حدسه أن الحياة الاجتماعية آنذاك تتحرك باتجاه الزوال، لذلك كان من الضروري توثيق ذلك النمط من العيش وذلك المستوى من الوعي، وهو ما يعكس طبيعة المجتمع السعودي من عادات وتقاليد وتفكير في تلك الفترة الزمنية. مصادره كثيرة، غير أنها سماعية وليست مكتوبة، «منها كبار السن ذكوراً وإناثاً ومنها الأولاد ذكوراً وإناثاً عندما يلتقي بعضهم بعضاً في سواد الليل الذي لا تعكره الأضواء وإنما يسمح للخيال أن يحلق في جميع الأجواء».
أعوام العزلة
بعد ذلك الضجيج في التعليم والصحافة والتأليف والجمع والتوثيق، دخل الراحل في عزلة طويلة، من خلال نكران يمارسه المجتمع تجاه بعض أبنائه الأكثر بذلاً وعطاء، وكأن الحياة الجديدة لا تقبل بمن يبذل وهو صامت، يفعل من دون حاجة إلى الضجيج لتنبه الآخرين بما فعل، «إباؤه جعله بعيداً عن الناس، لا يرغب في أن يأتي أي إنسان ليقول له سأكرمك، فهو لا يتسول التكريم ولا يتسول التقدير»، ثم يعود مرة أخرى إلى معترك الحياة والكتابة، بمساعدة صديقه محمد القشعمي الذي أخرجه من عزلته، ودل الناس من مثقفين وإعلاميين ومهتمين إليه. ودعت أقلام كثيرة لأدباء وكتاب بضرورة تكريمه بوصفه رائداً في مجالات عدة. وحدث أن تم ذلك باختياره الشخصية الثقافية في المهرجان الوطني للتراث والثقافة لعام 2001.
قبل أن يرحل وبعد نحو 60 سنة من العيش في خضم القضايا والمطالبات بالإصلاح الاجتماعي، وبعد معارك مع الحياة ومع أنماط من الوعي وأخلاط من البشر والشعوب وعدد كبير من المدن العربية والأوروبية، ظل يواصل حياته متمنياً أن يكون قدم ما ترضى عنه نفسه ويقبله وطنه. حياته الشخصية كانت بسيطة وبرنامجه اليومي لا يتغير، كما أنه تميز بالطابع الاجتماعي، فكان يحب الرفقة ويعشق السفر.
تقول عزيزة فتح الله في كتابها «وشم الذاكرة»: «أبو سهيل لمن لم يسافر معه، فهو لا يعرفه فهو إنسان منظم تجد في شنطته كل شيء، من الخيط والإبرة، قصاصة أظافر، المكوى، كريم الشعر، مكنة الحلاقة الكهربائية، ساعة منبه، وأي شيء آخر وأقل عمر لشيء من هذه الأشياء عمره يزيد على 20 سنة، وكل ما تسأله مريم عن شيء يقول: هذه اشتريتها من باريس أزيد من عشرين سنة». وكان لا يتنازل عن ممارسة السباحة ساعتين في اليوم، وبعد المسبح ينام لمدة ساعة أو أكثر، وحين يستيقظ، يتناول طعام الغداء، الذي يكون عبارة عن طبق صغير من الخضراوات وكأس عصير، ثم ينام مرة أخرى، ليصحو الساعة السادسة والنصف، كي يتمشى لمدة نصف ساعة، وعند عودته يشرب كأسا من الحليب ثم ينام، ويصحو كي يسهر».
يقول عنه الدكتور غازي القصيبي: «يجيئنا عبدالكريم الجهيمان محملاً بأساطير الجزيرة كلها، حتى لنحسه أسطورة من أساطيرها، ويروي لنا مثلاً بعد مثل حتى لنظنه أصبح بشخصه مثلاً سائراً يردده السمار». ويصفه الشاعر محمد العلي ب «طفل يلهو بالحياة
الله يرحمه ويرحم اموات المسلمين وعظم الله اجر ذوي الفقيد واسكنه الله فسيح جناته
رحمه الله واسكنه فسيح جناته والهم ذويه الصبر والسلوان
وبعض الدبش اللي يعلق هنا ويقول مايكرم الا بعد وفاته
الملك ابو متعب كرمه بالجنارديه اللي فاتت وكرم باكثر من مهرجان واخذ عشرات الجوائز
فلا تقول شي الا وانت على علم به
ردا على المسمى لاتعليق
ليس المهم ان تعرفه ولكن الاهم انك لم تبحث .. عمره102 كله عطاء وسخاء وحب للخير رجل مثقف ورجل دوله من الطراز الاول ..
صلي عليه عصر اليوم الجمعه بجامع الراجحي ودفن بمقبره النسيم
الى جنه الخلد ان شاء الله
الله يغفر له ويرحمه
الرسول صلى الله عليه وسلم يقول انتم شهداء الله في ارضه
ان شاء الله انه من اهل الخير
كما هوايضا عاش عمر طويلا ماشاءالله
والرسول صلى الله عليهم وسلم يقول
اعمار امتي بين الستين والسبعين
لاحول ولاقوة الابالله
إنا لله وإنا إليه راجعون
اللهم أغفر له وارحمه واغسله بالماء والثلج والبرد
ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس
اللهم أبدله دارا خيرا من داره، و أهلا خيرا من أهله، واجعل قبره روضة من رياض الجنة
اللهم وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان وحسن الاحتساب
اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده واغفر لنا وله
اللهم آمين
إنا لله وإنا إليه راجعون
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انا لله وانا اليه راجعون احسن الله عزاكم اسرة الجهيمان جميعا واخص بالتعزية المهندس /سهيل ابن المتوفى رحم الله ميتكم واسكنه جنان الفردوس وانا لله وانا اليه راجعون
اللهم إغفر له وارحمه


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.