اتفق مؤيدون لقوات النظام السوري ومقاتلي المعارضة في غضبهم حول صور تظهر مصافحة بالأيدي وابتسامات بين مقاتلين محسوبين على قوات النظام، ومقاتلين محسوبين على جماعات المعارضة خلال توقف لإطلاق النار. والتقطت الصور خلال زيارة إعلامية نظمتها الحكومة السورية لضاحية ببيلا في دمشق، مؤخرا، وهي أحدث منطقة من سلسلة مناطق اتفق فيها على وقف إطلاق، وفق ما نشرته وكالة "رويترز". وما زال القتال الضاري مستمرا في معظم أنحاء سوريا لكنه توقف في بعض المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، ويحيط أغلبها بدمشق، بموجب اتفاقات محلية لوقف اطلاق النار وضعت حدا للحصار الذي تفرضه القوات الحكومية على تلك المناطق منذ ما يزيد على العام في بعض الحالات وأدى إلى تجويع السكان الى حد المرض والموت. وقال ناشط محلي يدعى محمد عبر الإنترنت من منطقة جوبر القريبة التي تسيطر عليها المعارضة، ويعد من معارضي وقف إطلاق النار: "أحسست عندما نظرت إلى هذه الصور أنني سأصاب بأزمة قلبية. كيف لهم أن ينسوا أن هذه القوات جوعت شعبنا لما يزيد على العام، وقصفتنا بلا هوادة طوال أشهر". ويقول بعض مقاتلي المعارضة في ضواحي دمشق إن الصور مزيفة، وإن المسلحين الذين يظهرون فيها هم في واقع الأمر أفراد من "الميليشيا" الموالية للأسد، وقد ارتدوا ثيابا تظهرهم في هيئة مقاتلي المعارضة. فيما قال آخرون إن الصور حقيقية. وكان مصورون لرويترز ضمن الصحفيين في الجولة الإعلامية في ببيلا، لكن لم يكن هناك سبيل للتأكد من هوية من يجري تصويرهم. وسواء كانت المشاهد المصورة حقيقية أم مزيفة فالصور التي يظهر فيها مقاتلون من الجانبين يتبادلون الحديث في استرخاء تتباين بشدة مع الأجواء الغائمة في الجولة الثانية من محادثات "جنيف 2" التي جرت الماضي، والتي لم تحقق أي تقدم يذكر. وسينظم مقاتلو المعارضة وقوات الأسد في مناطق وقف إطلاق النار حواجز تفتيش ودوريات مشتركة تحت اسم "لجان الدفاع المحلية". وكان وقف إطلاق النار المحلي هدفا لقوات الأسد كوسيلة لوقف القتال حول العاصمة. وأوقف الحصار والقصف شبه اليومي لمناطق سيطرة المعارضة تقدم مقاتليها، وقطع عنهم خطوط الإمداد، لكن القوات الحكومية لم تتمكن من طردهم من تلك المناطق واستعادة السيطرة عليها. وأبدى المعلقون من الجانبين غضبهم بوجه خاص من صورة ظهرت فيها امرأة من القوات شبه العسكرية الموالية للأسد، والمعروفة باسم قوات الدفاع الشعبي تبتسم وهي تتحدث مع أحد مقاتلي المعارضة. ووصف بعض مؤيدي المعارضة ومؤيدي الأسد المرأة في تعليقات على صفحات موقع "فيس بوك" للتواصل الاجتماعي على الانترنت بأنها "عاهرة". وقال تعليق في إحدى صفحات "فيس بوك" المؤيدة للأسد: "ما الذي يحدث في هذا البلد؟ (...) وفتيات من قوات الدفاع الشعبي يشاغلن إرهابيين بعيونهن. الدنيا انقلبت رأسا على عقب وطوى النسيان دماء اخوتنا وأبنائنا وشرف نسائنا." وقال متحدث محلي باسم مقاتلي المعارضة، يدعى بارع عبد الرحمن، من خلال خدمة "سكايب" من ضاحية دوما التي تسيطر عليها المعارضة إن الحكومة شكلت "لجان مصالحة" مستعينة بوجهاء محليين من ضواحي دمشق لعرض وقف إطلاق النار. وتابع قائلا: "طلبوا منهم إقناع مقاتلي المعارضة بالكف عن مهاجمة الطريق السريع، وسيمكنهم عندئذ جلب الغذاء والدواء. وبصراحة الناس هنا أنهكوا وجاعوا، ومن ثم بدأوا يضغطون على المقاتلين ويسألونهم ولم لا؟ هذه اللجان تؤلب الناس علينا."