من منطلق مقولة (( كل إناء بما فيه ينضح )) ، فإني أرى أن كلمة (( الجردان )) التي لطالما كرارها العقيد القذافي في خطابات المتلاحقة ، ليست مجرد كلمة عابرة أو طرفة ساخرة ، بل هي مشروع انهزامي يتبناه العقيد القذافي في (( عقله الباطن )) ، ويبدو أن هذا المشروع قد دخل حيز التنفيذ ، منذ آخر ظهور للقذافي في 12 يونيو الماضي ، وأغلب الظن أن مسرح التنفيذ ليس بعيداً عن عبارات النهر الصناعي العظيم . حقيقة يُعد (( وصف الجرذان )) من أدق وأصدق الأوصاف التي يمكن أن تُطلق على الإنسان المُطارد ، بل لا أبالغ إن قالت : أن سيكيولوجية (( الجرذان )) تُعد خطة إستراتيجية مُحكمة لكل الفارين من وجه العدالة ، ف(( الجردان )) كما تشير الدراسات تعيش على شكل مجموعات ترتبط فيما بينها بنظام معقد جداً ؛ يضمن لها البقاء والاستمرار ، كما أنه هناك توزيع للأدوار بين تلك (( الجرذان )) ، فهناك (( الجرذان )) المستطلعة والمستكشفة ، وهناك أيضاً (( الجرذان )) المقاتلة والمرابطة ، وهناك (( الجرذان )) المسئولة عن الدعم اللوجستي المتمثل في البحث عن مصادر الطعام والمأوى الآمن ، والعجيب في الأمر أن هذا التنوع في المهام سرعان ما يزول ويذوب بمجرد الإحساس بالخطر ؛ فغريزة البقاء تجعل تلك (( الجرذان )) تنسى كل مهامها ، وتركز كل نشاطها الذهني نحو البحث عن مخرج يضمن لها الاستمرارية والبقاء . أخوتي القراء ، للاستزادة حول سيكيولوجية (( الجردان )) ، اضغط على الرابط في الأسفل ، وقبل أن تفعل ذلك ، أتمنى أن تتأمل الأسطر القادمة ، عن جبير بن نفير قال : لمّا فُتحت قبرص فرق أهلها - أي خافوا وفزعوا - فبكى بعضهم إلى بعض ، فرأيت أبا الدرداء جالساً وحده يبكي فقلت : يا أبا الدرداء ما يبكيك في يوم أعز الله فيه الإسلام وأهله ؟ !!! ، فقال : ويحك يا جبير ! ما أهون الخلق على الله - عز وجل - إنهم أضاعوا أمره ، بينما هي أمة قاهرة ظاهرة ، لهم الملك ، تركوا أمر الله فصاروا إلى ما ترى !!! . لا أنسى الرابط ((http://thawra.alwehda.gov.sy/_print_...20080110222137 )) أحمد صبار محمد العنزي [email protected] www.facebook.com/aza100z