زئبق سام وعصابات بمشاريع تنقيب ذهب الأمازون    حسابات دون كلمات مرور    رسميًا.. السعودية تستضيف بطولة "كأس آسيا تحت 17 " حتى 2028    المناعة مرتبطة باضطرابات العقل    فوائد غير متوقعة للرياضة على مرضى السرطان    مكة المكرمة الأعلى هطولا للأمطار ب17.6 ملم    انطلاق أعمال المؤتمر ال 38 للاتحاد البرلماني العربي في الجزائر    حرس الحدود يطلق وطن بلا مخالف في جازان    "الهيئة السعودية للسياحة" توقع مذكرة تفاهم لتقديم عروض وتجارب نوعية للزوار    أبو سراح يكرم داعمي أجاويد 3 بظهران الجنوب    الشلهوب يقود أول حصة تدريبية للهلال    وارن بافيت: لا ينبغي أن تكون الرسوم الجمركية سلاحا    "الغذاء والدواء" تُسخّر التقنيات الحديثة لرفع كفاءة أعمال التفتيش والرقابة في الحج    أوبك+: زيادة الإنتاج ب411 ألف برميل يوميا في يونيو    أنشيلوتي يُعلق بشأن مستقبله بين ريال مدريد والبرازيل    "المنافذ الجمركية" تسجل 3212 حالة ضبط خلال أسبوع    إحباط تهريب (176) كيلوجرامًا من نبات القات المخدر في عسير    أسطورة الهلال يدعم الأهلي قبل نهائي دوري أبطال أسيا    إلزامية تقديم البيان الجمركي مسبقا للبضائع الواردة عبر المنافذ البحرية    شجر الأراك في جازان.. فوائد طبية ومنافع اقتصادية جمة    مجتمع تيك توك: بين الإبداع السريع والتمزق العميق    مراكز الاقتراع تفتح أبوابها للتصويت في الانتخابات العامة بأستراليا    النور والعدالة أبطال فئتي الناشئين والبراعم في ختام بطولة المملكة للتايكوندو    نجاح عملية جراحية معقدة لاستئصال ورم ضخم في كلية مسن ببريدة    واقع الإعداد المسبق في صالة الحجاج    الملحقيات الثقافية بين الواقع والمأمول    «اليدان المُصَلّيتان».. يا أبي !    اللغة تبكي قتلاها    جامعة جازان تحتفي بخريجاتها    جمعية خويد تختتم برنامج "محترف" بحفل نوعي يحتفي بالفنون الأدائية ويعزز الانتماء الثقافي    سجن بفرنسا يطلق عن طريق الخطأ سراح نزيل مدان بسبب تشابه الأسماء    العطية يتصدر المرحلة الأولى من رالي السعودية    أميركا توافق على تزويد أوكرانيا بقطع غيار لمقاتلات أف-16 وتدريب طياريها    مركز التحكيم الرياضي السعودي يستقبل طلاب القانون بجامعة الأمير سلطان    مانشستر سيتي يهزم وولفرهامبتون ويصعد للمركز الثالث مؤقتاً    القادسية يقسو على الخلود برباعية في دوري روشن للمحترفين    أمين الطائف يطلق برنامج الأمانة لموسم الحج الموسمية    قطاع ومستشفى المجاردة الصحي يُفعّل مبادرة "إمش 30"    ذخيرة الإنسان الأخيرة" يخطف الأضواء في الطائف    إمام المسجد النبوي: الاشتغال بما لا يعني سببٌ للتعاسة ومصدرٌ للخصومات والندامة    إمام المسجد الحرام: البلايا سنة إلهية وعلى المؤمن مواجهتها بالصبر والرضا    أمير القصيم يشيد بجهود جمعية "كبدك" في تنمية مواردها المالية ويثني على أدائها المميز    مغادرة أولى رحلات "طريق مكة" من إندونيسيا عبر مطار جاواندا الدولي إلى المملكة    "الراجحي" يحصل على الماجسير مع مرتبة الشرف    "العليان" يحتفي بتخرج نجله    نائب أمير المنطقة الشرقية يرعى تخريج الدفعة 46 من طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل    أمير المدينة المنورة يرعى حفل تخريج الدفعة السابعة من طلاب وطالبات جامعة الأمير مقرن بن عبدالعزيز    الترجمة الذاتية.. مناصرة لغات وكشف هويات    في إلهامات الرؤية الوطنية    ذواتنا ومعضلة ثيسيوس    عدوان لا يتوقف وسلاح لا يُسلم.. لبنان بين فكّي إسرائيل و»حزب الله»    إطلاق 22 كائنًا فطريًا مهددًا بالانقراض في متنزه البيضاء    أمير تبوك: خدمة الحجاج والزائرين شرف عظيم ومسؤولية كبيرة    خلال جلسات الاستماع أمام محكمة العدل الدولية.. إندونيسيا وروسيا تفضحان الاحتلال.. وأمريكا تشكك في الأونروا    مدير الجوازات يستقبل أولى رحلات المستفيدين من «طريق مكة»    أمير تبوك يترأس اجتماع لجنة الحج بالمنطقة    أمير منطقة جازان يستقبل القنصل العام لجمهورية إثيوبيا بجدة    آل جابر يزور ويشيد بجهود جمعيه "سلام"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خطيب الحرم المكي: انتشار الفواحش يزيل النعم.. والقاسم يعدد فضائل الصلاة
نشر في تواصل يوم 28 - 03 - 2014

أوضح فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة الشيخ الدكتور صالح بن حميد في خطبة الجمعة أن الله يغار وإن المؤمن يغار وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم الله من أجل ذلك حرم الفواحش.
وأفاد أن الغيرة أسمى سمات الرجل الكريم والمرأة الحرة الكريمة والمسلم الصالح, وأن شقاء البشرية وتعاستها وفساد المجتمعات وتفككها في ذهاب الغيرة واضمحلال الكرامة.
وأكد أنه حينما يكون المجتمع صارما في نظام أخلاقه وضوابط سلوكه غيورا على كرامته وكرامة أمته مؤثرا رضا الله على نوازع شهواته حينئذ يستقيم في طريق الصلاح مساره وترتفع في منهج الإصلاح رايته.
وقال فضيلته: بصيانة العرض يتجلى صفاء الدين وجمال الإنسانية وبتدنيسه ينزل الإنسان إلى أحط الحيوانات بهمجيته ومن حرم الغيرة حرم طهر الحياة ولا يمتدح بالغيرة إلا كرام الرجال وكرائم النساء.
وأفاد أن أهل هذا العصر ابتلوا بانحراف مقيت يريد تجريد الإنسان من إنسانيته ومن أعلى خصائصه التي أكرمه الله بها وفضله فيها على كثير ممن خلق تفضيلا، وإن ما يخيف ويرعب مستوى المجاهرة في هذا الانحراف الذي أصبحت تتبناه منظمات وقوانين وتشريعات ليضيفوا الشرعية والإباحية على ما حرم الله وحرمته جميع الديانات وأبته الفطرة السليمة والنفوس السوية.
وبين فضيلته أن اللواط يجلب الهم والغم والنفرة من الفاعل والمفعول به ويظلم الصدر ويكسو النفس وحشة ويذهب بالحياء ومن فقد الحياء استحسن القبيح واستقبح الحسن وذهب ماء وجهه, موضحاً أن الله لم يبتل بهذه الكبيرة قبل قوم لوط عليه السلام أحدا من العالمين وعاقبهم عقوبة لم يعاقبها أحدا غيرهم وجمع عليهم أنواع العقوبات من الهلاك وقلب الديار والخسف والرجم بالحجارة من السماء، وذلك لعظيم فسادهم وفظاعة جرمهم.
واستعرض فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن حميد الإحصاءات العالمية التي تشير إلى أن معدلات انتشار مرض نقص المناعة الإيدز تظهر في المخنثين من الرجال والمسترجلات من النساء بنسبة تزيد على عشرين مرة عن غيرهم، كما ذكرت المنظمة ظهور أوبئة جديدة من هؤلاء الشواذ اللوطيين والسحاقيات في مناطق عديدة من العالم، كما تتراوح الإصابة فيما بين هؤلاء المخنثين والمسترجلات إلى نسب تصل إلى 68 بالمائة ومن الأمراض التي يبتلى بها هؤلاء الشذاذ الوباء الكبدي ومرض متلازمة أمعاء الشواذ والحمى المضخمة للخلايا مع أمراض عصبية واضطرابات نفسية وقلق واكتئاب وشعور بالنقص قد يقود إلى القتل والانتحار.
وأعرب فضيلته عن أسفه من عدم قيام المنظمات الدولية المؤتمنة على الصحة في العالم بالتفكير أو التوصية بمنع هذه الجرائم وإنما اشتغلت بإيجاد ما أسمته الطرق الآمنة التي تؤمن احتياجات هؤلاء الشواذ واللوطية المخنثين مع اعترافها بأنها لم تتمكن من كبح جماح انتشار فيروس الإيدز، متسائلاً فضيلته أي انتكاسة أعظم ممن يدعي أنه يحافظ على حقوق الإنسان وهو يحوله إلى بهيمة أو أحط من البهيمة، وأي حماية لهؤلاء الشذاذ بل أي حقوق لمن ينتهك حرمات الله ويقتل العفة وينحر الفضيلة إنها مسالك الجاهلية المظلمة.
وأوضح فضيلته أن من أسباب الوقوع في مثل هذه القاذورات والفواحش الإعراض عن الله والفراغ ووسائل الإعلام المنحرفة وبعض الكتابات والمقالات المنحرفة والروايات الساقطة، إلى جانب التهتك والتبرج والسفور وما يدعو إليه من إطلاق البصر، والنظر بريد الزنا وهو سهم من سهام إبليس علاوة على سوء استخدام وسائل التواصل من الهواتف والشبكات والمواقع وما يجره ذلك من سوء القول والعمل مما يوقع في سوء العواقب وسوء الفعال.
وأكد فضيلته أن من ضعفت غيرته على دينه ضعفت غيرته على عرضه لا محالة وأن انتشار الفواحش من أكبر أسباب زوال النعم وحلول النقم وأنها توجب سخط الله ومقته وإعراضه عن الواقع فيها، مبيناً أن من أسباب الوقاية والسلامة من هذه الفواحش الإخلاص لله واللجوء إليه وغض البصر والبعد عن مواطن الفواحش وأماكن الريب والاشتغال بما ينفع والاجتهاد في أنواع الطاعات والعبادات والحرص التام على تماسك الأسرة وبذل المزيد من الرعاية والعناية في الأبناء والبنات وحسن تربيتهم ووقايتهم من البيئات الموبوءة.
وفي المدينة المنورة عدّد فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالمحسن بن محمد القاسم فضائل الصلاة, ومكانتها العظيمة من الدين, وفضلها على سائر العبادات والطاعات, بوصفها الركن الثاني من أركان الإسلام, ووصية نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لأمته.
وبدأ فضيلته خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم, مذكراً بأن أعظم الأعمال عند الله إفراده بالعبادة, وأفضل الطاعات بعد التوحيد هي الركن الثاني من الإسلام, فيه ذكر لله وتعظيم, وذكر وخضوع, لقوله تعالى "وما كان الله ليضيع إيمانكم" وأنها عمود الإسلام, وأول ما نعت به المتقين في كتاب الله بعد الإيمان بالغيب, فهي قرة عين رسول الله صلى الله عليه وسلم, وبها كان يبعث دعاته للأمصار, فقال صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه: "فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله عز وجل, فإذا عرفوا الله فأخبرهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم" متفق عليه.
وجدّد فضيلته التأكيد على أهمية الصلاة وفضلها العظيم, وأن من كملها كان قائماً بدينه, ومن ضيعها كان لما سواها أضيع, كما أنها أمان للمشركين لقوله تعالى "فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ"، وعصمة للدماء والأموال لقوله صلى الله عليه وسلم " أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّ الإِسْلاَمِ، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ " رواه البخاري.
واستعرض فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي آيات من القرآن الكريم تتجلى فيها عظمة هذا الركن العظيم عند الله تعالى, وكذلك أمره سبحانه لأنبيائه ورسله بأدائها فأوحى إلى إبراهيم وإسحاق ويعقوب عليهم السلام بإقامتها فقال تعالى "وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ "، كما دعا إبراهيم عليه السلام ربه أن تكون ذريته من مقيمي الصلاة " وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا ".
وأوضح أم أول ما فرض الله على موسى بعد توحيده إقامة الصلاة فكلمه بغير واسطة, مستشهداً بقوله تعالى " إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي "، وقال بذلك أوحى الله إلى موسى وهارون عليهما السلام أن يأمرا قومهما بها، وقوله تعالى " وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ "، وكان زكريا عليه السلام "مداوماً لها " فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ "، وتكلم بها عيسى عليه السلام وهو في المهد " وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا "، وأثنى الله على الأنبياء عليهم السلام, فقال " إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا "، وأوصى بها لقمان ابنه فقال " يَابُنَيَّ أَقِمْ الصَّلَاةَ "، وأمر الله تعالى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فقال له: " وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ "، وقال لهذه الأمة " وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ ".
وأكد فضيلته, مذكراً أهمية أداء الصلاة, حال الخوف والأمن, والسفر والحضر, والصحة والمرض, وأنها لا تسقط عن مكلف بحال إلا الحائض والنفساء, كما يؤمر الصبي بفعلها لسبع, ويضرب عليها من بلغ عشر سنين, وكان عليه الصلاة والسلام يكره النوم قبل العشاء لئلا ينام عنها, ويكره الحديث بعدها لئلا يثقل السهر عنها.
واستشهد إمام وخطيب المسجد النبوي بالآيات الدالة على عظمة هذه العبادة, بأن الله تعالى مدح عباده المؤمنين بصفات افتتحها بالصلاة, " قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ, الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ"واختتمها بالصلاة " وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ "، مبيناً أنها أحب الأعمال إلى الله, فقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم, " أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ قَالَ الصَّلَاةُ عَلَى وَقْتِهَا قَالَ ثُمَّ أَيٌّ قَالَ ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ " رواه البخاري.
وأسهب الشيخ عبدالمحسن القاسم في ذكر المواقف والآيات التي تدل على عظمة الصلاة, وأنها عمود الدين ويقود صلاحها إلى دخول الجنة, وذكر قول ابن حجر رحمه الله, "الصبر على المحافظة على الصلوات وأدائها في أوقاتها, والمحافظة على بر الوالدين, أمر لازم متكرر دائم, لا يصبر على مراقبة أمر الله فيه إلا الصديقين".
وقال: " لقد خصها الله من بين العبادات بفرضها في السماء, وكلم بها نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم من غير واسطة, وهي خمس في العدد ولكنها خمسون في الأجر, ولا تقبل إلا بطهارة البدن, واللباس, والمكان, وتمنع الحركة والأكل والكلام فيه, ولا يوجد ذلك فيما سواها من العبادات, إذ العبد فيها يناجي رباً كبيراً, فلا يخالط مناجاة العظيم بغيره, والله قِبل وجه المصلي, وأقرب ما يكون العبد من ربه, وهو ساجد لله, وأدائها من أسباب دخول الجنة, ورؤية وجه الله الكريم", مستشهداً بقوله صلى الله عليه وسلم: " إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر, لا تضامون في رؤيته, فإن استطعتم ألا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا".
كما أورد قول ابن رجب رحمه الله: " أعلى ما في الجنة رؤية الله, وأشرف ما في الدنيا من الأعمال هاتان الصلاتان" أي (الفجر والعصر).
وعدّد فضيلته الأجر العظيم الذي يناله مقيم الصلاة, فالوضوء يكفر الخطايا, لقوله صلى الله عليه وسلم" مَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ أَوْ رَاحَ أَعَدَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ فِي الْجَنَّةِ نُزُلا كُلَّمَا غَدَا أَوْ رَاح " متفق عليه وكل خطوة تخطوها إلى الصلاة حسنة, وترفعك عند الله درجة, والأخرى تضع عنك سيئة, "من دخل المسجد دعت له الملائكة, تقول اللهم صل عليه, اللهم ارحمه, ما لم يحدث فيه" رواه البخاري، وفي أثناء الصلاة يتعرض لنفحات المغفرة, لما جاء في الحديث الذي رواه أبي هريرة رضي اللهُ عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم "من وافق تأمينه تأمين الملائكة, غفر له ما تقدم من ذنبه" رواه البخاري، وبعد أدائها يحط الأوزار لقوله صلى الله عليه وسلم " من سبح الله, وحمده دبرها ثلاثاً وثلاثين, وكبره أربعاً وثلاثين, غفر له ما تقدم من ذنبه" رواه البخاري ومن عمر مساجد الله بالصلاة فيها مع التقوى كان مع المؤمنين " قال سبحانه, " إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ "ولقوله عليه الصلاة والسلام"من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل, ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله" رواه مسلم.
وقال فضيلته, في فضل الصلاة أنها باب عظيم للغفران في زمن يسير, وأن منافعها الدنيوية لا تحصى, فهي جالبة للسعادة, فاتحة للرزق ميسرة له, والعواقب الحسنة بسببها, لقوله سبحانه " وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى "كما أنها دافعة للشرور, داعية لكل خير, لقوله عليه الصلاة والسلام "من صلى الصبح فهو في ذمة الله" رواه مسلم، وأورد القاسم, في منافع الصلاة الدنيوية ما ذكره ابن القيم رحمه الله " للصلاة تأثير عجيب في دفع شرور الدنيا ولا سيما إذا أعطيت حقها من التكبير ظاهراً وباطناً, وما استدفعت شرور الدنيا والآخرة ولا استجلبت مصالحهما بمثل الصلاة, ولها تأثير عظيم في حفظ صحة البدن والقلب وقواهما, ودفع المواد الرديئة عنهما, وما ابتلي رجلان بعاهة أو داء أو محنة أو بلية إلا كان حضّ المصلي منهما أقل وعاقبته أسلم".
وأشار الشيخ عبدالمحسن القاسم إلى, أنه ما رفع بلاء بمثل توحيد الله والصلاة، فقد نجى الله يونس عليه السلام من بطن الحوت بالصلاة لقوله تعالى " فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ " وفتن سليمان عليه السلام فلم يجد لتوبته مفزعاً مع الاستغفار إلا الصلاة, " فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ ".
وقال إمام وخطيب المسجد النبوي مذكراً الناس بعظم الصلاة, بأننا نفزع إلى الله بصلاة الاستخارة, وعند تغير المسار الكوني نلجأ إلى الله بصلاة الخسوف, وللفرح نسجد لله شكراً على ما وهب, فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم باب له في الشكر الصلاة, فكان إذا صلى قام حتى تتفطر قدماه, وقالت عائشة رضي الله عنها لم تصنع هذا يا رسول الله, وقد غفر الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر, قال: " أفلا أكون عبداً شكوراً".
وبين فضيلته, أن أداء الصلاة عمل مقدم على سائر الأعمال, وكثرة الصلاة من أسباب مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم, إذ جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أسئلك مرافقتك في الجنة, قال أعني على نفسك بكثرة السجود"، لافتاً النظر إلى أنها فرض عظيم جعلها سبحانه وتعالى علامة بين الكفر والإيمان, لقوله عليه الصلاة والسلام " بين الرجل والكفر ترك الصلاة "، رواه مسلم كما توعد الله سبحانه من أضاعها بجهنم, فقال " فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ".
وأكد فضيلته أن الصلاة واجبة على كل مكلف, وأن يأمر أهله بها, وأن هذا نهج الأنبياء عليهم السلام, فهي مرضاة للرب مكفرة للسيئات رافعة للدرجات, جامعة لكل خير, ناهية عن كل شر, فيها صلاح الحال, والمآل, والتوفيق وسعادة البال, ورغد العيش وبركة المال, وطمأنينة البيوت, وصلاح الذرية, مستشهداً بقوله تعالى" أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.