ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن روسيا أرسلت العشرات من قوات العمليات الخاصة إلى سوريا خلال الأسابيع الأخيرة، وذلك نقلا عن مسؤولين روس وغربيين. وأشارت الصحيفة إلى أن موسكو أعادت توجيه وحدات النخبة لديها من أوكرانيا إلى روسيا، في ظل تحول تركيز الكريملين باتجاه دعم بشار الأسد في سوريا. وأضافت أن روسيا شنت في نهاية سبتمبر الماضي حملة جوية لدعم حكومة بشار الأسد، وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن القوات الروسية لن تلعب دورا في الحرب البرية هناك، إلا أن خبراء عسكريين روس ومسؤولين أشاروا إلى وجود عدد صغير من وحدات القوات الخاصة الروسية على الأراضي السورية. ونقلت عن مسؤول بوزارة الدفاع الروسية أن القوات الخاصة جرى سحبها من أوكرانيا وإرسالها إلى سوريا، مضيفا أنهم كانوا يخدمون في الأراضي التي يسيطر عليها متمردون مؤيدون لروسيا شرق أوكرانيا. واعتبر المسؤول الروسي أن قوات العمليات الخاصة الروسية التي توجهت لسوريا أشبه بقوة "دلتا" الأمريكية التي تمثل وحدة النخبة في مكافحة الإرهاب بالجيش الأمريكي. ونقلت الصحيفة عن مسؤول غربي أن قوات من النخبة الروسية على الأراضي السورية قادمة من شرق أوكرانيا، وأشار مسؤول دفاعي أمريكي إلى أن أحد أدوار تلك القوة هو التنسيق بين القوات السورية والطيران الحربي الروسي الذي يشن هجمات جوية دعما للهجوم البري الذي يشنه نظام "الأسد". وذكر المسؤول الأمريكي أن الروس يعملون عن قرب جدا مع وحدات الجيش السوري، في حين تحدث الروس عن أن بعض عسكرييهم المتخصصين يساعدون بتقديم المشورة والتدريب قوات الحكومة السورية للاستفادة بالأسلحة القادمة إليهم من موسكو. وأشارت الصحيفة إلى أن الكريملين ظل ينكر طويلا تواجد قوات عسكرية روسية ومن بينها قوات عمليات خاصة في شرق أوكرانيا، لكن بعد ضم القرم العام الماضي، اعترف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن قوات عمليات خاصة روسية تساعد في تأمين شبه جزيرة القرم. ونقلت عن مسؤول دفاعي أمريكي أن أحد أهداف التدخل العسكري الروسي في سوريا هو استعراض القدرات العسكرية الروسية، كإطلاق صواريخ كروز مؤخرا من سفن في بحر قزوين، على الرغم من أن بإمكانها قصف نفس الأهداف بشكل أكثر فعالية جوا، وبأقل تكلفة من خلال طائراتها المتواجدة بالفعل في سوريا. وذكرت الصحيفة أنه بدون تحقيق انتصار واضح من قبل قوات "الأسد" فإن "بوتين" ربما يضطر لتوسيع التواجد الروسي في سوريا.
