«التخصصات الصحية»: خمسة آلاف خريج في البورد السعودي خلال 2024    وزير الدفاع ومستشار الأمن القومي البريطاني يستعرضان الشراكة الاستراتيجية    لا أعرف سر سعادتي هذه الليلة    أكاذيب الحج الموسمية    بريطانيا وأوروبا.. بين الخروج والعودة    غزة: 23 شهيداً بينهم 15 من عائلتين في قصف «إسرائيلي»    إسرائيل تقصف أهدافاً حوثية في مطار صنعاء    وزير الداخلية يلتقي القيادات الأمنية في منطقة مكة المكرمة    تشيلسي يكتسح ريال بيتيس برباعية ويتوج بدوري المؤتمر الأوروبي    ابن فرحان وباراك يبحثان دعم الشعب السوري    181 أسرة تستفيد من خدمات "سيهات الإسكانية"    وزارة الداخلية تقيم معرض "لا حج بلا تصريح" بمحافظة جدة    جامعة الملك سعود تُشارك في مؤتمر نافسا    22 ألف مستفيد من قافلة طب الأسنان بجازان    «الشؤون الإسلامية» تستقبل طلائع ضيوف خادم الحرمين للحج    السفير الرشيدان يودع حجاج طاجيكستان    أزمة ثقة    اليوم العالمي لصحة المرأة    الأهلي بطلًا للدوري المصري للمرة ال 45 في تاريخه    طلاب سعوديون يلتقون بقادة مجلس البحوث العالمي    «الشؤون الإسلامية» تستقبل أكثر من 1750 حاجًا بمنفذ البطحاء    أمين الشرقية يلتقي بفريق تمكين الباعة الجائلين من «البلديات»    بترشيح من المملكة... ديمة اليحيى أمينًا لمنظمة التعاون الرقمي لفترة جديدة    مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالفيحاء في جدة يفتتح اليوم فعاليات المؤتمر الدولي للأمراض الجلدية    نيران الاحتلال تخترق توزيع المساعدات في غزة    الجبير يستقبل وفدا من البرلمان الهندي    استعداداً لمواجهة البحرين .. الأخضر السعودي يدشن تدريباته في معسكر الدمام    حرس الحدود يواصل جهوده في استقبال الحجاج القادمين من الأردن    منتدى عسير للاستثمار 2025: من قمم جبالها إلى آفاق الاقتصاد والتقنية والسياحة العالمية    نائب أمير القصيم يرعى حفل تخريج الدفعة الحادية عشرة من طلاب جامعة سليمان الراجحي    "فيصل بن خالد" يستقبل رئيس نادي عرعر ويطّلع على استراتيجية النادي المستقبلية    محافظ الطائف يلتقي رئيس وأعضاء جمعية العون الخيرية    الكلية التقنية للبنات بالخرج تخرج متدرباتها الدفعة    أمير القصيم يزور مدينة الحجاج ويشيد بجهود أمانة المنطقة في خدمة ضيوف الرحمن    الجانب المالي للجنة السعودية الصينية المشتركة رفيعة المستوى يعقد رابع اجتماعاته لتعزيز التعاون والشراكة    نائب أمير منطقة مكة يقف ميدانيًا على جاهزية المشاعر المقدسة لموسم حج 1446ه    التدخل العاجل ينقذ حياة حاج إيراني بمدينة الملك عبدالله الطبية    الطقس في المشاعر خلال موسم الحج حار إلى شديد الحرارة    سمو أمير الشرقية يرعى حفل افتتاح المؤتمر السعودي الدولي الثاني للتصلب المتعدد    أمير منطقة جازان يستقبل القيادات الأمنية بالمنطقة    من أعلام جازان.. الأستاذ والأديب علي بن أحمد أبوطالب رحمه الله    لقاء الإعلاميين الأول للتعريف ببرنامج مدينة خميس مشيط الصحية    تحويل كافة محاكم ديوان المظالم في السعودية إلى محاكم رقمية    صمود الصحافة بوجه التحديات بالاندماج مع البدائل الرقمية    البيان المشترك لقمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية ورابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان) والصين    الدكتورة سميرة إسلام.. سيرة حياة حافلة بالعطاء والريادة العلمية    شَبَه الكتابة بالطبخ    الترحيل والمنع من دخول المملكة 10 سنوات للحجاج المخالفين    برئاسة ولي العهد.. مجلس الوزراء: الموافقة على تنظيم «الأمن الغذائي» وتعديل تنظيم الدعم السكني    انتقدت آلية إيصال المساعدات الجديدة.. الأمم المتحدة تطالب بفتح المعابر إلى غزة    إنهاء إجراءات الحجاج خلال 3 دقائق ب"مركز الترحيب"    "نسك" يمكِّن الزوار من أداء الصلاة في الروضة الشريفة    المملكة تدين اقتحام الأقصى وترفض المساس بتاريخية القدس    آلية مشتركة لإعادة العائلات إلى مناطقها الأصلية.. اتفاق سوري – كردي لإجلاء نازحي مخيم الهول    قفزات استثنائية للرؤية السعودية (4 4)    73 متطوعاً يخدمون الحجاج في منفذ حالة عمار    ريال مدريد يغريه بالعودة.. رونالدو والنصر.. لا اتفاق جديد    أمانة القصيم تُكمل استعداداتها في تهيئة مدينة الحجاج لخدمة قاصدي بيت الله الحرام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حتى لا يضيع البلد والولد
نشر في تواصل يوم 07 - 10 - 2012

تابعتُ خلال الأسابيع الماضية ما دار من جدل بين عبدالله حميد الدين ومجموعة من الكتاب والدعاة، بين مؤيد ومعارض لأفكاره وأطروحاته في المجموعة البريدية.

ثم بعدها تابعت قصة نادي القصيم الأدبي وما كان ينوي من مناقشة لشخصية عبدالله القصيمي وتخليداً لذكراه.
وما دار حوله أيضاً من جدل!

فثبت لي أمران..
الأول: أننا من أكثر شعوب الأرض جدلاً وأقلهم إيجاداً للحلول.

الثاني: هناك أمر يحاك ويدبر بليل ويستهدف شريحة الشباب في بلادي.

فمن دهاليز مقهى حميد الدين، إلى أضواء نادي القصيم الأدبي، وذلك لنشر فكر ما وتمجيد رموزه.

تشكيك، وتغريب، وغسل أدمغة، وأسئلة تطرح، وأفكار تزرع، وتفريغ للعقول مما تربت عليه من ثوابت وقيم، ليسهل زرع أي فكر بديل في تلك العقول.

فلقد زرع في عقول الشباب جسم غريب، وورم خبيث، إن لم نتداركهم ونداويهم باستئصاله من جذوره، استعصى وصعب علينا بعد ذلك علاجه.

ألا وهو الأسئلة التشكيكية، والتساؤلات الوجودية "الإلحاد" الذي أصبح له أشياخ ودعاة، أسسوا لهم المقاهي والدواوين، وأصبح لهم أتباع ومريدون، فمن يا ترى الداعم؟
ومن المسؤول عن انحراف الشباب، ولجوئهم لمثل هذه المقاهي، وتصديقهم لأولئك المنحرفين؟

وعلى من تقع مسؤولية تصحيح الفكر وترسيخ التوحيد؟

البيت -المدرسة-المسجد-وسائل الإعلام بمفكريها ومثقفيها.

كل هؤلاء يشكلون سلسلة مهمة في تربية الأجيال وتكوين أفكارهم، فإن فرطت إحدى حلقات هذه السلسلة أحدثت خللا، فيجب ترابطها لكي نستطيع إن نصل بشبابنا إلى بر الأمان.

أولاً: على الوالدين دور رئيسي في تكوين معتقد صحيح لدى أبنائهم، فما كان يقنعني ويقنعك أيها الأب -أيتها الأم- بالأمس، لم يعد يقنع أبناءنا اليوم، فقد تغير الزمن والوسائل والفكر، فيجب مراعاة ذلك جيداً في طريقة التربية ووسائلها.

ثانياً: المعلم يجب أن يهتم بتنمية الفكر الصحيح لدى الطلاب فلا يرمي عليهم المنهج المقرر بالتلقين دون شرح أو توضيح، وعليه إثبات ما يقدمه لطلابه بالأدلة الشرعية والبراهين التي تحاكي عقولهم وتقوي يقينهم وترسخ إيمانهم.

ثالثاً: تلعب وسائل الإعلام دوراً رئيسياً في تكوين الاتجاهات والأفكار لدى الشباب، فهي تؤثر بما تقدمه من برامج وأفلام وأخبار، عن الأشخاص والأحداث، والأديان.

وما تقوم به من تشكيك في بعض الأمور العقدية الثابتة، والاستهانة بالأحكام الفقهية الراسخة، أو تزييف وتحريف النصوص الشرعية بما يوافق هوى وميول لدى بعض الشباب.

كما يقوم أصحاب الأهواء ومرضى القلوب، بتلميع وتمجيد بعض رموز هذا الفكر وطرح التساؤلات المريبة.
لماذا انحرف البعض من شيوخ يدافعون عن الدين والمتدينين، إلى معادين له، وملحدين ومشككين؟
من هو خالقك وكيف تعرفه؟
وكيف تثبت أن القرآن والسنة صحيحة وليست من تأليف بشر؟
وغيرها من الأسئلة التي تربك عقول الشباب وتسمم أفكارهم.

وبذلك يجعلونهم في دوامة، فإن نجوا من الوقوع في الإلحاد، فقد شغلوهم عن هموم أمتهم وبناء مستقبلهم، ومستقبل أوطانهم، بهذه الأفكار وتلك التساؤلات.

رابعاً: يجب تفعيل دور المسجد لمحاربة الفكر المنحرف، فيجب على الأئمة والخطباء ترك الاهتمام بالمسائل الشكلية والتعامل بالخطاب الانفعالي، وإعطاء المواعظ بشكل سردي ممل.

بل يجب التركيز على الجانب العلمي العقلي، الذي يخاطب عقول هؤلاء الشباب ويجيب على تساؤلاتهم.

فكثيرٌ ممن ألحدوا كان إلحادهم بسبب تساؤلات أربكت عقولهم، وشتت أفكارهم، فبحثوا عن إجابات لها ولم يجدوا من يجيبهم.

ومما يزيد إصرارهم على التمسك بأفكارهم وتساؤلاتهم والدفاع عنها باستماتة، أن تقابل مثل هذه الأفكار والتساؤلات، بالتخويف والتعنيف، والكبت والقمع، وعدم الترحيب بالاختلاف في الرأي، ومنع الحوار.

فمن الضروري أن يهتم المفكرون والمربون والدعاة بحوار الشباب المتسائل، وأن يرحبوا بكل أسئلته أياً كانت.

فما المانع أن يكون لهم مقاهي حوارية على غرار "جسور"لجذب الشباب والحوار معهم، فيعطون ويأخذون، يتحدثون ويستمعون، يسألون ويتساءلون، ويجارون هؤلاء الشباب في أسئلتهم حتى يتوصلوا سوياً إلى كلمة سواء.
لا أن يتكلمون من أبراج عاجية، وبطريقة استعلائية، يقدمون مواعظ دعوية، يخوفون ويرهبون، ويتوعدون بالويل والثبور،
ثم يسردون الأجوبة التي يعتقدونها مقنعة سرداً، بتحقير وتفسيق.
فهذه الطريقة لم تعد مجدية مع هؤلاء الشباب، بل يجب تأليف قلوبهم واحتواؤهم، ومخاطبتهم نداً لند، فلم يعودوا أولئك الشباب البسطاء الذين يسهل إقناعهم والسيطرة عليهم، بالمواعظ والوسائل التقليدية.
فإذا لم ينبر العلماء والدعاة والحكماء، وأصحاب الرأي والفطرة السليمة، إلى إبداء الرأي، وتصحيح الأفكار، بالأدلة والبراهين الشرعية والعقلية، لبقيت الساحة خالية أمام حميد الدين وأمثاله.

ولتركنا المجال مفتوحاً لكل زاعق وناعق متربص بهذا الدين وهذا البلد، لزرع الأفكار الغريبة، وزعزعة المعتقدات والثوابت الراسخة، ونشر الفرقة والحزبية، والمناداة بالحرية الدينية والعقدية، في وطن الإسلام ومنبع العقيدة السوية.
فقد علم مثل هؤلاء "من أين تؤكل الكتف" وفهموا تفكير شبابنا، وعرفوا ضالتهم، فأخذوا يخاطبون عقولهم لا عواطفهم، ونجحوا في جذبهم والتأثير عليهم.

فهلا.. تركنا الجدل العقيم، الذي لا ينتج عنه إلا الفتنة والفرقة، وأتحد العالم المتمكن الحكيم، والداعية اللطيف الحليم، والمثقف الأريب البليغ، والإعلامي المخلص الغيور، لإنقاذ هؤلاء الشباب الذين هم الثروة الحقيقة، والأمل لنهضة الأمة المحمدية، من السراديب المظلمة، والفخاخ الشائكة، اللتي نصبت لهم من قبل أولئك المتربصين.

أم أننا سنبقى في جدل، حتى يضيع البلد والولد؟؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.