- الرأى - بدرية عيسى - جازان : في أرضٍ اختلط فيها عبقُ التاريخ بصوت البحر وهمس الجبال، عاش رجالٌ ونساء لم يكونوا مجرّد عابرين، بل كانوا جزءًا أصيلًا من ذاكرة المكان وروحه. أشخاص حملوا همّ مجتمعهم، وخطّوا حضورهم في صفحات الزمن بعطائهم الصامت وأثرهم الذي لا يُنسى. نقترب اليوم من سيرة أحد هؤلاء… ممن صنعوا الفرق، ومضوا وتركوا أثرًا لا يُمحى. – المهندس طلال بن ربيع الشافعي وُلد المهندس طلال بن ربيع الشافعي في محافظة صبيا، وينتمي إلى أسرة الشافعي، إحدى الأسر العريقة في منطقة جازان، والمعروفة بامتدادها الاجتماعي والإنساني، وبما عُرفت به من أصالة وشهامة وطيب خصال. نشأ في بيئةٍ تتوارث القيم النبيلة جيلًا بعد جيل، وتلقى تعليمه النظامي في مدارس صبيا، حيث برز منذ وقتٍ مبكر بتفوقه الدراسي، وذكائه وسرعة بديهته، ما مهّد له طريق التميّز الأكاديمي ومواصلة مسيرته العلمية بثبات واقتدار. عرف عن المهندس طلال تمتّعه بروحٍ قيادية ورؤيةٍ استراتيجية، إلى جانب دماثة الخُلق والتواضع، وقدرته العالية على بناء علاقات مهنية وإنسانية راقية، الأمر الذي أكسبه احترامًا واسعًا في مختلف البيئات التي عمل فيها. ويشغل المهندس طلال بن ربيع الشافعي حاليًا منصب مساعد رئيس الهيئة العامة للمساحة والمعلومات الجيومكانية للشؤون الجيومكانية في المملكة العربية السعودية، ويُعدّ من القيادات الوطنية البارزة في هذا القطاع الحيوي، حيث يمتلك خبراتٍ عميقة في تطوير الأنظمة الجيومكانية، وقيادة برامج التحول الرقمي، والإشراف على بناء وتكامل قواعد البيانات وربطها بالمنصات الحكومية الوطنية. كما كان له دورٌ محوري في مجالات المسح البحري والخرائط الملاحية، من خلال المشاركة في إطلاق مشاريع المسح البحري الوطني، والإسهام في تطوير الخرائط البحرية الإلكترونية، بما يعزز من مستوى السلامة الملاحية ويدعم كفاءة البنية التحتية البحرية للمملكة. وعلى الصعيدين الإقليمي والدولي، يحظى المهندس الشافعي بحضورٍ فاعل في المحافل المتخصصة، حيث مثّل المملكة العربية السعودية في عددٍ من اجتماعات ولجان خبراء الأممالمتحدة، وتولى رئاسة وفد المملكة في اجتماعات خبراء الأممالمتحدة لإدارة المعلومات الجغرافية المكانية، وشارك في مناقشة السياسات الدولية المرتبطة بتطوير البنية الجيومكانية. وفي شهر فبراير 2023، ترأس وفد المملكة المشارك في المؤتمر العاشر لخبراء الأممالمتحدة لإدارة المعلومات الجغرافية المكانية، الذي عُقد في أبوظبي بمشاركة 45 خبيرًا من 14 دولة عربية، حيث استعرض المبادرات السعودية الرائدة، فيما ركّز المؤتمر على تطوير البنية التحتية الجيومكانية في الدول العربية، وتعزيز التكامل والتعاون الإقليمي في هذا المجال. وتتجلى إسهاماته المهنية في دعمه المتواصل لجهود المملكة لتعزيز مكانتها كدولة رائدة إقليميًا ودوليًا في مجال البيانات الجيومكانية، إلى جانب العمل على ترسيخ أطر التعاون العربي والإقليمي، وتبادل الخبرات والمعرفة بما يخدم التنمية المستدامة ويواكب مستهدفات التحول الوطني.