- الرأي - إبراهيم القصادي - جازان : تتزيّن مزارع منطقة جازان هذه الأيام برداءٍ أخضر بديع مع حلول موسم «الخضير»، حيث تُقطف الذرة في مراحل نضجها الأولى وهي غضّة وطرية، محتفظةً بلونها الأخضر الذي اشتُق منه هذا الاسم. مشهدٌ شتويّ يألفه الأهالي كل عام، لكنه لا يزال يحتفظ بسحره الذي يعيد للحياة الزراعية وهجها في أشهر البرد، ويتزامن ذلك مع نزول عددٍ من أهالي منطقة عسير إلى جازان لقضاء الإجازات الشتوية وشراء المنتجات الموسمية. وقد رصدت صحيفة « الرأي » خلال جولاتها في عدد من المواقع الإقبالَ اللافت على حقول الذرة، وحرصَ المزارعين على عرض «الخضير» الطازج لمرتادي الطرق العامة، حيث تحوّلت نقاط البيع إلى مواقع جذب موسمية تُنعش الحركة الاقتصادية وتُبرز تنوّع الإنتاج الزراعي في المنطقة. ويُباع الخضير عادةً في حزمٍ متوسطة الحجم تتراوح أسعارها بين 20 و30 ريالًا بحسب جودة السنابل وعددها، كما يُعرض حبوبًا مفصولة يصل سعر الكيلو من الذرة البيضاء فيها إلى 30 ريالًا، والذرة الحمراء إلى 25 ريالًا، لما تمتاز به الذرة البيضاء من جودة وإقبال واسع. ويحضر الخضير على الموائد الجازانية بطرق متعددة؛ فمنه ما يُطحن ليُخبز في التنور على شكل أقراص تراثية، ومنه ما يُطهى مع الملح في طبق «المسهى». كما يُعدّ مكوّنًا رئيسيًا في عدد من الأكلات الشعبية مثل «المفالت» و«الثريث» و«الشويط»، وهي أطباق ارتبطت بذاكرة الريف ودفء الشتاء في المنطقة. ومع ازدهار سنابل الذرة وتنوّع طرق إعدادها، يبقى «الخضير» أحد أجمل ملامح الموسم الزراعي في جازان، ومحصولًا يجمع بين النكهة والتراث… ويُعيد للحقول حياةً لا يشبهها أي موسم آخر. ‹ › ×