لم يكن سالم الدوسري لاعباً عادياً في إستاد البيت بقطر؛ فقد خطف البصر، وسطع كالقمر، وتجلّى في كل موضِع وممر، وأرهق لاعبي جزر القمر. "سالم" سجّل وصنع وانتصر، وهوى بحُسّاده في عواصف البحر! ملعب البيت كان شاهداً على ملحمة كروية عنوانها: هذا أنا .. رغم الهجوم والإزدراء ! في لقاء جزر القمر أثبت سالم نجوميته الطاغية، وحضوره المؤثر، وعدم إكتراثه لجميع الإنتقادات التي تعرّض لها خلال الفترة الماضية؛ بل إنها ما زادته إلا تألقاً ونجوميّة؛ حيث ساهم في جميع أهداف المباراة؛ بتسجيله لهدف، وصناعته لهدفين آخرين على طبق من ذهب للاعب محمد كنو. نجومية "سالم" هذه تركت لمنتقديه الحسرة والندم على ما فات، وتغليب لغة العقل والإحصائيات؛ ف بلغة الأرقام ساهم "سالم" في جميع أهداف المنتخب الخمسة التي سُجِّلت في البطولة حتى الآن؛ والتي منحت منتخبنا العلامة الكاملة، وبطاقة العبور مبكراً للدور الثاني قبل لقائه الثالث أمام المغرب. في كأس العرب برهن "سالم" بأنه جدير بتحقيق جائزة أفضل لاعب في آسيا لعام 2025؛ وجدير بأن يكون أسطورة من أساطير الكرة السعودية القادمة التي سيخلدها التاريخ لا محاله.