بدأت الكرة السعودية بالسبعينات الميلادية وكانت بدايتها ضعيفة كنا نستقدم المدربين من السودان ومصر مع بداية بناء المنشآت والملاعب الرياضية ... ثم بسرعة البرق تطورت كرتنا بداية الثمانينات مع ظهور المواهب الكبيرة والتوجه للمدرسة اللاتينية ممثلةً بالبرازيل والإرغواي تدريبياً. فكسبنا كأس آسيا1984في سنغافورة ، ثم توجت أنديتنا بالألقاب الخليجية بدءً من الإتفاق والهلال عندما توجا بكأس الخليج أبطال الدوري 1984 و 1986 ثم بلغت الكرة السعودية ذروتها فترة التسعينات على مستوى المنتخب والأندية فحقق المنتخب كأس آسيا1996 وتوالت انجازات الهلال والنصر والشباب والإتحاد والقادسية خارجياً ، أيضاً والأهم تأهل المنتخب لمونديال أمريكا1994 لأول مرة ، وفاز بكأس الخليج المستعصية وأصبحت كرتنا في الطليعة خليجياً وعربياً وآسيوياً . لمعت أسماء تعتبر عالمية من وجهة نظري كيوسف الثنيان وسامي الجابر وماجد عبدالله وفؤاد أنور وفهد الهريفي ومحمد الدعيع وخالد مسعد وغيرهم ... تكررت الإنجازات في حُقبة التسعينيات وتأهلنا لمونديال98 وتأهلنا لنهائي آسيا بلبنان 2000 وخسرنا بعد تحدي من اليابان القوي والمتطور والإحترافي … اعتزلت بعض النجوم في الألفية ، ولكن سياسة الإحلال كانت موجودة ومنقذة لجيل التسعينات الذهبي فواصلت تلك النجوم وكررت بعض الإنجازات السابقة … وبعد 2007 حدث ما لم يكن بالحسبان ووقعت الكرة السعودية بوحل الإخفاقات المتتالية وعدنا لمرحلة السبعينات مرحلة البدايات التي كنا نستقدم فيها المدربين من السودان ومصر! حالياً: الكرة السعودية تمر بأسوأ حُقبة على مستوى المنتخب والأندية !! أصبحنا نخسر بنتائج كوارثية من منتخبات عادية!!أصبحنا لا نجاري من كنا نكسبهم بأقل مستوى،بل أصبحنا نفرح لفوز على اندونيسيا وتايلند ! حتى أصبح الفوز على عمان صعباً وعلى اليابان واستراليا مستحيلاً !! أيضاً أنديتنا خارجياً ليس لها أي شيء يذكر بعد سيطرة الهلال والإتحاد والنصر والشباب والقادسية قاريا والإتفاق والأهلي إقليمياً. والغريب ومع قلة المواهب نجد أن الملايين تُصرف بلا وعي لأنصاف لاعبين ونلاحظ أن كلما زادت الأموال زادت الإخفاقات والنكسات المخزية !! هناك لا شك عوامل رئيسية للمرحلة السلبية والفتور الغريب الذي اجتاح الكرة السعودية أندية ومنتخبات ! الأسباب: * نُدرة المواهب في الشوارع والزقاقات وهذا سبب متشعب لتغير نمط حياة النشء حيث انتشار البدائل الترفيهية وخصوصاً الإلكترونية منها. *التخبطات الفنية والإدارية المتشعبة والمتغلغلة في أورقة الإتحاد السعودي والطرق العشوائية للمسابقات وتضاربها . *عدم الإستفادة من الكوادر الأكاديمية في البلد من خارج الوسط الرياضي ، والإعتماد على أفكار أثرية للرعيل القديم أكل عليها الدهر وشرب. الحلول : * إعادة النظر في عدد المسابقات المحلية وتقليص واحدة من كأس ولي العهد أو كأس الملك واعتماد بطولة سوبر تكون افتتاحية الموسم كما هو المعمول به بالدول المتطورة. * تحديد آلية معينة وواضحة للمبالغ التي تصرف على اللاعبين وإيقاف الهدر الغير حيوي للاعبين محليين يعدون بمصاف الهواة بعد النكسات المتتالية حيث أن الملايين التي تصرف أكبر من ما يقدمه اللاعب ! *إلغاء نظام الستة شهور لإنتهاء عقد اللاعب ! والعمل بالنظام الأوروبي وضبط لوائح واضحة ومرنة للإنتقالات تضمن حق النادي واللاعب. *فتح المجال للشركات الأجنبية للإستثمار من خلال الأندية وعدم تشفي ما يسمى (أعضاء الشرف) . *تفعيل دور المدارس والجامعات بتنظيم مسابقات رياضية منظمة لإبراز المواهب لإختيارها من قبل كشافي الأندية ، وتقليل نصب واحتيال السماسرة. * بالنسبة للمنتخب: توجيه الشكر لياسر القحطاني ومحمد السهلاوي وأسامة هوساوي وناصر الشمراني وعطيف والإهتمام بالعناصر الشابة من مواليد1990 فما فوق ودمجهم مع العناصر المفيدة لتكوين منتخب قوي يكون نواة للإستحقاقات القادمة وأهمها كأس آسيا 2015 ثم مونديال روسيا 2018. * عمل جرد لجميع الألعاب في الأندية والتحقق من فائدتها ونتاجها، وإغلاق الغير مفيد منها. في النهاية: أتمنى أن تصل جميع مقترحات الإعلاميين لإنقاذ كرتنا السعودية من وحل الإخفاقات والنكسات ، وعودة الهيبة والمجد والأفراح للمنتخب والأندية. للتواصل عبر تويتر @KhalidAl_Talh