أتذكر عندما (رمى ) المدرب الهلالي المطرود كوزمن الفانيلة في الملعب ورفض السلام على الرجل من ذوي الاحتياجات الخاصة أمام أنظار كل من كان في الملعب قال أحد إعلاميي الهلال أن المدرب لم يرمي الفانيلة ولكن ألقاها على أعلى جزء في الملعب ( منصة احتفال اللاعبين ) !! ولغرابة وطرافة هذا التعبير لازلت أذكره ولكن لم تنتهي القصة عند هذا الحد !واستمرت عندما ردد في اليوم التالي الجمهور وبعض الإعلاميين هذا التبرير واتخذوه وقائله حجة غير دفاعهم عن موقف المدرب في التعامل مع الرجل المعاق ! هذا الموقف لم يكن أول موقف ولم يكن الأخير أيضا في طريقة تعامل (الوسط الهلالي ) إعلام ومسؤولين , مع أخطائهم وزلاتهم بل كان يمثل الثقافة العامة التي يتعاملون بها مع الأحداث التي تدينهم و تبدأ من إنكار الحادثة حتى انكشافها وحين تنكشف يبدأ التبرير لها وحينما يفشل التبرير ولا يعطي نتائج يبدأون بمحاولة تشتيت المتابع عن الحدث الرئيسي بعدة أساليب دائما ما تكون ناجحة ليس إلا أن الوضع العام للوسط الرياضي يساعد في تنفيذ هذه الأساليب سواء كان عن طريق أشخاص سيئين أو أنظمة مترهلة وضبابية يسهل التلاعب بها و كما حدث على سبيل المثال في قضية (إصبع إيمانا ) وهروب المصور , وكل ما سبق لم يكن الهدف منه تحليل أو كشف أساليب هي مكشوفة ومعروفة إلا على من يرضى بها ويدعمها ولكن لأني لا ألوم أي إعلامي يميل لأي نادي آخر عندما لا يكتب أو لا يتحدث عن زلة أو خطأ يقع بها مسؤول أو لاعب من النادي الذي يميل إليه ليس لأنه الأمر الصحيح بالمجمل ولكنه الأمر الأصح في الوضع الحالي للوسط الرياضي لسببين : الأول أن غيره الكثير من أصحاب الميول الأخرى لن يفوتوا الفرصة (وهذه ميزة اختلاف الميول والصراحة في الإعلام الرياضي)و الثاني أن النموذج الهلالي الذي لا يكتفي بالصمت بل يدافع عن الخطأ ويبرر ويتعذر له لا يتيح الفرصة للإعلام الرياضي أن يتزن ويحايد إلا في ما يتعلق بالهلال ومصلحته . ولن أطمح بالحياد أبداً في إعلامنا الرياضي بل لا أريده لأنه لا يمكن أن يكون إلا من أجل أهداف خاصة ولأن الأوساط الإعلامية الرياضية في كل العالم غير محايدة وتدعم اختلاف الميول وهي ناجحة وتساهم في قيادة رياضتها إلى التقدم لأن الصراحة والصدق والمنطقية أهم من الكذب والنفاق المقنعين بالحياد والصراحة ! .