بدأت الحكومة الإسبانية فعلياً الانضمام لقوات الناتو منذ عام 1989م , وهي منذ ذلك الحين تُشارك في مهمات عسكرية في مناطق مختلفة من العالم , تارة باسم حماية المدنيين أو استجابة لقرارات مجلس الأمن أو لأهداف اقتصادية مستقبلية كما تحدد وبشكل مستمر ان الغاية من التدخلات العسكرية الإسبانية في تلك البلدان والمشاركة الحربية مع حلف الناتو هي لمهمات سلمية وفرض الأمن والدعم اللوجستي ومراقبة سير الانتخابات في مناطق تشهد صراعات مختلفة . و بلغ عدد الجنود الإسبانية المٌشاركين في مهمات خارجية 2700 جندي , يتوزعون في بلدان شاركت ولاتزال تُشارك فيها حتى الآن مثل أفغانستان ولبنان وكوسوفا بالإضافة إلى مساعدات إنسانية قامت فيها في تشاد والصومال وبعض الدول الإفريقية التي تشهد صراعات طاحنة وحروب أهلية . وكانت تلك المُشاركات سببا كبيراً للانقسام الداخلي في السياسة الإسبانية نظراً لما تتحمله اسبانيا من مبالغ كبيرة وطائلة للإنفاق على العتاد الحربي والعسكري لإرسال قواتها , وأصبحت فيما بعد ورقة ربح بيد الأحزاب السياسية . وفي ظل تلك الأحداث طلبت الحكومة الإسبانية من البرلمان الإسباني تمديد فترة المُشاركة في ليبيا نظراً لصعوبة الموقف وتمهيداً للسلام ودعماً للمواطنين الليبيين وانتهاء المشاركة في يونيو المُقبل. فعلى الصعيد السياسي الداخلي لم تجد المشاركة الإسبانية اعتراضاً سياسياً من الأحزاب المعارضة وخاصة الحزب السابق " ايل بي بي" وصوتت بأغلبية مطلقة في التدخل العسكري مع قوات التحالف , وهو أمر طبيعي في الموافقة لوجود أحداث تاريخية مُشابهه لدى الحزب اليميني السابق في العراق , ولكن صدى تلك المشاركة لم ترض الرأي العام الإسباني الذي وجد في تلك المُشاركات سبيلاً لوضع اسبانيا على خط النار ومواجهة طويلة المدى وهدفاً للاعتداءات الإرهابية بالإضافة إلى الخسائر المادية المُترتبة على ذلك إلا أن تلك الأصوات لم تجد لها سبيلاً لدى الحكومة الإسبانية والموقف الضعيف الذي حمله الحزب الاشتراكي المتحد ولكن ضعف تواجده في الانتخابات والذي لا يمثل سوى مقعد واحد أضعف الأصوات المعارضة للتواجد الحربي الإسباني في تلك المناطق . وتحاول اسبانيا من خلال تلك المشاركات المختلفة أن تلعب دوراً بارزاً في السياسة الخارجية وأن تجد لها موطئاً بين الدول المؤثرة الكبرى مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا في الوقت الذي تؤكد فيه على لسان رئيس حكومتها خوزيه لوبيس ثاباتيرو ان مشاركة اسبانيا هو لحماية المدنيين وهذا يؤكد دورها البارز الذي قامت به في بلدان شهدت نزاعها طائفياً وعرقياً مثل البوسنة والهرسك وكوسوفا تحت غطاء حلف الناتو أو ايساف أو اليونوفيل . // انتهى //