تعتبر مصارعة الثيران جزءا من الثقافة الاسبانية الحديثة والتي زادت يوما بعد يوم لشهرتها العالمية والتي جعلت من هذه الرياضة محل اهتمام واسع في العالم. ويعود تاريخ هذه الرياضة إلى العصور الغابرة والموغلة في القدم . حيث كان الإنسان في العصر الحجري يجد في الحيوانات تسلية له ومتعة فيقيم من أجلها المسابقات وتعقد السباقات ومع مر الزمن فقدت كثير من الرياضات القديمة قيمتها مع تقدم الحضارة الإنسانية وبقيت مصارعة الثيران كبقايا من العصر القديم . يجد الأسبان في هذه اللعبة تاريخا لبلادهم فيتابعونها بشغف ويحرصون عليها ويثنون على من قام بها وتنتشر ساحات مصارعة الثيران في كل مدن وقرى اسبانيا وتحدد مواعيد من السنة لانطلاق مهرجانات تجد لها صدى عالمي وجذب سياحي كبير. في بداية كل شهر جولاي من كل سنه تطلق الثيران في احتفال /سان فرمين/ بشوارع مدينة بامبلونا الاسبانية لأسبوع كامل يجري الناس من كل جهة ويكرر الحدث سنويا ويأتي بعدها احتفال/ تورديسييا/ في إحدى قرى بلد الوليد وتتوالى الاحتفالات الشعبية في مختلف مدن اسبانيا وتشهد متابعة من مختلف الشعب الاسباني . على الرغم من خطورة اللعبة والتي تهدد حياة من يشارك فيها فقد يتوفى عشرات الأشخاص سنويا بسبب هذه المسابقات وفي هذا العام لقي 6 أشخاص مصرعهم في هذه اللعبة. وانقسم الناس في العصور الحديثة بين مؤيد ومعارض لهده اللعبة فمنهم يقف مؤيدا مستشهدا بتاريخها وحضورها الثقافي ونسبتها لتقاليد البلد إلا ان هناك جماعات نشطة تسعى بكل ما اوتيت من قوة أن تمنع إقامة هذه الألعاب والتي فيها قسوة ووحشية وعدم رأفة ورحمة بالحيوان وكونها لا تنتمي للثقافة بحال من الأحوال . تقوم الأحزاب المعارضة لهذه المصارعة بنشاطات سياسية وإعلامية كبيرة تجاه هذا النوع من الوحشية الموجه للحيوان دون وجه حق وتبين أن تقاليد البلد وتاريخه ليست مجرد ألعاب تتهم فيها أبسط حقوق الحيوان. // انتهى // 0830 ت م