تشهد ولاية غردايةجنوب العاصمة الجزائرية إقبالا كبيرا من قبل البنين والبنات ولاسيما في فترات الإجازات المدرسية على المدارس القرآنية المستقلة ( الحرة ) أوتلك الملحقة بالمساجد بغرض دراسة علوم الفقه واللغة العربية وحفظ القرآن الكريم . وقد أصبحت هذه المدارس مع الزمن من مميزات الحياة الروحية والثقافية والإجتماعية في كثير من ولايات الجنوب وخاصة ولاية غرداية حيث تنتشر عبر كافة مدنها وقراها ومداشرها وأحيائها مدارس وفصول تعليم القرآن الكريم التي يشرف عليها مشايخ معروفون بورعهم وبعلمهم لدى سكان المنطقة . وحسب القائمين على هذه المدارس فإن ولاية غرداية تضم أكثر من 600 مدرسة قرآنية و18 زاوية ( مدرسة صوفية ) و 12 مدرسة دينية معتمدة من طرف الدولة فضلا عن حوالي 185 مسجدا يقوم بتحفيظ كلام الله بعد صلاة الصبح على مدار السنة عبر مختلف جهات الولاية . وتشير الإحصائيات الرسمية لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية بالجزائر إلى التحاق حوالي 35 ألف طالب وطالبة بهذه المدارس بولاية غرداية التي أصبحت بفعل نشاطها الديني والثقافي وكذا بحكم العدد الكبير من المدارس القرآنية عاصمة روحية وثقافية للجزائر بدون منازع . وقد أكد بعض المشايخ المكلفين بمتابعة التعليم القرآني بهذه الولاية الصحراوية بأن المدارس القرآنية لا تتوقف عند تحفيظ كلام الله عز و جل بل تتعدى ذلك إلى توعية النشء بأبعاد الرسالة المقدسة التي يحملها القرآن الكريم علما أن معظم هذه المدارس تشرف على إدارتها جمعيات شعبية معتمدة من قبل الجهات الرسمية ويقودها كبار علماء المنطقة . وفضلا عن المدارس المذكورة تتوفر الولاية على معهدين عاليين لتدريس الفقه وعلوم الحديث والقرآن بكل من مدينة القرارة ومدينة غرداية عاصمة الولاية حيث يتابع بهما الدراسات الإسلامية طلبة من الجزائر ومن خارجها سيما من سلطنة عمان وليبيا وتونس والعديد من الدول الإفريقية ( مالي والنيجر وتشاد وبوركينافاسووالسينغال وغيرها ) إضافة إلى طلبة آخرين من أوروبا وآسيا . كما أن بعضا من هذه المؤسسات الدينية قد تم تصنيفها ضمن التراث العالمي من قبل منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم ( اليونسكو ) عام 1982 ومنها العديد من المساجد العتيقة الواقعة بقصور وقرى ومدن ولاية غرداية أو منطقة وادي ميزاب كما يسميها سكانها ومن هذه الآثار التي تجلب سنويا آلاف السياح من مختلف جهات العالم المسجد العتيق بمدينة غرداية والذي يرجع تاريخ بنائه إلى عشر قرون خلت إضافة إلى الهندسة المعمارية الإسلامية التي تتميز بها الكثير من المعالم الدينية والثقافية بهذه الولاية الصحراوية التي تضم سبع مدن لها قصة طويلة في التاريخ الجزائري القديم والحديث وهذه المدن السبعة هي غرداية وبني يزقن والقرارة وبن ريان والعطف ومليكة وأخيرا بونورة . وتحظى المعالم الدينية والتاريخية بولاية غرداية ، بعناية بالغة من طرف سكان المنطقة ومن قبل الجهات الرسمية حيث تخضع لعمليات ترميم متواصلة . // انتهى // 1332 ت م