يتجه الاتحاد الأوروبي الى وضع اللمسات الفعلية الأولى لسياسة فضائية مشتركة من المتوقع أن تطال هذه المرة الجوانب العسكرية وتمكين دول التكتل السبع والعشرين من قدرات متطورة في مجال المراقبة الفضائية لمختلف الأغراض. وقال مصدر في المجلس الوزاري الاوروبي انه وبعد عامين كاملين من المداولات والمفاوضات الشاقة بين الدول الاوروبية تتجه الرئاسة الدورية الالمانية الى تقديم عرض متكامل في هذا الاتجاه ومن المرجح ان يحظى بموافقة الدول الأعضاء. وتنهي فترة تولي ألمانيا للرئاسة الأوربية نهاية يونيو القادم. وقال نفس المصدر ان الإستراتيجية الفضائية التي صاغتها الرئاسة الالمانية لا تقتصر على الجوانب المدنية والتجارية فقط وتتجاوزها للاستعمال العسكري مع تمكين الدول الأعضاء من الاستمرار في الركون لقدراتها الفضائية العسكرية الذاتية. وتعاني الدول الأوروبية كتكل من نقص حاد في مجال المراقبة الفضائية للاغراض العسكرية والمدنية على حد سواء وتعمد على الوسائل العسكرية الاطلسية أي الامريكية. و يقول الخبراء الاوروبيون ان التطورات العالمية ومتطلبات الاقتصاد باتت تستوجب تمكين الاتحاد الاوروبي كمجموعة من قدرت فضائية عسكرية مشتركة. ويرى نفس الخبراء ان الدول الاوروبية بما فيها الدول الكبرى مثل فرنسا وبريطانيا والمانيا لن تعد تمتلك ميزانيات خاصة بالدفاع تمكنها من تنفيذ برامج عسكرية للمراقبة الفضائية بشكل مستقل. وكانت الدول الأوربية اتفقت على إطلاق سياسة فضائية مشتركة قبل نهاية عام 2005م ولكنها لأسباب سياسية ومالية أخفقت في تحقيق ذلك. وقال تقرير داخلي للمفوضية الأوروبية ان تطوير قطاع الصناعات الفضائية وتمكين اوروبا من تقنية مستقلة ومتكاملة سيحفز العديد من الأنشطة الاخرى وسيزيد من قدرة اوروبا على ادارة بعض من الملفات الاقليمية والدولية. ولكن بعض المراقبين يشككون في مصداقية الطرح الاوروبي بسبب الخلافات التي لا تزال قائمة بين الجدول الاعضاء والمنافسة المسجلة بين المفوضية الاوروبية ووكالة الفضاء الاوروبية. كما ان التأخير المسجل على ما يعرف ببرنامج غاليليو للمراقبة الفضائية يطرح العديد من التساؤلات حول قدرة الدول الاوروبية على تجاوز المنافسة المحتمة بين مؤسساتها الصناعية الكبرى للسيطرة على سوق هامة وواعدة. // انتهى // 1527 ت م