تعزيزاً لأهمية صحة الأذن والسمع وتركيز الانتباه نحو التحديد المبكر والتدخل الفعّال لإنقاذ السمع في الوقت المناسب، خصصت منظمة الصحة العالمية اليوم الثالث من شهر مارس سنوياً للاحتفاء باليوم العالمي ويأتي هذا العام تحت شعار "التمتع بالسمع طوال العمر : لا تدع فقدان السمع يقيّدك" . وتشير احصائيات منظمة الصحة العالمية لعام 2018، إلى أن نسبة تتجاوز 5% من سكان العالم بما يعادل 466 مليون شخص يعانون من فقدان السمع، وأنه بحلول عام 2050م سيعاني أكثر من 900 مليون شخص من فقدان السمع، 60% منها حالات فقدان سمع في سن الطفولة وكان يمكن الوقاية منها في حال تم التدخل مبكراً. وأوضح الاستشاري المساعد بقسم الأنف والأذن والحنجرة في مستشفى الإمام عبدالرحمن الفيصل الدكتور فيصل بن عبدالرحمن أحمد صائغ في حديثه ل "واس"، أن أسباب فقدان السمع والصمم قد تكون خُلقية أو مكتسبة، حيث تؤدي الأسباب الخلقية إلى فقدان السمع منذ الولادة أو حدوثه بعد الولادة بزمن قصير، نتيجة عوامل جينية وراثية وغير وراثية أو نتيجة مضاعفات معينة خلال الحمل والولادة، بينما الأسباب المكتسبة فتؤدي إلى فقدان السمع في أي سن كالإصابة بالأمراض المعدية مثل التهاب السحايا والحصبة أو التهاب الأذن المزمن، وتجمع السوائل في الأذن (التهاب الأذن الوسطى)، واستخدام بعض الأدوية لعلاج حالات الملاريا والسل، بينما الأشخاص المصابون بثقل السمع الذين يعانون من فقدان السمع المتراوح بين الخفيف والشديد يمكنهم الاستفادة من المعينات السمعية والعرض النصي وأجهزة المساعدة على الاستماع، بينما الأشخاص الذين يعانون من فقدان السمع الأشد قد يمكنهم أن يستفيدوا من زرع القوقعة. وأشار أن أهم طرق العناية بالأذن تكمن في أمور عديدة منها عدم الإسراف باستخدام سماعات الأذن وتجنب رفع الصوت للدرجات القصوى والبعد عن الضجيج الشديد، لأن الصوت يصل للأذن من مسافة قريبة، فينتج إرهاق وإيذاء أكبر للأذن الداخلية وعصب السمع ويعتقد البعض أن التنظيف بأعواد الأذان من العادات الجيدة وذلك غير صحيح، كونه يتسبب في كثير من الأحيان بإدخال الشمع لداخل الأذن مما يجعله يتراكم فيتسبب بإيذاء الطبلة، والأسوأ من ذلك أيضا استخدام مواد صلبة أو حادة كالمفاتيح وما شابهها داخل الأذن. وأضاف الدكتور صائغ أنه لابد من الحرص على الغذاء المتوازن المفيد للجسم فصحة الأذن مرتبطة بشكل كبير بصحة الجسم العامة وحصوله على القدر الكافي من المغذيات والفيتامينات وجميع المواد الغذائية، وكذلك الحرص على التعامل والتعايش مع الأمراض المزمنة كالسكري والضغط ونحوها، فبعض مضاعفاتها تؤثر سلبا على الأذان وأعصابها وتغذيتها الدموية، كما قد تزيد من احتمالية الالتهابات فيها، مما يؤثر سلبا على السمع، مشيرا إلى أن عدم انتظام معدلات السكر في الدم بشكل كبير يؤثر على الأعصاب بالأذن ويؤدي لالتهابات خطيرة في محيط الأذن تستدعي التنويم أحيانا. وأكد الاستشاري المساعد بقسم الأنف والأذن والحنجرة ضرورة مراجعة الطبيب المختص عند وجود أي شكوى لضمان سلامة الأذنين حتى يتم اكتشاف أي مرض لا سمح الله والتأكد من سلامة الأذن وذلك عند الإحساس بأي فقدان للسمع وخاصة إذا كان مفاجئا سواء في إحدى الأذنين دون الأخرى أو كلاهما، أو عند نزول أي إفرازات صديدية شديدة أو قوية الرائحة أو دم كونها قد تكون علامة على وجود التهاب أو إصابة بمكونات الأذن لاقدر الله. وأطلقت منظمة الصحة العالمية بهذه المناسبة تطبيق " HearWho" البرمجي الذي يعتمد على التحقق من صحة السمع، بالاستناد إلى تقنية الأرقام في الضوضاء، ويمنح المستخدمين إمكانية فحص السمع ومراقبته مع مرور الوقت، وينصح التطبيق بشكل خاص لأولئك الذين يتعرضون عادة للأصوات الصاخبة، كما يستخدمه العاملون الصحيون للفحص .
