من أجمل الأشياء اللي سمعنا عنها مشروع الحكومة الإلكترونية، لأنه صراحة مشروع راح يساعد بشكل أو آخر على تخفيف الضغط على المباني الحكومية وراح يخفف زحمة الطوابير أمام الشبابيك والمكاتب، وراح يساهم في بناء قاعدة معلوماتية محترمة للأجهزة الحكومية بمسار دقيق، لكن الأكيد أن مشروع مثل هذا يحتاج إلى ضخ معلومات في عقل المواطن عشان يعرف يتعامل مع المشروع الجديد الجاي، فتخيلوا مثلا العدد الهائل من الناس اللي تظن الحكومة الإلكترونية مجرد إنشاء مواقع تعريفية بالوزارات، وإذا حاولت تقنعه بإمكانية تقديم طلب أو استفسار أو متابعة معاملة من خلال الإنترنت يقول لك على طول «قوم طير»، وطالما هالنماذج لسه موجودة؛ فالأكيد أن المشروع ممكن يتعرض لفشل إذا ما استوعبوا الناس هدف الحكومة الإلكترونية من ربط المواطن بالأجهزة اللي تهمه وتسهيل تقديم الخدمات له وتخليه يتابع معاملاته «وتسديد مخالفته»، وهو في بيتهم جالس يشرب الشاي!، وهذا كله من جانب. أما الجانب الثاني فهو يخص المشروع نفسه، مو معقول كل فترة تطلع مؤسسة حكومية وتقول: أنهينا تحويل طريقة العمل لنظام الحاسب الآلي وبعدها بفترة تطلع مؤسسة ثانية، المفروض أن الكل يعمل وفق خطة زمنية محددة فيها مواعيد بدء وانتهاء وبعدها يعلن للجميع أن كل التعاملات الإدارية التي يكون المواطن طرف فيها أو تهمه تحولت لنظام إلكتروني (سدد مخالفة، اطلب تأشيرة، قدم طلب، وإلخ)، ومن الآن لذاك الوقت اللي ما يعرف يتعامل مع الكمبيوتر يروح يتعلم!