أتعاطف مع جماهير الشمس وهي تنزف مشاعرها على كل نبتة أمل أيا كانت صغيرة، وأكبِر فيها وفاءها و صبرها وأعرف تماما قيمتها وأهميتها ليس لناديها فقط بل للرياضة السعودية، فهذه الجماهير الشبيهة بالشمس في دفئها وضيائها و شموليتها أصبحت من أهم معطيات الرياضة السعودية؛ لذا فإن تعاطفي معها لا يجب أن يفسر على أنه نابع من حالة انكسار هذا المدرج الهادر، بل إن هذا التعاطف نابع من احترام كبير لهذه الجماهير، التي استغلت بعض وسائل الإعلام تعلقها بفريقها فأصبحت تعبث بمشاعرها بطريقة سلبية، وذلك بتصعيد آمالها إلى ذروة التخيلات.. من يتابع مدّ مشاعر و أحلام جماهير الشمس هذه الأيام ينتبْه الخوف على النصر خصوصا أن هناك صحفا معينة تبنت خطة إعلامية غير نزيهة لشحن هذه المشاعر و تأجيجها بطريقة غير عقلانية وضعت إحراز جميع بطولات الموسم القادم هي المعيار الأوحد لنجاح إدارة الأمير فيصل بن تركي التي أشعلت النار في مكاتب وكلاء اللاعبين وفي مقرات الأندية الأخرى.. النصر أبرم صفقات مهمة ذات دلالات لافتة تعتمد على معايير مصوغة من خطة واضحة المعالم، فمن يقرأ المعايير النصراوية لاستقطاب اللاعبين، التي تعتمد على عنصرين مهمين وهم الجودة وصغر السن، يدركْ أن إدارة النصر الحالية قد وجدت خريطة الطريق إلى البطولات، التي قد لا تأتي إن لم تكن جماهير الشمس قادرة على التعامل مع هذه الخطة بوعي تام يدرك أن تكوين فريق لا يتأتى بضغطة زر؛ فتكوين فريق محترم هو مهر البطولات، وقد يدفع المهر و لا يتحقق الطلب.. لست من المثبطين ولكني أعرف جماهير الشمس و أعرف مشاعرها؛ لذا أتمنى من هذه الجماهير العزيزة أن يكون مطلبها فريقا قادرا على المنافسة، فإن حضر هذا الفريق في الموسم المقبل فالبطولات ستأتي مرغمة إنِ الموسم المقبل أو الذي يليه، خصوصا أن تعاقدات النصر يغلب عليها صغر السن، وهناك جيل مبهر قادم من الفئات السنية بنادي النصر.. إن سُمح لي أن أعتلي منبر نصح جماهير الشمس، وهو منبر صعب فإنني أتمنى من هذه الجماهير الاستثنائية ألا تقع في فخ تأجيج المشاعر وتصعيد الأمنيات، فهؤلاء المصعّدون لمشاعر هذه الجماهير هم أول من سيستثير هذه الجماهير مع أول هزيمة يتلقاها النصر في الموسم القادم.. في الجانب الآخر، على إدارة الأمير الشاب فيصل بن تركي أن تكون حذرة فيما يتعلق بمحاولة جرها لمسح إنجازات الإدارة التي كانت قبلها، فالإدارة السابقة قد أكملت البنية التحتية لهذه الانطلاقة الفنية من خلال ترتيب المجلس الشرفي وبناء العلاقة الشرفية بين النصر و رجالاته، والاهتمام بالفئات السنية التي مدت الفريق الأول بما لا يقل عن 13 موهبة ستدعم خطة هذه الإدارة التي تهدف لتكوين نصر لا يشيخ.