يغمرنا الفرح دائما ونحس بالفخر عندما نتحدث عن إنجازاتنا الرياضية كسعوديين؛ فالمملكة اعتلت منصات التتويج في أماكن ومناسبات عدة، وكانت حاضرة في أهم المناسبات التي لن ينساها التاريخ أبدا. وتعد كرة القدم الرياضة الأولى التي استحوذت على اهتمام الشباب وقلبت العالم رأسا على عقب، فمن هواية يمارسها الناس للتحدي والإبداع واللياقة، إلى عالم آخر من الاقتصاد والمال والشهرة والأضواء. وها هي آخر النقلات النوعية التي أنجزتها الرئاسة العامة لرعاية الشباب بدخول أندية الوطن ضمن دائرة المنافسات العالمية بتبني فكرة تخصيص الأندية، ودخول الشركات الوطنية بدعم الأندية من خلال الرعايات الاستثمارية؛ سعيا إلى هدفها الرئيس في تنظيم دوري المحترفين، وإيذانا بدخول الأندية السعودية بشكل كامل لمصاف الأندية المحترفة. وهذه الخطوة جسّدت الاهتمام باللاعب السعودي وعلقت الجرس لكل لاعب بأنه الوقت المناسب للمنافسة والعطاء والجهد؛ فليس الإبداع والشهرة ومنصات التتويج حكرا على لاعبي القارة الأوروبية أو أمريكا اللاتينية، بل اللاعب المبدع هو من يصنع نفسه ويتوّج فريقه ويرفع علم بلاده في المحافل الدولية. وشركات الاستثمار لا تبحث عن الأندية العادية ذات الطموح المتواضع، بل تبحث عن الفرق المجتهدة التي تبذل وتحقق الإنجازات؛ لكي تضمن الجدوى من استثماراتها، وهذا بالفعل ما سعت إليه الشركات التي دخلت الاستثمار الرياضي في المملكة؛ فالصراع فقط على الأندية البطلة باستثناء ما قامت به شركة الاتصالات السعودية في بادرة عظيمة جدا تدل على تميز هذه الشركة ووطنيتها، برعاية خمسة من فرق المقدمة في بداية تطبيق فكرة الاستثمار الرياضي في المملكة. نعلم أن الشيء في بدايته لا يكون جاذبا، خاصة في ظل عدم استقرار القوانين؛ كون التجربة حديثة، وقد يطرأ عليها كثير من المعوقات، لكن هذا لا يمنع شركات الوطن الكبرى من المساهمة ورعاية الأندية الرياضية؛ فالتطور مربوط بالدعم، وكلما كانت العناية أكبر بالأندية ومنشآتها ومدربيها وبيئة العمل بها انعكس ذلك على تطور أبناء الأندية ونتائجها في عالم المستديرة. إنه الدعم لأجل الوطن وأبناء الوطن، وفي هذه المرحلة بالذات هو مسؤولية اجتماعية يجب التحرك نحوها من شركات الوطن في جميع القطاعات الخدمية والتجارية، فعندما تستقر بيئة الاستثمار الرياضي ونجد الأندية السعودية تحقق نتائج أفضل على المستوى العالمي، وتحقق الإنجازات والبطولات، وأبناءنا اللاعبين يحترفون في أفضل الأندية العالمية بأفضل المميزات، سيكون للاستثمار الخارجي قبل الداخلي وجه آخر أكثر ابتسامة للحصول على أنديتنا السعودية، التي لا أشك يوما في أنها في طريقها للمنافسة العالمية وبقوة.