اعترف الدكتور عبدالرحمن المديرس المدير العام لإدارة التربية والتعليم للبنين بالمنطقة الشرقية بوجود طلاب يسيئون إلى معلميهم بالألفاظ والأفعال غير التربوية، مستدركا بأنها حالات فردية لكنها مزعجة. وأكد في المؤتمر الصحافي الذي عُقد أمس بمقر الإدارة العامة للتربية والتعليم للبنين بالدمام حول شكوى بعض المعلمين من "هيبتهم التي بدأت تضعف" أن مكانة وقيمة وهيبة المُعلّم موجودة ولم ولن تهتز طالما التزم بالسلك التربوي، مشيرا إلى أن مكانة المعلم كبيرة ولن تهتز في يوم من الأيام إذا ما وجدت علاقته بالطالب كالأب وابنه. وأضاف: "أنا أعرف مدرسين درّسوني وإلى اليوم أقبّل رؤوسهم حيث لم يتلفظوا سواء عليّ أو على غيري ألفاظا بعيدة عن السلك التربوي ولم يرفعوا العصا، ولي الشرف أن أكون أحد مخرجات أولئك الأفاضل، ولكن الحقيقة تقول إنه توجد حالات تلفظ غير تربوية نحن في إدارة التربية والتعليم لا نقرها لا من قريب ولا من بعيد سواء أتت تلك الألفاظ من طلاب أو معلمين". وذكّر بأن وزارة التربية والتعليم أصدرت ضمن تعليماتها الدرجات الخمس السلوكية، وهي بحسب المديرس "قوية ومطبقة ومفعّلة، ومن حق كل معلم أن يطبقها، أما قضية ألا تفعّل من البعض فكل يتحمل مسؤولية ذلك؛ فنحن في التربية والتعليم نتطلع إلى المزيد من العلاقات الودية بين الأب وابنه والطالب والمعلم والعكس صحيح؛ لأن رسالة التربية والتعليم هي تحقيق بيئة تربوية تعليمية محفزة مبدعة تحقق توقعات المستفيدين وهم المعلم والطالب وولي أمره". وفي رده على أفعال خادشة صدرت من بعض المعلمين تجاه طلابهم قال: "وجود فئة تصدر منها أفعال وسلوكيات غير تربوية لا يرتقي إلى حد الظاهرة، وهي حالات فردية وإن كانت مزعجة، لكن القضية لا تكمن في تحويل المعلم إلى وظيفة إدارية والاكتفاء بتلك العقوبة؛ حيث إن أول خطوة تتخذ إذا ثبت على المعلم تصرف غير أخلاقي وغير تربوي هي إبعاده عن التدريس، وذلك قبل إصدار الحكم النهائي عليه، فإما أن يبقى إداريا أو يُفصل أو تتخذ ضده إجراءات أخرى غير ذلك، ثم إن تحويل المعلم إلى إداري لا يعني أن يصير مديرا أو وكيلا، وهي خطوة انتقالية لما سيصدر ضده لاحقا؛ فأول خطوة هي إبعاده من المدرسة ثم إعادة النظر في الأمور الأخرى. هذه الحالات موجودة، وأنا أطمئن الجميع بأنها لا تمثل إلا النزر اليسير". وفي سؤال إلحاقي قال: "سلّم العقوبات لا نلجأ إليه إلا بعد استنفاد الوسائل التربوية الراقية الاستباقية الإصلاحية العلاجية، قبل التفكير في العقوبات نفكر فيما نعمله نحن قبل أن نصل إلى تلك العقوبات من خلال تواصلنا مع طلابنا؛ فلدينا لقاءات مع أولياء الأمور والطلاب وإشراك الطلاب في المناسبات الاجتماعية، ولدينا توجه قد أُقرّ قبل أسبوعين وهو مشاركة طلابنا في مجالس إدارة التربية والتعليم؛ لأنه كلما أعطينا قوة للطالب وانتمائه للإدارة ساهم ذلك في الحد من سلوكياته العدوانية في سن المراهقة وتعويدهم على الأساليب التربوية أكثر من قضية العقوبات، فملتقى الجدارات الذي نظمناه العام الماضي كان الهدف منه بناء قيادات المستقبل وهم الطلاب، فبدأت تتغير نظرة الطلاب الآن، وبدأ الأسلوب يتغير، ونحن في بداية الطريق في سلك طرق غير مألوفة ليكون الطالب عونا لنا في التعليم وجزءا من التعليم".