يقول الدكتور عدنان مفتي المدير العام للصحة النفسية بجدة: “منذ بداية الأحداث في غزة عالجت في المستشفى ما يزيد على 50 حالة، وهذا العدد ما هو إلا جزء من عدد المصابين من جراء الأحداث الأخيرة في غزة؛ فهناك حالات بالتأكيد يتم علاجها بمستشفيات أخرى، وهناك حالات يتم التعامل معها بشكل سري”. وعن العلاقة بين الصور وهذه الصدمات النفسية يضيف مفتي: “الأحداث تنقل عبر الصور، والصور تعكس معاناة مريرة، فيعبر كل بطريقته عن مشاعره وموقفه من ذلك، فالكاتب يكتب والمتصدق يتصدق والداعي يدعو، لكن هناك بعضا من الناس تنعكس الصور والأحداث عليهم سلبا، فتكون على شكل اضطرابات وأعراض اكتئاب، والبعض قد تعيد إليه تلك الصدمات مرض اكتئاب أو مرضا نفسيا آخر سبق علاجه منه سلفا، فتحدث له انتكاسة، وهؤلاء يتم التعامل معهم طبيا كما كان في حال مرضهم، كما أن البعض يصاب بأعراض اكتئاب وآخرين يصابون بالاضطراب الوجداني، ويتم أيضا التعامل معهم نفسيا وطبيا، وهناك من تكون إصابتهم بسبب حساسيتهم وعاطفتهم وسهولة تأثرهم وهؤلاء تنفذ لهم جلسات نفسية لتنفيس الشحنات، إضافة إلى التوجيهات النفسية وممارسات مجدية وذات أثر على نفسيتهم مثل الدعاء وبعض الممارسات الوجدانية”. وعن سبل الوقاية من هذه الصدمات يذكر عدنان مفتي: “الوقاية الدائمة مهمة للفرد خاصة أنه عرضة لمواقف فقد الاتزان حتى لا يكون عرضة للتأثر بها، فمن عوامل الوقاية: اتزان الشخصية، وصحة المعتقدات، والقدرة على تحمل الضغوط، ووجود القدوة في الأسرة الذي يحتذى به في التأسي والصبر”.