الابتسامة الصادقة تدلّ على قوة الشخصية، من يتبسّم يجد الهناء في حياته، تلك المقولة قرﺃتها لأحد الفلاسفة القدامى، وكثير من الحِكم والأقوال المأثورة التي تشهد على صفاء الابتسامة وفضلها، وهناك ﺃنواع كثيرة من الابتسامة منها ما هو محمود ومنها ما هو مذموم، فالابتسامة المحمودة ابتسامة صادقة تبعث من حنايا الروح وتصل دون ﺃي وسائط، بينما الابتسامة التي تحمل على عاتقها مصالح وزيفا وكذبا تجدها صفراء بها سخرية ومجاملة واستصغار حين انبعاثها ولا تُقبل البتة. وفي زمن المصالح والبهرجة، كثرت ابتسامة المصالح والسخرية فالبعض ﺃضحى لا يبتسم ثناء وحُبّا بل مجاملة واضحة، لا يرسم ابتسامة تكتﺐ تفاؤلا جميلا وﺃملا قادما، بل تجد الوجوم والبؤس يلازم محياه، قد تكون لعواصف الحياة شأن في ذلك ولكن حتى إن عصفت الحياة بنا نحن بحاجة إلى ابتسامة صادقة تحيينا. وهناك من يُفسّر صفاء الابتسامة ونقاءها بضعف الشخصية وهذا هو الغلط الأكبر، فمن يجيد صدق الابتسامة هو قوي في شخصيته وشكيمته، وليس ضعيفا، فليت سطوري هذه تكون عهدا جديدا للابتسامة، وميثاقا صادقا نعقد به مع ﺃنفسنا وعائلاتنا ومجتمعاتنا، تقول بنوده: نهجر السخط والحزن الآفل ونسمو بإيماننا وبسماتنا لمستقبل مبتسم ليس خائفا وجانحا ومُستهزئا.