إن شركات الاتصال المدفوع وغير المدفوع تستنزفني طولا وعرضا، ولم ﺃتكلم، لا ﺃريد التذكر لكنني ﺃخبركم بأنهم كلما ازدادوا استنزافا ازددت دفعا، وظللت ﺃبحث عن ﺃي خدمة جديدة يطرحونها لأشترك بها، لا ﺃخفي عليك، لكنني ﺃدمنت استنزافهم. ﺃولم ﺃخبرك عن تلك المرة التي ﺃبرحني المدرس ضربا من درجة (توطي البطن) على مقاييس الجلد التي اعتمدتها وزارة التربية ولم ﺃخبر ﺃحدا! حتى ﺃنني شكرته وبيّنت له اشتياقي إلى (علقة) ﺃخرى في الحصة القادمة، فقد ﺃدمنت هذه (البهاذيل) ﺃيضا، وفقط لأنني متسامح! ولأنني طيﺐ و(حبوب) يصرخ في وجهي كل موظف حكومي ويفرغ كل كبت وضغوط العمل على وجهي (البارد)، وﺃقابله بابتسامة باهتة، وﺃعتذر له وﺃبيّن خطئي، وﺃنني (غلطان ووقح)؛ كوني ﺃتابع المعاملة، وﺃنه من المفروض ﺃن ﺃتركها شهرا لديه لكي يوقعها على (ﺃقل من راحته). وعند انقطاع التيار الكهربائي، ﺃتصل على الطوارئ ليصرخ في وجهي الموظف: (خلل عندنا ما تفهم ﺃنت)، وﺃصرخ ﺃنا في وجه ابني الصغير الذي لم ينفك يبكي خوفا من الظلام قائلا: ما تفهم ﺃنت مثل ﺃبوك خلل هذا . ولا ﺃزال ﺃدفع الرسوم، ولأنني خلوق ﺃنزل من سيارتي باتجاه شرطي المرور (مع ﺃن النظام يقتضي نزوله هو إلي)، لكنني (جنتل) ﺃهﺐ إلى سيدي وﺃعتذر لإشغالي إياه في هذا اليوم القائظ، وﺃعطيه الرخصة والاستمارة وبطاقة العمل وبطاقة العائلة، وﺃقول له (آمرني ﺃنت.. لو تبي ﺃحد عيالي تموون يا عمي)، ليرمقني بنظرة، وهو يجري (دردشة) فاترة مع زملائه، وﺃنا ﺃتقاطر عرقا مع كل جهة، وﺃقنع نفسي بأن الخطأ خطئي، فما الذي (عماني على قلبي) وجعلني ﺃقود السيارة! ولأنني صبور صبرا ﺃيوبيا نادرا، ﺃقف في صف الطوارئ في انتظار إنهاء الطبيﺐ مكالمته، وفي انتظار إكمال الممرضة زينتها، بينما يلفظ ابني بقية ﺃنفاسه، كم ﺃنا صبور! لأنني كريم، متسامح، صبور.. إلخ، وكل هذه الأشياء التي ﺃتمتع بها، ولن ﺃسأل متى سأنفجر؟