النتيجة الباكرة لفوز أستراليا على تايلاند، كانت تعني حسم كل ملامح القلق التي سادت العيون والملامح السعودية، عقب التعادل المخيب للآمال أمام عمان، مساء أمس، إذا تفاعل اللاعبون وقبلهم مدربهم الهولندي فرانك ريكارد مع حقيقة تلك النتيجة المعروفة سلفا قبل بدء اللعب، وسعوا بكل ما أوتوا من معنويات وقدرات وفنيات ودوافع ومساندة جماهيرية وإعلامية، لإحراز نقاط الفوز ولو ب«الهدف اليتيم»، لكن هذا لم يحدث. لم يأت الهدف «اليتيم» ولم تحضر الفرحة بالتالي للآلاف المؤلفة، التي حضرت في «درة الملاعب».. وبالفعل حدث الوفاء وحدث مقابله الجفاء: حضر الجمهور وغاب الصقور. إنها الحقيقة الرئيسية التي خرجت عن الأمسية الكروية «الباهتة» أمس، التي أعادت للأذهان نفس الخيبات أمام كوريا الشمالية والبحرين، حينما غاب الأخضر للمرة الأولى عن الحضور المونديالي، بعد أربع مشاركات متتالية بدءا من مونديال أمريكا 1994. كان يجب أن تكون الساعات ال96 بين اللقاء السابق أمام تايلاند، الذي أعاد ملامح الفوز للكرة السعودية، هي الأهم بالنسبة للمجموعة الحالية للاعبي الأخضر ولمدربهم الذي لا تفتقد خلايا دماغه من طموحات خاصة، وأيضا بالنسبة للاتحاد السعودي لكرة القدم، الذي كانت أمامه الفرصة المناسبة لمسح الصورة المهزوزة، التي لا تزال تظهر بها الكرة السعودية منذ وقت ليس بالقصير. اتضح من خلال ما حدث أثناء مواجهة الفوز السابقة أمام تايلاند، أن ثمة حلولا فردية لبعض لاعبي المنتخب صنعت ذلك الانتصار، وسط «توهان» لمنتخب الفيل الآسيوي الذي استأسد في البداية قبل أفوله، بدليل استمرار تقبله للهزائم بعد مباراة أمس أمام أستراليا. أمام عُمان، غابت تلك الحلول الفردية كما كان يجدر أن تستمر، إلا من ملامح طفيفة في أوقات قليلة من عمر المباراة، وساهم التفاعل الإيجابي لعدد من لاعبي الضيف العُماني مع المباراة، في تغييب عدد من النجوم السعوديين، حينما لم يستفيدوا من المد الجماهيري الصاخب والمحب، بكل أسف.